إعلان

إنه خالد الجندي.. وإنه يهذي

إنه خالد الجندي.. وإنه يهذي

خليل العوامي
09:00 م الإثنين 04 يونيو 2018

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

حسم الشيخ خالد الجندي الجدل حول أسباب إصابة اللاعب الكبير محمد صلاح، وهل كانت غير مقصودة أم مؤامرة متعمدة، وأكد أن ما جرى كان مؤامرة مرتبة سلفا مع سبق الإصرار والترصد، ولكن ليست ضد محمد صلاح أو منتخب مصر أو حتى مصر نفسها، وإنما مؤامرة ضد الإسلام.
وفي برنامجه "لعلهم يفقهون" الذي يذاع على الهواء مباشرة 6 أيام أسبوعيا، قال خالد الجندي نصا: "أنا واحد من أصحاب نظرية المؤامرة.. ومحدش يقولى إن إصابة صلاح أمر عشوائي، لأن راموس ده مصارع وأكيد معاه حزام أسود أو أحمر، وعمل لصلاح حركة سوبلكس.. وده لاعب جودو محترف.. واحنا لازم ناخد الاستلهامات الدينية والأخلاقية من الحدث.. اللي حصل ده مؤامرة.. محمد صلاح غير فكر ونظرة الناس للإسلام.. وده هيعمل مشكلة وكل اللي عمله اللوبي الصهيوني راح على الأرض تحت أقدام لاعب كرة قدم.. طب هايسيبوه؟ طبعا لا.. ولذلك الأمر يستوجب منا حماية ليه.. أي واحد يطل برأسه إما يعملوله عملية تذويب حتى يغيب عن هويته أو يخلصوا!!.. يخلصوا إزاى بقى؟ ليهم طرق كتيرة جدا، فما حدث لصلاح فيه سبق إصرار وترصد وتعمد ودي مؤامرة بلا شك".

إلى هنا انتهى كلام خالد الجندي في حلقة بعد مباراة ليفربول وريال مدريد بومين تقريبا، وهو كلام لم يتوقف فقط عند التأكيد على نظرية المؤامرة، وإنما يحذر أيضا من احتمالية أن يكون هناك محاولات للتخلص من محمد صلاح نهائيا، مطالبا بتوفير حماية له، والحقيقة أن كل ذلك لا يخرج عن كونه وصلة جديدة من وصلات الهذيان باسم الإسلام، والاتجار به، والإساءة له، ومحاولة إقحام الدين الإسلامي في كل شيء، حتى الاحتكاك العنيف بين لاعبي كرة قدم أحدهما مسلم، فقط لمجرد أن يجد الجندي لنفسه مكانا للحديث في الأمر الأكثر تداولا واهتماما لدى المصريين.

لقد استطاع الجندي بمهارة سياسي محنك، وليس رجل دين، أن يقفز فوق كل الحقائق، ويتجاوز بخياله التآمري كل الاحتمالات، مستدعيا ومتهما" اللوبي الصهيوني"- وهو العدو الجاهز والحاضر دائما في مجتمعنا العربي- بالتخطيط وتنفيذ المؤامرة ضد الإسلام.

إن ما فعله ويفعله الجندي- الذي يقدم نفسه باعتباره من علماء الأزهر، وأحد المجددين الوسطيين- كل يوم مستغلا أنه رجل دين متاحة له نافذة إعلامية مهم-، هو أكبر مؤامرة ضد الإسلام، لأنه يسيء للإسلام أمام العالم أجمع، ويساهم في تغييب عقول المصريين.

وعلى مدى سنوات طويلة ساهمت أفكار خالد الجندي ومن على شاكلته من رجال الدين، في ترسيخ نظرية المؤامرة لدى المصريين، جنبا إلى جنب مع النظم المستبدة التي حكمت مصر على مدار عقود، فالاثنان لهما نفس المصلحة، الحاكم يريد الاستمرار في الحكم أطول مدة ممكنة، ورجل الدين يسعى للتحكم في عقول المواطنين وطريقة فهمهم للدين، ولن يجد الاثنان سلاحا أفضل من نظرية المؤامرة يحقق به الهدف.
إن ما يهذي به خالد الجندي يصطدم مع أي دعاوى لتجديد الخطاب الديني، بل ويؤكد أننا في حاجة إلى تغيير هذا الخطاب الديني وليس فقط تجديده، ويؤكد أننا في حاجة إلى إعادة النظر لطريقة فهمنا للدين وعلاقته بالأشياء، وإعادة تقييم علاقتنا بالعالم وبالعقل والعلم والعمل.

إعلان