إعلان

21 خروفا و350 حمامة.. تعرف على موائد الخلفاء في عيد الفطر

02:00 ص السبت 22 أبريل 2023

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد شاكر:

تميز العصر الفاطمي، بالخيال الجامح في ابتكار العديد من مظاهر الاحتفالات المبهرة المناسبة للكثير من المواسم والأعياد.

ولذا ظهرت العديد من طقوس الاحتفالات التي غلب عليها البذخ والمبالغة في الإنفاق، تجلت أيام الدولة الفاطمية في المواكب الملكية التي كانت تجوب شوارع قاهرة المعز، وغيرها من الطقوس والمظاهر الأخرى.

واهتم خلفاء الفاطميين اهتماما خاصا باستقبال الأعياد، من خلال تقديم الأطعمة في موائد كبيرة تتم دعوة الناس إليها من كافة الطبقات، وكان يطلق على تلك الموائد اسم "الأسمطة"، حيث كانت تمد الموائد وتعد ألوان الطعام بكثرة.

ويقول الباحث المصري في شؤون التراث شحاته عيسى إبراهيم، في كتابه "القاهرة": كان السماط يقام في يوم عيد الفطر مرتين بطول 300 ذراع وعرض سبعة أذرع، فكان يبدأ إعداد السماط الأول قبيل صلاة العيد بحضور وزير الخليفة، ويمد للضيوف من خاصة وعامة الشعب عقب انتهاء صلاة العيد.

وأشار الباحث إلى مد سماط آخر من فضة يطلق عليه اسم "المدورة"، وعليه أوانٍ من الفضة والذهب والصيني، ويوضع وسط السماط (المائدة) 21 طبقا كبيرا عليها 21 خروفا، و350 دجاجة، و350 حمامة، بجانب أنواع كثيرة من الحلوى.

وكانت طقوس العيد تبدأ مع ختام شهر رمضان، فكان الخلفاء يختتمون الليلة الأخيرة من الشهر المعظم بندب المقرئين للاحتفال بليلة العيد، والذين كانوا يبدأون بقراءة آيات الذكر الحكيم، ويتنافسون في التلاوة بأحسن الأصوات، ثم يجيء بعد ذلك الخطباء.

وكان المؤذنين يكبرون ويهللون وينشدون الأدعية الصوفية إلى أن ينثر عليهم الخليفة من الشرفة الدنانير والدراهم، وتوزع عليهم أطباق القطائف مع الحلوى وخلع العيد.

وعند فض مجلس المقرئين والخطباء، ينتقل الخليفة إلى قاعة الذهب فيجلس في الديوان وعلى يمينه وزيره، ثم يتراص بعده الأمراء بعد أداء التحية كل في المكان المخصص لهم، ويتبعهم الرسل الوافدون من جميع الأقاليم لتقديم التهنئة والهدايا؛ ثم بعد ذلك يعاود المقرئون قراءة آيات من القرآن الكريم.

أما عن تاريخ وجود كعك العيد، فله أصول فرعونية ثابتة، إلا أنه عاد للظهور في العصور الإسلامية إبان حكم الدولة الطولونية حيث كانت تصنع في قوالب منقوشة عليها "كل واشكر".

ومن الوقائع الغريبة التي تميزت بها حقبة الدولة الطولونية، أن يهتم الوزير أبو بمر المادرالي بصناعة الكعك في العيد، حيث كان يحشوه بالذهب، وفي العصر الفاطمي، اهتموا بعمل الغريبة والبيتى فور والبسكويت والمعمول وغيرها من حلويات العيد المختلفة، وهي المأكولات التي ظلت موجودة حتى وقتنا الحاضر.

فيديو قد يعجبك: