إعلان

بيان وفتوى بينهما أربعون يومًا..!

سليمان جودة

بيان وفتوى بينهما أربعون يومًا..!

سليمان جودة
07:00 م الأحد 27 ديسمبر 2020

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

أربعون يومًا بالتمام هي التي تفصل بين البيان الصادر عن هيئة كبار العلماء في السعودية والفتوى الصادرة عن مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، ولكن موضوعهما الواحد هو جماعة الإخوان، التي لا تريد أن تأخذ الدرس مما جرى، ويجري، ولا تريد، حتى هذه اللحظة، أن تفهم أن صالح الأوطان يتقدم بطبيعته على صالح الجماعات أيًا كانت!

أما البيان، فصدر عن هيئة كبار العلماء في الرياض، يوم ١٠ نوفمبر، وأما الفتوى، فصدرت عن المركز في العشرين من هذا الشهر!

ذكر البيان في عناوينه الرئيسة أن منهج الجماعة لا يمثل الإسلام في شيء، وعلى كل واحد الحذر منها، وعدم الانتماء إليها، وعدم التعاطف معها.

وهكذا فإن البيان الذي نشرته الصحف في حينه في صدر صفحاتها الأولى قد جرد جماعة حسن البنا من كل شيء تقريبًا، وجعلها تقف في الخلاء عاريةً لا تستند إلى شيء مما كانت تقف فوقه في السابق.

ثم جاءت فتوى مركز الأزهر لتمضي في ذات الطريق، فكأنهما (المركز والهيئة) على موعد خلال شهر ونصف الشهر مع موضوع واحد، وكأن ما لا تريد الجماعة أن تراه قد دفعهما إلى التفكير في الموضوع ذاته مع ما بين القاهرة والرياض من مسافة.

قالت الفتوى إن الانضمام للجماعة وغيرها من الجماعات الإرهابية هو أمر محرم شرعًا، وقالت نصًا: "بدا واضحًا جليًا للعامة والخاصة والصغير والكبير ما قامت به هذه الجماعات من تشويه لبعض النصوص واقتطاعها من سياقها، واستخدامها لتحقيق مآرب أو أهداف شخصية، وإفساد في الأرض بعد إصلاحها، من خلال الفتنة والوقيعة بين أبناء الوطن الواحد، بل أبناء الإنسانية كلها، ورمي المجتمعات بالكفر وغير ذلك، وزين لهم الشيطان أعمالهم، فصدهم عن السبيل".

وكلنا يعرف أن اقتطاع نص من سياقه هو أمر يجعل المعنى المراد في النص على نقيضه، ويخرجه من السياق الذي لا بديل عن فهمه من خلاله. ثم قالت الفتوى: "من خلال ما سبق عرضه، يحرم الانضمام لهذه الجماعات، وبناء على ما تقدم من أدلة، فالانتماء إلى تلك الجماعات المتطرفة حرام شرعاً".

السؤال الذي يراودك بعد أن تطالع بيان هيئة كبار العلماء السعودية في وقته، ثم فتوى مركز الأزهر، هذه الأيام، هو:

هل كان البنا يتوقع أن تصل جماعته وهو يعلن قيامها عام ١٩٢٨ إلى ما وصلت إليه في أكبر بلدين عربيين - بلد الحرمين وبلد الأزهر الشريف؟ ومتى تتعلم الجماعة الدرس؟ ومتى تعتذر عما وقع على يديها من عنف أو تحريض على عنف؟ ومتى تتوقف عن الخلط بين الدين والسياسة؟!

إعلان