إعلان

صوابع المخابرات بدأت تلعب!

صوابع المخابرات بدأت تلعب!

10:03 م الخميس 06 يونيو 2013

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم - محمد أمين :

يؤمن الرئيس مرسى بحكاية لعب الصوابع فى البلاد.. منذ فترة قال: هناك صوابع تلعب فى مصر.. لا يجد حرجاً أن تلعب صوابعنا فى بلاد أخرى.. لم يعترض على دعوة أيمن نور باللعب فى إثيوبيا.. لم يقاطع ولم يرفض.. صوابع الدول تلعب عن طريق أجهزة الاستخبارات.. المخابرات المصرية تحركت أمس.. ربما كى تلعب فى أفريقيا، ولكن بطريقة مختلفة.. تُصلح ما أفسده الرئيس!

الوزير رأفت شحاتة غادر مطار القاهرة، أمس، متجهاً إلى الخرطوم.. ليس لكى ينفذ تعليمات الرئيس ببداية مباراة الصوابع، وليس لتحريض قبائل إثيوبيا على بعضها، وليس لشراء ذمم بعض الوزراء و«تظبيط» المسؤولين، كما قال أحد الذين حضروا حوار «سد النهضة» السرى.. بالتأكيد رأفت شحاتة يريد أن ينزع فتيل الأزمة.. يشرح أن ما قيل لا يعبر عن موقف مصر الرسمى بالمرة!

تساءلت بالأمس فى مقالى الحوارى «بس متقولش دولة» عن موقف المخابرات.. قال أحد المتحاورين: أموت وأعرف موقف المخابرات من فضيحة الحوار السرى؟.. كان الرد: لابد أنهم سيكتبون تقارير منيلة بنيلة.. وبالفعل نشرت «المصرى اليوم» تقارير لجهاز المخابرات.. أكدت المخابرات أن الحوار سوف يتسبب فى أضرار لمصر، خاصة ما يتعلق بإثارة القلاقل داخل المجتمع الإثيوبى!

أتذكر من جديد يوم أقسم الوزير رأفت شحاتة يمين الولاء للرئيس مرسى.. أسأله الآن: أى الولاءين يغلب؟.. ولاؤك للرئيس، أم ولاؤك للوطن؟.. أسأله وأنا أعرف الإجابة بالطبع.. أسأله وأنا أعرف أن جهاز المخابرات يعيش أسوأ فترات حياته.. أمامه الآن اتجاهان للحركة: الأول أن يقوم بدوره الأساسى.. الثانى أن يقوم بدور المطافى أيضاً.. «شحاتة» فى الخرطوم لمهمة دبلوماسية!

لا أتصور أن وفد المخابرات قد يقف عند حدود الخرطوم فقط، لكنه سوف يواصل فى صمت مهمة سرية، ليس لقلب نظام الحكم، ولكن لامتصاص الغضب.. التهمة التى تواجه مصر حالياً أنها دولة إرهابية.. يقودها نظام إرهابى.. يستخدم جيشه ومخابراته لزعزعة أمن الدول المجاورة.. مهمة المخابرات تتضاعف فى ظل جماعة من الهواة.. لذلك تحرك مدير المخابرات فى اليوم التالى!

الدول المحترمة الواثقة لا تحرّض ولا تهدد.. لا تتصرف كجماعات إرهابية.. لا تتصرف كعصابات.. لا أعرف لماذا التزمت الرئاسة الصمت؟.. لماذا لم تعتذر؟.. ماذا قال مرسى للرئيس السودانى عمر البشير؟.. كيف نجح فى امتصاص ما قيل عن السودان بأنها «مقرفة»؟.. كيف استقبل تقرير المخابرات على قسوته؟.. كيف تصرف مرسى مع طاقم رئاسته؟.. هل لفت نظر الست باكينام؟!

الغريب أن مؤسسة الرئاسة واجهت فضيحة الحوار السرى بدعوة الإعلام الرسمى للقاء.. تتصور أن ما جرى يمكن احتواؤه إعلامياً.. تتصور أن الفضيحة يمكن التغطية عليها.. تتصور خطأ أن الإعلام الخاص والمستقل وراء النفخ فى الجريمة.. يا ريس أجهزتك نفسها تشعر بالحرج.. تشعر بالقرف فعلاً.. المخابرات وصفته بأنه خطأ جسيم.. يمنعها الحياء أن تقول جريمة فى حضرة الرئيس!

لا المخابرات يمكن أن تعبث بأمن إثيوبيا.. ولا يمكن أن تلعب صوابعها فى أوغندا ولا تنزانيا.. يمكن أن تلعب دوراً دبلوماسياً.. يمكن أن تساعد صانع القرار.. يمكن أن تؤدى دوراً يليق بمصر.. إذا كانت مصر تعرف أنها دولة ذات حضارة.. إذا كان يحكم مصر رجال دولة.. لا عصابة إرهابية(!)

إعلان

إعلان

إعلان