إعلان

لا تصدقوا الإعلام المشوه لمصر.. تفاصيل لقاء مدبولي والبابا تواضروس بالعلمين

03:06 م الإثنين 22 أغسطس 2022

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد غايات:

استقبل الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم الإثنين، قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية؛ والسفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، ونحو 90 شابًّا من المشاركين في "ملتقى لوجوس الثالث للشباب 2022" الذي يُقام في نسخته الحالية تحت عنوان "عودة إلى الجذور"، بحضور عدد من الأساقفة وقيادات الكنيسة.

واستهل رئيس الوزراء اللقاء بالترحيب بقداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، للمرة الأولى بمقر رئاسة مجلس الوزراء، بمدينة العلمين الجديدة، كأحد أهم رموز الدولة المصرية وصاحب الدور الوطني الذي سيذكره التاريخ في أهم أوقات الوطن التي شهدت اضطرابات كبيرة، وصاحب المقولة الشهيرة "وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن".

وأكد مدبولي خلال كلمته أن المصريين يعملون معًا كنسيج واحد، وأن مصر تستوعب أبناءها بلا تمييز أو تحيز، مُعربًا عن سعادته وترحيبه بالشباب المشاركين في "ملتقى لوجوس الثالث للشباب 2022" للتواصل مع وطنهم الأم؛ خصوصًا أن الملتقى ينعقد تحت شعار "العودة للجذور".

وتابع رئيس الوزراء: أرحب بالشباب الواعد الذي يشارك في ملتقى لوجوس وتجمعهم في وطنهم الأم وإحياء جذورهم، وأُعرب عن سعادتي بوجودهم اليوم في مقر رئاسة مجلس الوزراء بالعلمين الجديدة، وما يمثله الشباب من أمل في مستقبل مشرق للوطن سواء في الداخل أو الخارج، ونحن فخورون بكم وبحرصكم على التواصل مع وطنكم الأم مصر، الوطن الذي يسري حبه في دمائنا.

وقال رئيس الوزراء موجهًا حديثه إلى الشباب: أتمنى أن تكون زيارتكم لمصر فرصة لترون بأنفسكم حجم التنمية الكبير الذي تم إنجازه في مدينة العلمين الجديدة، لافتًا إلى أنه قبل 5 سنوات، عندما كان يتقلد مسؤولية حقيبة وزارة الإسكان، لم يكن يوجد في هذا الموقع "طوبة واحدة" بل كانت المنطقة عبارة عن ساحل رملي فقط، مضيفًا: أقول لكم ذلك حتى يمكن أن تحكموا بـأنفسكم على ما تم من إنجاز هنا في أقل من 5 سنوات.

وأعرب مدبولي عن ترحيبه بالسفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، وتقدم بالشكر إلى الوزيرة السابقة نبيلة مكرم على كل ما أنجزته في ملف شؤون المصريين في الخارج وكل ما قامت به من أنشطة لربط أبنائنا في الخارج بوطنهم الأم والتدخل لحل أية مشكلات تواجههم في الدول التي يقيمون بها.

وقال رئيس الوزراء إن الدولة تعرضت على مدار السنوات العشر الماضية لظروف صعبة للغاية، بدأت منذ قيام ثورة 25 يناير 2011 والتي كان لها تأثير كبير على ظروف مصر الاقتصادية، ومنذ ذلك التاريخ مرت مصر باضطرابات كثيرة لا تخفى على أحد، ولولا رحمة الله والجهد الذي بذلته الدولة المصرية على مدار هذه الفترة لكنا انزلقنا إلى مآل خطير.

وأضاف مدبولي: عاشت مصر فترة صعبة للغاية منذ 2011 حتى قيام ثورة 30 يونيو التي انتفض فيها جموع المصريين ضد حكم جماعة الإخوان ومحاولاتها لتغيير هوية الشخصية المصرية، وحينها قال المصريون لا.. فنحن بلد لديه تراث حضاري وثقافي عريق ولسنا دولة منغلقة.

