إعلان

2885 صهيونيًّا اقتحموا الأقصى.. مرصد الأزهر يحذر من انفجار الأوضاع داخل فلسطين

08:32 م الثلاثاء 12 أبريل 2022

اقتحام المسجد الاقصي أرشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمود مصطفى:

قال مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، في تقريره الشهري حول الاقتحامات الصهيونية التي تتعرَّض إليها ساحات المسجد الأقصى المبارك، إن نحو 2885 صهيونيًّا اقتحموا ساحات الأقصى خلال شهر مارس الماضي، تحت حراسة أمنية مشددة من قِبَل شرطة الاحتلال.

وأضاف المرصد: من أبرز الانتهاكات خلال الشهر الماضي كان قيام أحد المستوطنين، في اليوم الأول من شهر مارس، بترديد نشيد الكيان الصهيوني داخل باحات الأقصى بصوت مرتفع، بينما اقتحمه آخر يرتدي زيّه الكهنوتي وأدى صلاته وطقوسه التلمودية أمام مسجد قبة الصخرة.

وتابع المرصد: وفي صورة من أبرز صور التداخل والتعاون بين الاحتلال الصهيوني والجماعات المتطرفة، اقتحم عضو الكنيست المتطرف إيتمار بن جفير، في الـ31 من مارس، وظهوره في مقطع مصور يقول: "من يُسيطر على الأقصى يُسيطر على كل أرض إسرائيل - أرض فلسطين التاريخية"، مطالبًا بضرورة السيطرة على الأقصى حتى يتم إحكام السيطرة على الأرض واحتلالها.

ونوه المرصد الأزهر بأنه طوال مارس الماضي، حرص على متابعة دعوات التحريض الواسعة لاقتحام ساحات الأقصى المبارك خلال شهر رمضان المبارك؛ خصوصاً في ظل تقاطعه مع أيام عيد "الفصح": من 16 حتى 21 أبريل، الموافق 15 إلى 20 رمضان.

واستطرد المرصد، في تقريره، تمثَّلت أبرز دعوات الحشد في الـ27 من مارس، عندما اقتحم العشرات من كبار حاخامات المستوطنات والمدارس الدينية المتطرفة ساحات الأقصى، وعقدوا النقاشات والمحاضرات التحضيرية لاقتحام الأقصى في عيد الفصح. بينما تمثلت أخطر الدعوات في مطالبة حاخامات مجموعة تُسمى "السنهدرين الجديد" بتنفيذ "قربان الفصح" داخل ساحات الأقصى، وأكد الحاخام يهودا كروز، أن وقت تقديم القربان قد حان ولم يعد يحول دون تقديمه شيئاً.

ويشير المرصد إلى أن منظمات الهيكل المزعوم تُطلق هذه التهديدات المتعلقة بتقديم قربان الفصح داخل الأقصى كل عام، ولم يسبق أن نجحت في مبتغاها الخبيث، بيد أن المرصد يؤكد أن الدعوات هذا العام تأخذ منحى أكثر جدية من جانب المنظمات المتطرفة المدعومة من سلطات الاحتلال، والتي تهدف -من خلال تنفيذ هذا القربان- إلى تغيير الواقع داخل الأقصى، وفرض التقسيم الزماني والمكاني داخل ساحاته، وإقامة هيكلهم "المزعوم".

ويلفت المرصد إلى أن منظمات الهيكل المزعوم تعمل في مسارٍ متوازٍ من خلال الضغط المباشر على سلطات الاحتلال من أجل تمكينهم من تنفيذ مخططاتهم، ومن ذلك: تقديم زعيم ومؤسس حركة "حوزريم لهار- عائدون إلى الهيكل"، "رفائيل موريس"، طلبًا لشرطة الاحتلال لتمكين جماعته المتطرفة من تقديم القربان داخل الأقصى، تحقيقًا لما سماه "ذروة العبادة اليهودية في أقدس الأماكن"، واصفًا موقف الشرطة حال رفضها بأنه "سلوك معادٍ لليهود".

وكان من نتاج ذلك التحريض الواسع على المنصات المختلفة لمنظمات الهيكل المزعوم، اقتحام قرابة الـ500 مستوطن في الأسبوع الأول من شهر رمضان الكريم، وحتى قبل حلول أيام عيد الفصح. وتأدية طقس يُطلقون عليه "بركات الكهنة" بشكل علني وجماعي مقابل البائكة الشرقية، في الـ7 من أبريل. وإعلان منظمات الهيكل عن تنفيذ محاكاة لقربان الفصح في منطقة القصور الأموية الملاصقة للسور الجنوبي للأقصى يوم الإثنين 11 أبريل.

وأضاف المرصد: في الوقت الذي تعبّد فيه سلطات الاحتلال الطرق أمام اقتحامات موسعة للمستوطنين في شهر رمضان، نجد في المقابل فرض مزيد من القيود على دخول المصلين إلى الأقصى، تمثل أبرزها السماح للمصلين -رجالًا ونساءً- ممن تزيد أعمارهم على 60 عامًا بالدخول دون قيود؛ بينما سيتعيَّن على الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و60 عامًا استصدار تصاريح لدخول القدس والصلاة في الأقصى.

وتستمر في سياسة "جزّ العشب" لضرب الحالة الشعبية المقدسية التي تتصدى لانتهاكات الاحتلال في القدس والأقصى المبارك، والتي كان من أبرزها إبعاد رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين، "أمجد أبو عصب"، لمدة شهر عن الأقصى والبلدة القديمة. وتجديد إبعاد الشيخ "عبد الرحمن بكيرات"، مدير مركز زيد بن ثابت لتحفيظ القرآن في القدس، لمدة 4 أشهر إضافية.

وتابع مرصد الأزهر، في تقريره: على الجانب الآخر قوبلت كل ممارسات الاحتلال لعرقلة وصول الفلسطينيين إلى الأقصى، بدعوات مكثفة بشد الرحال إلى الأقصى في رمضان لإحباط مخططات الاحتلال والتصدي لمحاولات الجماعات المتطرفة السيطرة على الأقصى المبارك، حيث شارك نحو 50 ألف مصلٍّ في صلاتي العشاء والتراويح يوم الإثنين 4 أبريل. وشارك نحو 80 ألف مصلٍّ في صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان الفضيل؛ إذ توافدوا من جميع أرجاء فلسطين المحتلة.

وحذر المرصد، في ختام تقريره، من خطورة إقدام تلك الجماعات على تقديم هذا القربان داخل الأقصى المبارك، وما سيتبعه من مساس بحرمة الأقصى ووضعه الديني القائم، وأثر ذلك في انفجار الأوضاع داخل الأراضي الفلسطينية؛ خصوصاً في ظل استثمار الجماعات والمنظمات المتطرفة لتقاطع المناسبات الإسلامية- الصهيونية لاستعراض القوى وتنفيذ طقوسهم الاستفزازية، ما يستدعي موقفًا دوليًّا حازمًا للتصدي للانتهاكات الصهيونية للمقدسات الإسلامية داخل دولة فلسطين المحتلة.

فيديو قد يعجبك: