إعلان

​نشأته أثرت فيه وتكريماته جاءت بعد وفاته.. النقشبندي صاحب الحنجرة الذهبية

01:00 ص الثلاثاء 15 فبراير 2022

الشيخ النقشبندي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

(مصراوي):

صوته الآخاذ والقوي والمتميز، طالما هز المشاعر والوجدان وكان أحد أهم ملامح شهر رمضان المعظم حيث يصافح آذان الملايين وقلوبهم خلال فترة الإفطار، منحه الله مزمارا من مزامير داوود، فقدم ابتهالات خالدة حُفرت في الذاكرة والوجدان العام.. إنه القارئ والمنشد سيد النقشبندي، صاحب الحنجرة الذهبية، الذي تمر اليوم الاثنين 14 فبراير الذكرى الـ 46 لرحيله.

يعد النقشبندي أحد أشهر وأهم القراء والمنشدين في تاريخ مصر والعالم العربي؛ وكان ذا قدرة فائقة في الابتهالات والمدائح حتى صار صاحب مدرسة، ولقب بالصوت الخاشع، والكروان.

النشأة والتكوين

ولد في حارة الشقيقة بقرية دميرة إحدى قرى محافظة الدقهلية، في مصر عام 1920م، انتقلت أسرته إلى مدينة طهطا في جنوب الصعيد ولم يكن قد تجاوز العاشرة من عمره، وهناك حفظ القرآن الكريم علي يد الشيخ أحمد خليل قبل أن يستكمل عامه الثامن وتعلم الإنشاد الديني في حلقات الذكر بين مريدي الطريقة النقشبندية.

نشأ في أسرة لها نزعة صوفية؛ فوالده أحد علماء الدين ومشايخ الطريقة النقشبندية الصوفية، وكان يتردد علي مولد أبو الحجاج الاقصري وعبد الرحيم القناوي وجلال الدين السيوطي، وحفظ أشعار البوصيري وابن الفارض، أما جده فهو محمد بهاء الدين النقشبندي الذي قد نزح من بخارة بولاية أذربيجان إلى مصر للالتحاق بالأزهر الشريف،

وفي عام 1955 استقر في مدينة طنطا وذاعت شهرته في محافظات مصر والدول العربية، وسافر الي حلب وحماه ودمشق لإحياء الليالي الدينية بدعوة من الرئيس السوري حافظ الأسد، كما زار أبوظبي والأردن وإيران واليمن وإندونيسيا والمغرب العربي ودول الخليج ومعظم الدول الأفريقية والآسيوية، وأدى فريضة الحج خمس مرات خلال زيارته للسعودية.

نقلة نوعية

كان انضمام الشيخ سيد النقشبندي إلى الإذاعة المصرية، بمثابة نقلة نوعية خلدته للأبد؛ ففي عام 1966 كان بمسجد الإمام الحسين بالقاهرة والتقى مصادفة بالإذاعي أحمد فراج فسجل معه بعض التسجيلات لبرنامج في رحاب الله، ثم سجل العديد من الأدعية الدينية لبرنامج "دعاء" الذي كان يذاع يوميا عقب أذان المغرب، كما اشترك في حلقات البرنامج التلفزيوني في نور الأسماء الحسنى وسجل برنامج الباحث عن الحقيقة والذي يحكي قصة الصحابي الجليل سلمان الفارسي، هذا بالإضافة إلى مجموعة من الابتهالات الدينية التي لحنها محمود الشريف وسيد مكاوي وبليغ حمدي وأحمد صدقي وحلمي أمين، ووصف الدكتور مصطفى محمود في برنامج العالم والإيمان الشيخ سيد النقشبندي بقوله "مثل النور الكريم الفريد الذي لم يصل إليه أحد"، وأجمع خبراء الأصوات على أن صوت الشيخ الجليل من أعذب الأصوات التي قدمت الدعاء الديني فصوته مكون من ثماني طبقات، وكان يقول الجواب وجواب الجواب، وصوته يتأرجح ما بين الميزو-سوبرانو والسوبرانو، دخل الشيخ الإذاعة العام 1967م، وترك للإذاعة ثروة من الأناشيد والابتهالات، إلى جانب بعض التلاوات القرآنية لدى السمّيعة.

وفاة مفاجئة وتكريمات متأخرة

في مثل هذا اليوم؛ من عام 1976، توفي الشيخ سيد النقشبندي، إثر نوبة قلبية مفاجئة؛ وكان عمره 55 عاما، ولم يكن مريضا، وكان قبلها بيوم واحد يقرأ القرآن في مسجد التليفزيون وأذن لصلاة الجمعة على الهواء.

وكان لافتا أن يحوز "النقشبندي" على تكريمات كثيرة بعد وفاته؛ حيث كرمه رئيس مصر الراحل محمد أنور السادات عام 1979، بمنحه وسام الدولة من الدرجة الأولى، وذلك بعد وفاته، كما كرمه الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك في الاحتفال بليلة القدر عام 1989، بمنحه وسام الجمهورية من الدرجة الأولى، وذلك بعد وفاته أيضًا، كما كرمته محافظة الغربية التي عاش فيها ودفن بها حيث أطلقت اسمه على أكبر شوارع طنطا والممتد من ميدان المحطة حتى ميدان الساعة.

فيديو قد يعجبك: