إعلان

ننشر أبرز المعلومات عنها.. الكنيسة تحتفل اليوم بعيد الرهبنة ووفاة الأنبا أنطونيوس مؤسسها الأول

02:54 م الأحد 30 يناير 2022

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- مينا غالى:

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الأحد الموافق 22 طوبة في التقويم القبطي، بعيد الأنبا أنطونيوس مؤسس الرهبنة في مصر والعالم، وأب جميع الرهبان، حيث يُعد هذا اليوم هو عيد الرهبنة، باعتباره مؤسسها الأول.

من هو الأنبا أنطونيوس

ولد هذا البار سنة 251 في بلد قمن العروس، من والدين غنيين محبين للكنائس والفقراء، فربياه في مخافة الله. ولما بلغ عمره عشرين سنة، مات أبواه فكان عليه أن يعتني بأخته.

وحدث أنه دخل الكنيسة ذات يوم فسمع قول السيد المسيح "إن أردت أن تكون كاملا فاذهب وبع أملاكك وأعط للفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني". فعاد إلى بيته مصمما علي تنفيذ هذا القول واعتبره موجها إليه، فاخذ في توزيع أمواله علي الفقراء والمساكين، وسلم أخته للعذارى، ولم يكن نظام الرهبنة قد ظهر بعد، بل كان كل من أراد الوحدة، يتخذ له مكانا خارج المدينة. وهكذا فعل القديس العظيم أنطونيوس. حيث اعتزل للنسك والعبادة وكان الشيطان يحاربه هناك بالملل والكسل وخيالات النساء، وكان يتغلب علي هذا كله بقوة الله.

محاربة الشيطان له

بعد هذا مضي إلى أحد القبور وأقام فيه واغلق بابه عليه. وكان بعض أصدقائه يأتون إليه بما يقتات به. فلما رأي الشيطان نسكه وعبادته الحارة، حسده وهجم عليه وضربه ضربا موجعة وتركه طريحا. فلما أتى أصدقاؤه يفتقدونه، وجدوه علي هذا الحال، فحملوه إلى الكنيسة، وإذ وجد نفسه تماثل إلى الشفاء قليلا عاد إلى مكانه الأول. فعاود الشيطان محاربته بأشكال متنوعة في صورة وحوش وذئاب وأسود وثعابين وعقارب، وكان يصور له أن كلا منها يهم ليمزقه. أما القديس فكان يهزأ بهم قائلا: لو كان لكم علي سلطان لكان واحد منكم يكفي لمحاربتي. وعند ذلك كانوا يتوارون من أمامه كالدخان، إذ أعطاه الرب الغلبة علي الشيطان. وكان يترنم بهذا المزمور: "يقوم الله. يتبدد أعداؤه ويهرب مبغضوه من أمام وجهه".

وكان يعد لنفسه من الخبز ما يكفيه ستة اشهر كاملة. ولم يسمح لأحد بالدخول، بل كان يقف خارجا ويستمع لنصائحه. وقد استمر القديس علي هذا الحال عشرين سنة وهو يتعبد بنسك عظيم. ثم مضي بأمر الرب إلى الفيوم وثبت الإخوة الذين كانوا هناك ثم عاد إلى ديره. وفي زمن الاستشهاد تاق ان يصير شهيدا، فترك ديره ومضي إلى الإسكندرية، وكان يفتقد المسجونين علي اسم المسيح ويعزيهم. فلما رأي منه الحاكم المجاهرة بالسيد المسيح وعدم المبالاة، أمر ان لا يظهر بالمدينة مطلقا. ولكن القديس لم يعبا بالتهديد، وكان يوجهه ويحاجه، لعله يسوقه للعذاب والاستشهاد، ولكن لان الرب حفظه لمنفعة الكثيرين فقد تركه الحاكم وشانه.و بتدبير من الله رجع القديس إلى ديره وكثر الذين يترددون عليه ويسمعون تعاليمه.

زي الرهبنة

اعتراه الملل ذات يوم فسمع صوتا يقول له: اخرج خارجا وانظر. فخرج ورأي ملاكا متوشحا بزنار صليب مثال الإسكيم المقدس، وعلي رأسه قلنسوة، وهو جالس يضفر، ثم يقوم ليصلي، ثم يجلس ليضفر ايضا. وأتاه صوت يقول له: يا أنطونيوس افعل هكذا وأنت تستريح. فاتخذ لنفسه هذا الزي من ذلك الوقت وصار يعمل الضفيرة ولم يعد الملل يطاله.

وفاته

لما شعر القديس أنطونيوس بقرب نياحته، أمر أولاده أن يخفوا جسده، وأن يعطوا عكازه لمقاريوس، والفروة لأثناسيوس، والملوطة الجلد لسرابيون تلميذه. ثم رقد ممددا علي الأرض وأسلم الروح، وقد عاش هذا القديس مائة وخمس سنوات وتوفي عام 355 ميلادية، ولقب بـ"كوكب البرية".

تاريخ الرهبنة في مصر

تقول ماري يوحنا الأثرية والباحثة في الآثار القبطية لمصراوي، إن المصري يميل بطبيعته إلى التدين، وقد استمال هدوء صحراء مصر محبي التدين والكمال إلى الاتجاه إليها لتركيز المشاعر والوجدان نحو هدفهم الأساسي وهو الخلوة مع الله.

وأضافت ماري: "لقب القديس أثناسيوس الرسولي البتولية بأنها غنى الكنيسة أو الموهبة الإلهية، واعتبر الرهبنة "الطقس الملائكي" والعذارى بـ"عرائس المسيح"، وقد امتلأت صحراء مصر بالرهبان وزاد عددهم في عهد القديس أثناسيوس الذي أحب البتولية وشجع عليها وهو الذي كتب حياة الأنبا أنطونيوس عام 356 م وكذلك سيرة حياة الأنبا باخوميوس أب الشركة".

وتابعت: "يقول الدارسون، أن حياة الأنبا أنطونيوس كان لها أكبر الأثر في وقوف العالم المسيحي على هذا النمط من الحياة وانتشاره من مصر إلى الخارج"، لافتة إلى أن تعاليم الآباء المصريين كانت من أكبر المفاخر التي جادت بها في التاريخ المصري على العالم كله، لذلك لم تجد النفوس المكرسة في العالم كله نبعًا تستقي منه التعاليم الصحيحة سوى التعاليم المصرية.

وأوضحت أن دير الأنبا أنطونيوس يقع عند سفح جبل القلزم بمحافظة البحر الأحمر، وأسسه الأنبا أنطونيوس في نهاية القرن الرابع الميلادي قرب المغارة التي عاش فيها، ويعتبر هذا الدير أول دير أنشئ للرهبنة في العالم، وهو أكبرالأديرة بعد دير سانت كاترين، حيث تبلغ مساحته حوالي 18 فدانا.

فيديو قد يعجبك: