إعلان

وجهة نظر: المجتمع الأعزل في مواجهة خطر الإرهاب

مواجهة خطر الإرهاب

وجهة نظر: المجتمع الأعزل في مواجهة خطر الإرهاب

11:31 ص الأحد 17 يوليه 2016

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

برلين (دويتشه فيله)

أصبح الإرهاب الإسلامي يهدد حياة المواطنين العاديين بشكل أكبر. وبات يشكل خطرا على الديمقراطيات ويهددها بالتغيير، حسب ما يرى ألكسندر كوداشيف، رئيس تحرير DW في تعليقه.

الإرهاب، الإرهاب الإسلامي تحول منذ مدة طويلة إلى كابوس. إنه يهاجم المجتمعات الحرة في كل مكان: في المطاعم والمطارات والفنادق وملاعب كرة القدم والأندية والقطارات وعلى الشواطئ والمدارس، والآن في الشارع. فالإرهاب في كل مكان، وخوف الناس في المجتمعات الحرة يتزايد. إنهم يشعرون بالخطر وبالتهديد في كل مكان وبشكل أكبر، خلال حياتهم اليومية وفي إجازاتهم.

والديمقراطيات، وبخاصة فرنسا التي تعاني الآن من الهجوم الإرهابي المروع الثالث، تواجه تحدي الإرهاب. إنها في حرب أرغمت على خوضها ضد الإرهاب، إنها حرب غير متكافئة. أفراد أو مجموعات صغيرة بدون دعم لوجستي كبير، يقتلون الناس بشكل عشوائي، وعلى الديمقراطيات أن تخشى على حرياتها.

الإرهاب حاضر في كل مكان

الدولة، وهكذا يبدو الأمر، لم تعد قادرة على القيام بواجبها الأهم، بالرغم من وجود المؤسسات الجنائية وأجهزة الأمن وزيادة الرقابة على المواطنين ورغم جهاز الشرطة الكبير، لا تستطيع الدولة حماية مواطنيها. فالإرهاب حاضر في كل مكان، إنه يأتي من قلب المجتمعات ذاتها.

بسحر قوة الإسلام وبوحي من الجهاد، يتحدى شباب، وأغلبهم من الرجال، مجتمعنا، الذي هو مجتمعهم. إنهم يقتلون بشكل عشوائي، ولكن ليس بدون هدف. إنهم يريدون زعزعة المجتمعات الحرة وقد نجحوا في ذلك، إلى حد أن قوات الأمن التقليدية لم تعد قادرة على حماية المواطنين الذين فقدوا الطمأنينة التي كانت مثالية في فرنسا وإنكلترا. وتتهدد المجتمع أجواء تسود فيها الكراهية والرفض والعنصرية، إنه كابوس لمجتمع منفتح.

انهوا كابوس "الدولة الإسلامية"

وطبعا يجب الآن خوض حرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، فهذا ضروري سياسيا ولكنه محرج أيضا، لأن المرء حينها سيقف إلى جانب روسيا وإلى جانب سفاح سوريا بشار الأسد؛ لكن لا يمكن تفادي ذلك. يجب استعادة الرقة وهزم "الدولة الإسلامية" ومحاكمة المقاتلين الذين ينجون من الموت، ويجب إنهاء الحلم المرعب بخلافة إسلامية. وبالإضافة إلى ذلك يجب التعاون مع كل القوى، ولو أن ذلك غير مستساغ سياسيا ودبلوماسيا. وبعد ذلك يجب أن يسأل المرء نفسه، لماذا يصبح الكثير من الشبان المسلمين في أوروبا العلمانية وأمريكا المتعددة الديانات، فريسة لسحر وفتنة إسلام عنيف؟ ما الذي يدفعهم إلى التخلي عن هويتهم بهذا الشكل واللحاق بشخص نصّب نفسه خليفة في الرقة، أو أنهم يبايعون في الإنترنت الانتحاريين بحماس ويحتفلون بهم وكأنهم أبطال؟

على كل حال هذه عملية اجتماعية طويلة. لكن قبل ذلك ستتعلم المجتمعات الحرة، نعم يجب أن تتعلم، التغلب على عجزها. يجب تضييق الخناق على المتعاطفين، واتخاذ إجراءات صارمة. المسلمون أيضا يجب عليهم أن يتخلوا عن تأييدهم السري لرجال الدين الذين ينشرون الكراهية وأن يطردوهم من المساجد. يجب التوقف عن التسامح السلبي من أجل الدفاع عن الحرية وعن نمط حياتنا الحرة، وإلا ستتغير المجتمعات، وفي الحقيقة بعيدا عن الديمقراطية. الجبهة الوطنية في فرنسا ستحيي ذلك.

إعلان

إعلان

إعلان