وتابع رئيس الوزراء: اختار المصريون الرئيس عبد الفتاح السيسي لقيادة الدولة المصرية وبناء "الجمهورية الجديدة"، الذي كانت توجيهاته واضحة منذ اليوم الأول لبناء دولة قوية على كل المستويات.

وأشار مدبولي إلى أن مصر قبل عشرين عامًا من 2014 لم تقم بأعمال البنية الأساسية لاستيعاب النمو السكاني، وقبل أن يتولى الرئيس السيسي مسؤولية قيادة البلاد كان هناك تحد كبير يتعلق بنقص خدمات المرافق والكهرباء، التي كانت في حالة انقطاع شبه مستمر، فضلًا عن نقص خدمات الصرف الصحي والمناطق العشوائية غير الآمنة.

وأضاف رئيس الحكومة أنه قبل عام 2014 كان عدد سكان مصر أقل بمعدل 15- 16 مليون نسمة، وكانت نسبة البطالة تتجاوز 13%، وكان الاقتصاد المصري متدهوراً، ولهذا فإن الدولة المصرية تبنت منهجية مهمة للغاية وهي المنهجية التي طبقتها دول شرق آسيا في النهوض باقتصاداتها، والتي تعتمد على التركيز على أعمال الاستثمار في البنية التحتية في جميع المجالات والقطاعات.

وتابع مدبولي: مع تزايد عدد السكان كنا في حاجة إلى التوسع في الرقعة المعمورة وبالتالي إنشاء مجموعة من المدن الجديدة مثل مدينة العلمين الجديدة، وهي بالمناسبة ليست منتجعاً سياحياً أو مصيفاً فقط، ولكنها إلى جانب ذلك تضم مدينة صناعية وجامعة ومشروعات سكنية، وكل هذه المشروعات لها عائد اقتصادي كبير على الدولة المصرية.

وأكد رئيس الوزراء أن إنشاء المدن الجديدة كان هدفه في الأساس هو إقامة تجمعات سكنية للشباب تتميز بجودة حياة أفضل، لافتًا إلى أنه على سبيل المثال ستشهد مدينة العلمين الجديدة انطلاق شبكة القطار السريع، وسيكون بها ميناء سيسهم في الربط لوجستيًّا مع أوروبا ويتم تطوير مطار العلمين بصورة مستمرة، فالمدينة تضم كل المقومات التي تضمن حياة أفضل للشباب، موضحًا أن كل المدن التي يتم إنشاؤها هي مدن ذكية ومستدامة.

وأضاف مدبولي أن الدولة أولت على مدار الفترة الماضية اهتمامًا كبيرًا بالمشروعات الصناعية، ومشروعات معالجة المياه، في ظل أن المورد الرئيسي للمياه في مصر هو نهر النيل، فقمنا بإقامة مشروعات إعادة تدوير المياه للاستفادة من كل قطرة مياه، مشيرًا في هذا الصدد إلى الاستفادة من مياه الصرف الزراعي التي كانت تُصرف في البحيرات والبحر المتوسط وإعادة معالجتها مرة أخرى والاستفادة منها.

وتابع رئيس الوزراء: لدينا محطة "بنبان" للطاقة الشمسية في أسوان؛ وهي واحدة من أكبر 3 محطات على مستوى العالم، وقامت الدولة على مدار الفترة الماضية بتطوير المناطق العشوائية غير الآمنة وفي هذا الصدد تم إطلاق برنامج الرئيس لبناء الوحدات البديلة للمواطنين الذين يسكنون في هذه المناطق، وهي وحدات مزودة بالأثاث والأدوات الكهربائية، وكانت تكلفة الوحدة على الدولة نحو نصف مليون جنيه، ولا يدفع المواطن سوى مبلغ بسيط شهرياً للصيانة، وتم بناء 250 ألف وحدة سكنية استفاد منها 1.25 مليون موطن تم نقلهم إلى مساكن حضرية.

وأشار رئيس الوزراء إلى مشروعات المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" لتطوير قرى الريف المصري الذي يسكنه نحو 60 مليون مواطن، موضحًا أنه تم بناء هذه القرى على مدار مئات السنين ولم تكن تحظى بالاهتمام الكافي وكانت تعاني نقصًا ملحوظًا في الخدمات المقدمة.

وأضاف مدبولي: يتضمن المشروع إدخال خدمات المرافق من مياه وكهرباء وغاز وصرف صحي إلى هذه القرى، فضلًا عن تطوير مراكز الرعاية الصحية والمراكز التكنولوجية لخدمة المواطنين، ويشمل المشروع إقامة بيوت لائقة ضمن مبادرة "سكن كريم"، فضلًا عن تطوير شبكة الطرق الداخلية لهذه القرى والتوابع وربطها بالمراكز وعواصم المحافظات.

وتابع مدبولي: نستهدف الانتهاء من المرحلة الأولى من المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" بنهاية العام الجاري، وستتلوها مرحلتان أخريان، فهدف الجمهورية الجديدة هو تحقيق أفضل جودة لحياة المصريين، مع الأخذ في الاعتبار أن كل هذا يتم إنجازه في ظروف شديدة القسوة، فنحن تعرضنا إلى ظروف أثرت علينا كما أثرت على العالم أجمع، تتمثل في أزمة "كورونا" والأزمة الروسية- الأوكرانية، ورغم ذلك فنحن قادرون على استيعاب كل هذه التحديات، لكن في الوقت نفسه ستبقى هناك تحديات ربما أهمها استمرار العمل على بناء الشخصية المصرية، وهو أحد أهم البرامج التي تتبناها الحكومة المصرية.

وأضاف رئيس الوزراء في هذا الصدد أننا نعمل على رفع مستويات التعليم، ونقيم من أجل ذلك عدداً كبيراً من الجامعات؛ لا سيما الجامعات المتخصصة في العلوم الحديثة مثل الجامعات الأهلية والتكنولوجية.

وتوجه البابا تواضروس بالشكر إلى رئيس الوزراء: مدينة العلمين الجديدة لم يكن بها "طوبة واحدة" منذ خمس سنوات، ويوجد بالمدينة كنيسة القديسة مارينا بالساحل الشمالي، ويتم بناء كنيسة جديدة، لافتًا إلى أن كل هذه الإنجازات المتحققة في مدينة العلمين الجديدة، هي مجرد عينة لما يجري على أرض مصر من تطوير.

وقال البابا تواضروس موجهاً حديثه إلى الشباب: لا تصدقوا الإعلام الذي يقدم صورة مشوهة عن مصر، ولا بد دائمًا أن تضعوا في اعتباركم الصورة الجميلة التي تشاهدونها على أرض مصر واقعياً، والتي تتحسن يومًا بعد يوم، بل ساعة بعد ساعة، كما ينبغي أن تنقلوا هذه الصورة إلى البلدان التي تعيشون فيها وتكونوا خير سفراء لهذا البلد.

وتطرق البابا إلى مشروع "حياة كريمة" الذي يخدم 60 مليون مواطن في الريف في مناطق لا تتوافر فيها الخدمات بشكل كافٍ، ويقوم على المشروع عدد كبير من الشباب.

وأعربت وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين في الخارج عن سعادتها باستقبال رئيس الوزراء لشباب الملتقى؛ لما لذلك من دلالة واضحة على حرص الحكومة المصرية على توضيح الصورة عما يتم تنفيذه من مشروعات على أرض الواقع، فضلًا عن الاستماع إلى هؤلاء الشباب عن آمالهم وطموحاتهم لبلدهم الأم؛ فهم خير سفراء في البلدان التي يعيشون فيها.

فيديو قد يعجبك: