ما دلالات تعيين وزير الري الإثيوبي سفيرًا في أمريكا؟ خبراء يجيبون

كتب- أحمد مسعد:

كشف خبراء عن دلالات تعيين وزير الري الإثيوبي، سفيرًا للولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بعد أن أعلنت وكالة الأنباء الإثيوبية "إينا" صباح اليوم، أن أديس أبابا عينت كبير المفاوضين الإثيوبيين، سيليشي بيكيلي، مبعوثًا خاصًا وسفيرًا مفوضًا لدى الولايات المتحدة.

وقال السفير علي الحنفي نائب وزير الخارجية للشئون الإفريقية الأسبق، إن اختيار كبير المفاوضين له دلالة واضحة وهي شرح موقف بلاده من قضية سد النهضة بالقرب من دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية، موضحًا أن قضية سد النهضة هي القضية الرئيسية للدولة الإثيوبية على مدار السنوات السابقة والقادمة.

وأضاف الحفني، في تصريحات لمصراوي، الخميس، أن العلاقات الأمريكية الإثيوبية ليست في أفضل حال سواء في ظل الإدارة الأمريكية السابقة للرئيس دونالد ترامب الذي أظهر مرونة مع القاهرة بجانب الانسحاب من توقيع اتفاقية في مجال حقوق الإنسان عام 2019، وفرض عقوبات على أديس أبابا؛ وفيما يتعلق بالحرب الأهلية الواقعة بين الحكومة الإثيوبية وإقليم التجراي، والتي وصفت بأعمال الإبادة من قبل العديد من أعضاء الكونجرس الأمريكي، مشيرًا إلى أن الحزب الديمقراطي الحاكم في واشنطن يولي أهمية قصوى لدى ملفات حقوق الإنسان.

ولفت إلى عدم تأثر الدولة المصرية من هذا التعيين، حيث تدير القاهرة الملف بشكل إحترافي لما لها من باع كبير في مثل هذه القضايا، من خلال إدارة دبلوماسية وفنية وسياسية، مضيفاً: "الملف أكبر من تعيين مسؤول هنا أو هناك".

وأشار نائب وزير الخارجية الأسبق، إلى أن كل دولة لديها اختيارها بحسب القواعد المعمول بها، إلا أن تعيين ممثل عن هذه الدولة يعود إلى قرار سيادي من قبل رئيس الدولة، موضحًا أن التعيين يتعلق بملف النيل وتأثيره على القارة الإفريقية في إشارة لعودة الملف للواجهه في الفترة القادمة في ظل استمرار الخلاف بين الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا.

وكانت وزارة الخارجية الإثيوبية أعلنت في يوليو 2021 أن الملء الثاني لسد النهضة قد تم والكمية التي كانت مقررة من قبل وهي 13.5 مليار متر مكعب.

وعلي الجانب الفني أكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية، إن "بيكلي" لدية خلفية فنية، ولديه مؤلفات حول نهر النيل ومشروعه السد وهو واحد من المتشددين لدى إثيوبيا، مضيفا: أن الاختيار يهدف لتحسين صورة أديس أبابا من الأضرار الناجمة على دولتي المصب من خلال عرض عدة أطروحات فنية للدبلوماسيين في الولايات المتحدة الأمريكية.

وأشار "شراقي"، في تصريحات لمصراوي، إلى أن الفترة القادمة سوف تشهد تبيانات وشد وجذب بين إثيوبيا ودولتي المصب في إطار استمرار إثيوبيا في اتخاذ الإجراءات الاحادية، مضيفا: أن الأمور حتى هذه اللحظة لم تتفاقم نظرًا لعدم وجود أضرار شديدة على مصر.

يذكر، أن مفاوضات سد النهضة متعثرة منذ أبريل الماضي، والتي استضافتها العاصمة الكنغولية عندما كانت الكونغو رئيس الاتحاد الإفريقي.​