جمعية فلكية تكشف مفاجأة في الكون لم تحدث منذ 6 سنوات

كتب- يوسف عفيفي:

قالت الجمعية الفلكية بجدة، إن الأشعة الكونية الواصلة إلى الأرض انخفضت إلى أدنى مستوى لها منذ ست سنوات، حيث سجلت عدادات النيوترونات في مرصد أولو بفنلندا انخفاضًا مفاجئًا في 26 ديسمبر 2022 عندما وصل انبعاث كتلي اكليلي إلى المجال المغناطيسي للأرض.

وأضافت الجمعية في منشور عبر صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، أن الانبعاث الكتلي الاكليلي، اجتاح الأشعة الكونية المجرية بالقرب من كوكبنا، مما أدى إلى تقليل مستويات الإشعاع بشكل مفاجئ. يسمي الباحثون هذا "تناقص فوربوش" نسبة إلى الفيزيائي الأمريكي سكوت فوربوش، الذي درس الأشعة الكونية في أوائل القرن العشرين.

وتابعت الجمعية: ما حدث يوم 26 ديسمبر هو استمرار لما بدأ في عام 2020، فمنذ ذلك الحين تناقصت تدفقات الأشعة الكونية على نحو متقطع والسبب هو الدورة الشمسية 25، التي بدأت في ذلك الوقت تقريبًا اكتسبت قوة، ولقد كان سكوت فوربوش أول من لاحظ العلاقة بين النشاط الشمسي والأشعة الكونية، عندما يرتفع أحدهما، ينخفض الآخر، تلعب الانبعاثات الشمسية دورًا كبيرًا في هذه العلاقة، حيث تحتوي العاصفة الشمسية على مجالات مغناطيسية متشابكة تقوم بتشتيت الأشعة الكونية بعيدًا عن كوكبنا.

وأشارت الجمعية الفلكية بجدة، إلى أن ورقة بحثية جديدة في مجلة الفيزياء الفلكية درست آخر دورتين شمسيتين وقارنت المعدل اليومي للكتل الإكليلية المقذوفة بقوة الأشعة الكونية بالقرب من الأرض، وتبين أنه في ذروة الدورة الشمسية 24، كانت الشمس تنتج أكثر من 5 انبعاثات كتلية إكليلية في اليوم وفي الوقت نفسه، انخفضت الأشعة الكونية المجرية بأكثر من 60%.

وتابعت: أعداد النيوترونات الآن في أدنى مستوى لها منذ عام 2016، إذا استمرت الوضع الحالي ، فسوف تنخفض مستويات الأشعة الكونية أكثر في السنوات القادمة، وربما حتى أقل من الدورة الشمسية 24، وتعتبر هذه أخبار جيدة لرواد الفضاء والمسافرين جوا عبر المنطقة القطبية الذين سيستفيدون من إشعاع أقل.

وأضافت: عندما تضرب الأشعة الكونية الغلاف الجوي للأرض، فإنها تنتج رذاذًا من الجسيمات الثانوية التي تمطر على الأرض، من بين هذه الجسيمات النيوترونات، والتي يمكن أن تصل إلى سطح الأرض، وكان الباحثون في مرصد سودانكيلا الجيوفيزيائي في أولو، فنلندا، يحسبون النيوترونات كل يوم منذ عام 1964، ويقدمون سجلاً للأشعة الكونية لما يقرب من 60 عامًا.