إعلان

التراجيديا تأبى مفارقة نجيب سرور.. وفاة زوجته ورغبة تواجه انتقادات لدفنها بجواره

09:34 م الإثنين 17 يناير 2022

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

(مصراوي):

تأبى الدراما التراجيدية السوداء أن تفارق الشاعر والمؤلف المسرحي الكبير الراحل نجيب سرور، حيا وميتا، بل تأبى التراجيديا أن تفارق أسرته في حياتها وموتها، فها هي أرملة هذا الشاعر صاحب الموهبة الفذة، ترحل في صمت بعد رحلة طويلة مع المرض، بينما يحتار ابنها "فريد"، في تنفيذ وصيتها بدفنها بجوار والده ورفيق عمرها الشاعر الراحل، بعد أن شهدت هذه السيدة واحدة من أعظم قصص الحب بين المبدعين والكتاب.

فقد توفيت السيدة الروسية الأصل الكسندرا ساشا زوجة نجيب سرور منذ أيام، مما تسبب في حالة من الجدل، خاصة بعد ما كشف الابن فريد نجيب سرور أنه سيتوجه اليوم الاثنين لدفن أمه في مقابر الأسرة، لأنها أسلمت وبالتالي سيتم دفنها في مقابر الأسرة بجوار والده، وهي مفاجأة من العيار الثقيل، وسط تلقيه رسائل ترفض دفنها في مقابر المسلمين باعتبارها روسية لم تسلم بعد، ما دفع نجلها إلى نشر مستند من الأزهر الشريف يثبت إسلامها، وذلك على حسابه الرسمي عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".

وقال فريد: "ليس لدي وقت للأحزان، وعلي أن أتحمل مسؤولية كل ما يجب فعله لكي أدفن أمي الحبيبة في مقبرة أبويا في قرية إخطاب الجميلة محافظة الدقهلية دفنة كريمة، أنا اكتشفت أني ليس لي خبرة في دفن أقارب في مصر والخبرة الوحيدة التي عندي في الدفن هي إني دفنت جدتي الحبيبة في روسيا منذ 25 سنة، وحماتي العزيزة أيضا في روسيا منذ 40 يوم، ومن 3 سنوات حرقت جثمان أخويا شهدي في الهند تنفيذا لوصيته ليا، وآنذاك كفروني أنا وأخويا واتهمونا أننا ارتدينا عن ديننا، والمؤلم أن هذه الاتهامات كانت معظمها من أقارب من عائلة والدي ومن ناس تانية لا أعرفها من قريتنا، وأنا آنذاك لم أقم بالرد أو تبرير أسباب أخي الحبيب لهذه الوصية، ولن أفعل الآن، ولي أسبابي وحقي في ذلك، ولكن أحب أفكر كل من يقرأ هذه السطور أن أبي ربى ولديه علي قدسية تنفيذ الوصية".

وأضاف فريد نجيب سرور: حين أعلنت خبر وفاة أمي، كنت أعتقد وأتوقع أني سأتلقى رسائل التعازي من أهل قرية أبويا الجميلة إخطاب، وسيعرضون عليّ المساعدة في كل ما يتعلق بدفن أمي هناك.. لكن الواقع أني استلمت فقط بعض رسائل التعازي من أهل القرية والصمت التام في البداية على دفن أمي في المقبرة التي دفن فيها زوجها منذ 44 عاما، لكن هناك رسائل من بعض أهل القرية الذين لا أعرفهم، يسألون هل يجوز شرعا أن يدفن شخص على غير الإسلام في مقابر المسلمين؟.. أنا لا أعرف هل يجوز شرعا أن يدفن زوجان في مقبرة واحدة وأحد الطرفين ليس على دين الإسلام أم لا يجوز؟.. وهل الاثنان داخلين الجنة أو لا؟ وبجد مش عايز أعرف، لسببين: الأول فيهم أني لا أشجع أي تفرقة عنصرية أو جنسية، وأظن أن أسوأ تفرقة هي التفرقة الدينية بين البشر الأحياء أو الأموات.

وحول السبب الثاني، فقال فريد: (مفاجأة لمن يهمه الأمر)، أمي روسية الجنسية مسلمة الديانة والحمد لله، ولمن يفكر ويقول إزاي روسية واسمها الكساندرا ومسلمة، وامتي وفين أسلمت؟ أنا أسف يا أبي أني سأحكي الآن قصة إسلام أمي، وتبدأ هذه القصة، لما في يوم من الأيام، وتقريبا بعد شهرين من رحيل أبي، حضر لمنزلنا في الهرم عمي، ولم يكتفي بذلك، هددها أنها لو مش حتسمع كلامه سيأخذ أولاد أخوه منها، لأننا قصر، وأن هذا من حقه، لأن أمي أجنبية ليست على دين أخوه.

وأضاف: بعد رحيل أبي، حدثت مشكلة بين أمي وعمي الذي كان يرغب في ضمنا إليه، لكن العزيزة ليلى مندور عندما سمعت الطريقة الأبسط لحل مشكلة هذا الموضوع قالت إنها بكرة ستذهب مع أمي إلى الأزهر الشريف، وهناك أمي ستلقي الشهادة، وتستلم شهادة مختومة بأنها مسلمة، وبذلك لن يكون لعمي أي طريقة للوصاية على أولاد نجيب سرور، ولقد كان، وفعلا في اليوم التالي، ذهبنا إلى الأزهر، ودخلت أمي دين الإسلام في يوم 20/ 1/ 1979 , لذا اناشد أهلي وناسي في قرية إخطاب الجميلة، حيث ولد ودفن أبي العظيم، أقول أني اليوم الاثنين الموافق 17/ 1/ 2022، سأصل المقابر، سأحمل جثمان أمي العظيمة أمامي، وسأنفذ الوصية، وأنا على يقين تام، أنه سيكون بجواري كل من أحب والدي وعائلته من أهل القرية المحترمين".

تعرف نجيب سرور على زوجته ساشا كورساكوفا، وهى طالبة أداب سوفيتية، خلال بعثته الدراسية للإخراج المسرحى فى موسكو عام 1958م، التى كانت مليئة بالأحداث والأزمات، وأبدى أعجابه بها و تزوجها وأنجب منها فى ذلك الوقت ابنهما شهدى، الذى رحل منذ عامين بعد صراع مع المرض فى دولة الهند.

فيديو قد يعجبك: