ليس مستحيلًا.. كيف تحقق مصر 30 مليار دولار من السياحة في 3 سنوات؟

08:24 م الخميس 15 سبتمبر 2022

السياحة في مصر

كتب- يوسف عفيفي:

أعلنت الحكومة، استهداف زيادة إيرادات السياحة خلال الـ 3 سنوات المقبلة إلى 30 مليار دولار، لمواجهة الفجوة في النقد الأجنبي، واستغلال مقومات البلاد السياحية لزيادة عائدات القطاع والذي يعد أحد مصادر العملة الصعبة الرئيسية.

ويرى مسؤولو وخبراء السياحة، إمكانية تحقيق هذه الإيرادات كون خفض سعر صرف الجنيه أمام الدولار يزيد من تنافسية السياحة المصرية ويخفض من تكلفة سفر وإقامة السائح.

زيادة إيرادات السياحة

ورحب المسؤولون والخبراء، بسعي الحكومة، لزيادة إيرادات السياحة، لمواجهة الفجوة في النقد الأجنبي، واستغلال مقومات البلاد السياحية لزيادة عائدات القطاع والذي يعد أحد مصادر العملة الصعبة الرئيسية.

جاء ذلك خلال زيادة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، مدينة شرم الشيخ، لمدة يومين لتفقد مشروعات تطوير ورفع كفاءة المدينة قبل استضافتها لمؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ COP27 خلال نوفمبر المقبل.

ليس مستحيلا

وقال الدكتور خالد شريف مساعد وزير السياحة والآثار التحول الرقمي، إن الوصول إلى إيرادات السياحة لـ 30 مليار دولار خلال 3 سنوات، يتطلب إزالة كافة المعوقات التي تواجه السائحين بداية من الوصول إلى المطار وحتى انتهاء الرحلة بالوصول إلى المطار أيضا.

وكان رئيس الوزراء المصري طلب من المستثمرين بقطاع السياحة إعداد قائمة بجميع الطلبات والمقترحات للنهوض بالقطاع، قائلا: ولو لبن العصفور هييجي دعما لهذا القطاع.. احلموا واحنا نحقق الأحلام دعما لهذا القطاع الحيوي.

وأوضح "شريف"، لمصراوي، أن المعوقات تمثل أفعال بعض المصريين منها: مضايقة العمال في المطار، والجري وراء السائحين لركوب التاكسي، وعدم استطاعة السائح استخدام المواصلات العامة من خوفا من التحرش، خصوصًا في الأماكن الأثرية والمتاحف خارج نطاق المكان.

وبحسب تصريحات لرئيس مجلس الوزراء المصري، فإنه تم إجراء تطوير شامل لمطار شرم الشيخ الدولي مما يؤهله لاستقبال أكثر من 10 ملايين سائح على مدار العام.

وأكد مساعد وزير السياحة والآثار، أن الـ 30 مليار جنيه يعني حوالي 200% ويأتي ذلك من خلال الزيارات المتكررة للسائحين، متابعا: لكن كيف ذلك ويوجد وهناك بعض المضايقات التي تحدث تجاه السائحين".

وتابع مساعد وزير السياحة والآثار: "عموما سنصل لهذا الرقم وليس مستحيلا، لكن بشرط كل البلد تشتغل عليها وأول حاجة سيادة القانون".

وانخفض سعر صرف الجنيه أمام الدولار بنسبة تتجاوز 20% منذ شهر مارس 20222، وسجل الدولار في البنك المركزي 19.30 جنيه للشراء، 19.40 جنيه للبيع بختام يوم الاثنين الماضي.

وأطلقت الحكومة في وقت سابق، عدة مبادرات لدعم السياحة منذ جائحة كورونا أبرزها مبادرة البنك المركزي بتأجيل استحقاقات البنوك لدى الشركات السياحية لمدة 3 سنوات، وللعاملين لمدة 6 أشهر، على أن تنتهي بنهاية العام الجاري، وتخفيض سعر وقود الطيران للرحلات السياحية إلى 15 سنت، والإعفاء من الضريبة على العقارات السياحية والفندقية، وإرجاء سداد المديونيات المستحقة على المنشآت السياحية للحكومة.

500 ألف غرفة

واستعرض ماجد الجمل رئيس جمعية مستثمري طابا للتنمية السياحية، لمصراوي، الخطة الأمثل للوصول إلى 30 مليار دولار في 3 سنوات وفقا لرئيس مجلس الوزراء تشمل أربعة محاور:

أولا- زيادة عدد الغرف الفندقية العاملة إلى 500 ألف غرفة من خلال استكمال كل المشروعات التي تحت الإنشاء.

ثانيا- زيادة عدد المطارات بمصر وتوسعة القائم للوصول إلى طاقة تشغيل سنوية في حدود 20 إلى 25 مليون سائح.

ثالثا- التسويق الجيد المستهدف السائح ذو القدرة على الإنفاق المرتفع وليس السائح ذو الدخل المنخفض.

رابعا- تشجيع ومساعدة المستثمرين علي استكمال مشروعاتهم والمحافظة على القائم بالفعل من خلال تأجيل أي التزامات مالية عليهم حاليا مثل الضرائب وأقساط الأراضي والرسوم والغرامات الكثيرة المفروضة عليهم حاليا من أجهزة الدولة وإسقاطها تماما من على المشروعات الموجودة في المناطق الجديدة التي تعاني منذ سنة 2011 وحتى الآن من ظروف قهرية كثيرة (مثل منطقة طابا/ نويبع).

وتراجع الاحتياطي النقدي لدى مصر للشهر الثالث على التوالي، ليسجل 33.143 مليار دولار بنهاية يوليو الماضي.

