إعلان

"معلش" استحمل يا حبيبي!

بسمة السباعي

"معلش" استحمل يا حبيبي!

بسمة السباعي
09:45 م السبت 17 يونيو 2017

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

 

"مخنوق أوي من الشغل".. معلش استحمل وكمل وبعدين دول كام ساعة من يومك يعني..

"قرفان أوي من علاقة أنا فيها".. معلش يا سيدي استحمل وبعدين دة أنت يادوب بتكون معاهم ساعتين تلاتة وباقي اليوم يا نايم يا خارج وبعدين هو مين مبسوط يعني ما كلنا كدة والله مخنوقين..

"قرفان أوي لأني وأنا بتصل بناس معينة ببقى والتليفون بيرن بتمنى ميردوش".. معلش استحمل وكمل دية مكالمة مدتها دقيقتين يعني..

"مش مرتاح في خروجة وعايز أقوم".. معلش استحمل عيب الناس نازلة مخصوص عشانك نص ساعة كدة وقوم ميصحش..

"مش قادر أرد علي موبايلي".. معلش دية دقيقة يعني وبعدين أيه مش قادر دية يا أخي! ما بلاش دلع ورد علي اللي بيتصل ودقيقة واقفل..

ولو حصل وقررت تقولها صريحة "أنا خلاص مش قادر" هتلاقيهم بصوا لك بقرف وكفروك بجملة "يا أخي ما تحمد ربنا بقى!"، وكأن إحساسك انك مخنوق ده بتنفي بيه نعم ربنا عليك.. وهيختموا كلامهم بجملة "أنت في الدنيا مش في الجنة"!

بيكرهوك في نفسك وفي اللحظة اللي فكرت إنك ممكن تحكي اللي جواك وترتاح، وبيتهموك إنك أناني وغير مسئول وبيدخلوا معك في سباق مين تعبان ومهموم أكتر منك.. وبعد دة كله أنت كمان لازم تضحك في وشهم عشان تقنعهم أنهم صح وأنك كنت متسرع وغلطان لما فكرت انك مسموح لك "ترتاح" في "حياتك"!

هو أيه دة؟ ليه بنعمل في بعض كدة! ليه بنرفض اللي قرر يرتاح، وبنمجد اللي عايش تعبان وبيستحمل؟

مين اللي قرر لنا إن الاستحمال يبقى بطولة وإن الراحة دلع!

ومين اللي اختار إن الحياة تبقى اتجاه واحد وإجباري ناحية التعب والخنقة!

 

كل ما تقول إنك تعبان من حاجة بيقنعوك إن الحاجة دية "كام ساعة" من يومك ولما استحمالك يزيد فا هيخليك تفوز وتجمّع يوم كامل كل ساعاته قرف وخنقة، وقتها هيقنعوك إن أول كام سنة في حياة الشخص بتبقى صعبة.. وبقوة دفع "المعلش" فجأة هتلاقي نفسك سنك عدى الـ ٦٠ ومعملتش أي حاجة غير انك "بتستحمل" وساعتها بقى هيقنعوك إن في "الجنة" بقى فيها هتلاقي اللي معشتوش!

إحنا عايشين نستحمل وعايشين ببركة جملة "معلش محدش مبسوط!" عايشين نزق في نفسنا ونشتغل بعض كلنا إننا تمام.. بس الحقيقة إن محدش فينا تمام ولا حد فينا كويس.. كلنا بنحارب نفسنا عشان نبين لبعض أننا كويسين.

"استحمل" دة قانون الحياة.. والمصيبة إننا فعلاً بنستحمل بس استحمالنا دة في الآخر بيوصلنا إننا نبقى شخصيات "منتهية الصلاحية" لا قادر تحس بالفرح لما يجيلك فا تضحك ولا بالزعل لما يجيلك فا تبكي.. بنبقى "صورة".. صورة لشخص بيقولوا إنه عايش!

 

مصراوي| تابعونا في صفحة متخصصة تواكب شهر رمضان بتغطية خاصة

 

إعلان