إعلان

عام المرور والنجاة يا أسطى

عام المرور والنجاة يا أسطى

أمينة خيري
09:01 م الإثنين 01 يناير 2018

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

دور على لوجو مصراوي فى أخبار رمضان وادخل السحب الاسبوعى لتكسب سماعات JBL وموبايل

شروط المسابقه
  • لوجو مصراوي موجود داخل صفحة رمضانك مصراوي، دور على اللوجو وأنت بتتنقل بين أخبار رمضان، وكل لوجو هتلاقيه هيتحسب لك نقطة، وكل يوم فيه لوجو جديد في مكان مختلف، جمع نقاط أكثر وادخل سحب كل 10 أيام، على سماعات JBLوموبايل. يلاسجل إيميلك وابدأ بالاشتراك من هنا

جربنا عام الشباب. وخضنا عام المرأة. وعشنا عقودًا طويلة عام الرجل. وخضنا تجارب عديدة ليوم الطفل. ولنا صولات وجولات مع فعاليات للمسنين والمعاقين وغيرهم. والمحصلة النهائية لهذه الفعاليات وتلك السنوات هي أن الجميع يقع تحت طائلة حرب الشوارع المميتة، شبابًا ونساءً ورجالاً.

وعلى سيرة الرجال، وطالما خطينا عتبة العام الجديد، فليكن عام قيام الرجال المنوط بهم تطبيق القانون بتطبيقه. وأخص الرجال بالذكر في هذا الصدد؛ لأن عيني على الشارع. وفي الشارع كوارث وأزمات، وحرب ضروس تفتك بالآلاف.

ونحن لا نطلب سوى النجاة في عام 2018. وطالما أن الإرهاب خسيس يضرب مرة في الكنيسة، ومرة في المسجد، وثالثة في الشرطة، ورابعة في الجيش، وخامسة في المواطن الذي لا ناقة له أو جمل في هذا أو ذاك، فلندع محاربته لأهل الخبرة، ولنهدأ قليلاً بشأن التنظير والتحليل والإفتاء، ولنلتفت إلى شأن أكثر براجماتية وأعلى قابلية للتنفيذ الآني، ألا وهو حرب الأسفلت الضروس، وبلطجة الشارع الدموية.

دماء المواطنين تكاد لا تجف على الطريق. لا تمر ساعة إلا ونشهد، أو نقرأ، أو نعرف بحادث دموي راح ضحيته بشر، أو أصيبوا إصابات بالغة، أو أضيروا ضررًا شديدًا. هامش القضاء والقدر لا يبرر هذا الكم من السيارات المارقة دون لوحات أرقام، أو بلوحة أرقام هولندية أو ألمانية أو عمانية. ولا يعلل عين القانون المغمضة أمام فيروس السير عكس الاتجاه لاختصار عشر ثوانٍ إضافية كلفة السير مثل خلق الله في الدول المحترمة. ولا يمنطق هذا الكم من الدراجات النارية غير معلومة الأصل أو الملكية، ومعها ترسانة الترسيكلات ولعنة التوك توك التي حلت على رأس مصر.

مصر التي كانت حتى سنوات قليلة مضت تئن تحت وطأة عفاريت الأسفلت من قادة الميكروباصات، لم تعد تلتفت كثيرًا لهذه المملكة، رافعةً راية البلطجة، فقد تعددت العشوائيات وتواترت المصائب. مصيبة السيارات السوزوكي (الثمناية) التي ترتع في ربوع مصر فسادًا وخيبة قوية، ولا ينقص قادتها إلا أن يقفوا أمام إدارات المرور (إن كانت لا يزال لها وجود) ويخرجون ألسنتهم لمن في داخلها، تمددت وتوحشت وصارت أكبر من القانون.

قوانين المرور - التي هي أعمق وأكبر من لجنة تستوقف أصحاب وصاحبات السيارات الملتزمة للنظر في الرخص، والتي هي ليست بالعمليات الموسمية، حيث هبَّة تفتيش مرة كل عشرة أشهر- تبدأ باستخراج الرخصة.

وبكل ثقة وراحة ضمير أقول بالفم المليان إن نسبة من يعرفون قواعد القيادة الحقيقية لا تتعدى خمسة بالمائة بأي حال من الأحوال. الملايين ممن حصلوا على رخص القيادة (وعلى الأرجح أيضًا من يعطونها) يعتقدون أن ما القيادة إلا جسارة قلب وقلة عقل وقدرة على المناورة وإرباك العدو إما بسحقه أو بمباغتته للاستيلاء على البقعة التي يحتلها. فلا خطوط على الأسفلت لها معنى، ولا إشارات تعني شيئًا، ولا أحد سمع من قبل أن هناك شيئًا اسمه حارات يلتزم بها قادة السيارات.

أما السرعات فحدث ولا حرج. لا ضابط أو رابط إلا بوقوع حادث مميت. وأما القيادة الجنونية فضرب من الرجولة، ونوع من الجسارة والجدعنة. والقائمة المميتة طويلة، والجميع يعرفها، لكن يعتبرها قضاء وقدرًا.

قدري أن أسمع من أحد ضباط المرور أن الحوادث "للأسف ناتجة عن سلوك بشري". وبسؤاله عن سبب ترك هذا السلوك يرتع كالبهائم، ويقتل كالإرهاب، انقطعت المكالمة، وانهارت الشبكة.

ولماذا لا يكون عام 2018 عامًا لضبط الشارع وربطه، لا بالشتائم والمعاملات الشرطية الفوقية، ولا بالتصوير التلفزيوني لمدير الإدارة، والسادة المسؤولين، لكن بتدريب مسؤولي تطبيق قانون المرور على تطبيقه ربما يقتنعون بجدواه. ولنبدأ بإصدار التراخيص (وجميعنا يعلم كيف تصدر) مرورًا بتشغيل إشارات المرور، وانتهاء بمناشدة إدارة المرور إعادة رجالها إلى الشوارع يوميًا، وليس في المواسم والأعياد.

(وللعلم والإحاطة، هناك مدن جديدة لا يتواجد فيها فرد مرور واحد، وتحولت شوارعها إلى بلطجة عمرانية جديدة، ومدينة الشروق نموذجًا)

ليكن عام 2018 عام المرور والنجاة من الموت يا أسطى!

إعلان