برنامج موحد

أكد سطوحي مصطفى رئيس جمعية المستثمرين السياحيين بأسوان، أن مصر تستطيع تحقيق الـ 30 مليار دولار خلال 3 سنوات شريطة تقديم عدة تسهيلات.

واستعرض سطوحي لمصراوي، هذه التسهيلات ومنها: تخفيض أسعار رحلات الطيران وتنظيم برامج تشمل سعر الرحلة وأماكن الغرف على أن تجعل الشركات المصرية هي المنظم لهذه الرحلات وليست عبارة عن توكيلات صغيرة من شركات خارجية، بتكاتف كافة الجهات من غرف سياحية وهيئة تنشيط السياحة ووزارات السياحة والطيران والخارجية والثقافة لوضع برنامج موحد تقوده شركات السياحة المصرية، بهدف أن يصبح الدخل السياحي بالكامل لصالح مصر وليس لصالح شركات خارجية.

وتعاقدت مصر مع شركة McCann الأمريكية لتولي تنفيذ الحملة الترويجية للسياحة، على أن تنطلق الحملة خلال الربع الأخير من العام الجاري، تزامنا مع عدة احتفالات تعتزم مصر إطلاقها خلال هذه الفترة أبرزها ذكرى مرور 200 عام على فك رموز الكتابة المصرية القديمة ونشأة علم المصريات، والاحتفال بمرور 100 عام على اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون.

وشدد سطوحي، على ضرورة التركيز على السياحة البيئية، حيث تضم مدينة أسوان القرى والمنازل النوبية، ويحتاج ذلك إلى عملة نظافة وتنظيم وترفيق ودهان وترويجها من الآن بأن مصر تضم سياحة نوبية بيئية وبدوية -"سياحة الريف"-.

وأشار إلى ضرورة الإعلان عن هذه السياحة في برامج الحكومة بشكل فعلي وجاد، والحديث في الميديا ووسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة عن مزايا وجمال السياحة البيئية والشاطئية والترفيهية والأثرية والثقافية، بالإضافة إلى تمهيد الطرق والخدمات ورفع مستوها، مع توعية العاملين في السياحة وتدريبهم بشكل جيد ومنظم على أهمية المحافظة على السائح بشكل سريع، والانتشار الأمني وتأمين الطرق للحفاظ على السياح وتقليل حوادث الطرق.

ولفت سطوحي، إلى ضرورة استغلال أزمة الطاقة في أوروبا، لأنها هذه الأزمة تساعد في مجيئ السياح إلى منطقة الشرق الأوسط اعتبارا من شهر نوفمبر وحتى نهاية شهر فبراير 2023، حيث تبحث أوروبا عن المناطق الدافئة ومصر خير دفء لهم، وهناك سياح كثيرين من ألمانيا وفرنسا وسويسرا وأمريكا سيتوافدون إلى مصر خصوصا في مدينة أسوان نظرا لقلقهم من أزمة الطاقة في أوروبا وكلها أمور تطلب التركيز فيها، مع تسليط الضوء على الدعاية الداخلية وتوعية المصريين بها، لكن التركيز أكثر على السياحة الخارجية.

وشدد سطوحي، على ضرورة تجهيز الفنادق المصرية كافة، حيث إن الموسم الشتوي المقبل سيكون مبشرا بالخير كون الفنادق كلها "مفولة" ونحتاج غرف إضافية ما يتطلب إزالة كافة المعوقات التي تواجه قطاع الفنادق ككل من حيث فتح الغرف والفنادق المغلقة، مع حل مشكلات الطاقة والكهرباء والمياه والضرائب وأزمة القروض ورفع مستوى الفنادق، وتسهبيل التمويل للمستثمرين خلال الفترة المقبلة، واستغلال سياحة البحيرات ورحلات الصيد والإعلان عنها والترويج لها.

مشروعات جديدة

وأعرب طوني كازامياس، عضو جمعية مستثمري السياحة بجنوب سيناء، عن تفاؤله باستهداف الحكومة زيادة إيرادات السياحة خلال الـ 3 سنوات المقبلة إلى 30 مليار دولار.

وكشف طوني لمصراوي، عن مشروع تنفذه الدولة الآن عبارة عن ممشى سياحي يسمى "دهب سكوير" على غرار "سوق سكوير" بشرم الشيخ، وذلك لخدمة الزائرين للمنطقة.

وأكد أن المشروع يخدم جميع السائحين ويضم ممشى سياحي، وسينما وألعاب ترفيهية ونافورة راقصة، وسلسلة مطاعم وكافيهات، وبرندات عالمية، ومسرح يستوعب 4 آلاف زائر يوميا، بغرض إيجاد متنفس للسائحين القاطنين في شرم الشيخ ودهب.

وأوضح طوني، أن افتتاح "دهب سكوير" سيكون أول شهر أكتوبر المقبل، مشيدا بمساهمة الدولة في إزالة أية عقبات أمام هذا المشروع، لافتا إلى أن "دهب سكوير" سيخدم زائري مدن دهب وطابا ونويبع وسانت كاترين.

وأشار إلى انتهاء أعمال المشروع بنسبة تخطت الـ 90%، حيث يستهدف مشروع "دهب سكوير" من 10 لـ 15 ألف زائر في اليوم الواحد، مشيدا بدور الرئيس السيسي في دعم الدولة والمشروعات الاستثمارية الجادة التي يقدمها على أرض الواقع.

جدير بالذكر، أن إيرادات السياحة المصرية ارتفعت لتصل إلى 8.9 مليار دولار في عام 2021، وفقا لبيانات البنك المركزي المصري.

إعلان