إعلان

اليوم العالمي لمنع الانتحار

اليوم العالمي لمنع الانتحار

د. إيمان رجب

* زميل أبحاث مقيم بكلية الدفاع التابعة لحلف الناتو بروما

ورئيس الوحدة الأمنية والعسكرية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية

09:00 م الإثنين 10 سبتمبر 2018

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

يصادف اليوم احتفال العالم باليوم العالمي لمنع الانتحار، وهو اليوم المخصص سنويًا من قبل المنظمة الدولية لمنع الانتحار ومنظمة الصحة العالمية، من أجل تنظيم حوالي 1000 نشاط توعوي في 70 دولة على مستوى العالم، للتوعية بأسباب الانتحار وحث الأطراف المعنية على منعه.

وقد خصص للاحتفالية هذا العام شعار: "نعمل معًا من أجل منع الانتحار" للتأكيد على أهمية التعاون بين الحكومات والأطباء النفسيين ومنظمات المجتمع المدني والمدارس والجامعات وغيرها من الأطراف المعنية، من أجل تشجيع الأفراد على عدم اتخاذ قرار الانتحار.

ويشير تقرير منظمة الصحة العالمية حول وضع الانتحار في العالم، إلى أنه سنويا ينتحر عدد 800 ألف شخص، بمتوسط عالمي يبلغ 11 لكل 100 ألف نسمة.

ويكشف التقرير في تحليله للتوزيع الجغرافي لهذا العدد من المنتحرين سنويًا عن أن 75% من حالات الانتحار سنويًا تقع في الدول ذات الدخل المتدني أو المتوسط، وأغلبها تقع بين السيدات كبار السن والشباب في الفئة العمرية 15-29 سنة، وتتصدر دول جنوب شرق آسيا قائمة الدول الأعلى في معدل الانتحار السنوي.

وينخفض معدل الانتحار في منطقة الأمريكيتين وفي منطقة شرق آسيا عن المعدل العالمي، وتظل الفئة التي تتجه للانتحار في هذه المنطقة هي فئة الشباب وفئة الرجال كبار السن، وكذلك الوضع بالنسبة لمنطقة شرق المتوسط ومنطقة أفريقيا.

كما يرصد التقرير ارتفاع نسبة الانتحار في الدول الأوروبية ودول وسط آسيا، حيث تتخطى فيها نسبة الانتحار السنوي المعدل العالمي.

ووفقًا للتقرير تأتي ليتوانيا في الترتيب الخامس عالميًا من حيث نسبة الانتحار فيها، وتأتي كازاخستان في الترتيب العاشر على مستوى العالم.

وتقوم فلسفة اليوم العالمي هذه المرة على أن الانتحار يمكن منعه، فهو قرار قد يتخذه أي شخص لأي سبب كان، ولكن تظل هناك مسؤولية على الحكومات والمجتمعات لتتحرك لمنع الفرد من اتخاذ هذا القرار، وذلك عن طريق التضييق على إتاحة الأدوات المستخدمة في الانتحار والتعامل المسؤول والمهني للإعلام مع قضية الانتحار، خاصة فيما يتعلق بحجم المعلومات التي تنشر في وسائل الإعلام المختلفة عن حالات الانتحار الفعلية.

وقد وضعت منظمة الصحة العالمية هدفًا تسعى لتحقيقه بحلول العام 2020 وهو خاص بخفض الانتحار في العالم بنسبة 10%، وفي هذا الإطار تبنت 28 دولة استراتيجيات وطنية لمنع الانتحار.

وقد يكون الأهم في هذه المرحلة تحميل الشركات المسؤولة عن منصات التواصل الاجتماعي مسؤولية التوعية بهذا اليوم وباتخاذ إجراءات تمنع الانتحار، وكذلك بالمشاركة في تحقيق الهدف الخاص بمنظمة الصحة العالمية.

حيث تشير مناقشات عديدة في إيطاليا إلى أن منصات التواصل الاجتماعي أصبحت تلعب دورًا مهمًا في دفع الشباب الإيطالي للانتحار. ويتم في هذا الإطار الإشارة لحالة كارولينا بيتشيو، وهي فتاة إيطالية انتحرت في سن 14، بعد أن قام عدد من الشبان بتداول فيديو مسيء لها على "فيسبوك" بهدف الإساءة عمدًا لها، وهو ما اضطرها لاتخاذ قرار بالانتحار، وأعلنت ذلك القرار على صفحتها على "فيسبوك" قبل أن تقوم بإنهاء حياتها. وقد كانت هذه الواقعة سببًا لرفع دعوى ضد فيسبوك لضلوعه في انتحار الفتاة.

يظل الانتحار قرارًا شخصيا، ولكنّ منعه مسؤولية جماعية.

* زميل أبحاث مقيم بكلية الدفاع التابعة لحلف الناتو بروما، وقائم بأعمال

رئيس الوحدة الأمنية والعسكرية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية

إعلان