إعلان

البابا تواضروس مهنئًا بعيد النيروز: هناك 3 نوعيات من الشهداء في الكنيسة

08:56 م الإثنين 13 سبتمبر 2021

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- مينا غالي:

هنأ البابا تواضروس الثاني، أقباط مصر بعيد النيروز، خلال عظته بقداس تدشين كنيسة السيدة العذراء والأنبا تكلا بالعبور عقب تدشينها اليوم الاثنين.

وقال البابا: "كل سنة وأنتم طيبين بمناسبة عيد النيروز، وهو عيد نحن ننفرد به عبر كل كنائس العالم، نحتفل به امتدادًا من الحضارة الفرعونية القديمة، كانت الحضارة الفرعونية حضارة غنية وكان لها تقويما خاصا بها، وعندما أتت المسيحية في القرن الأول الميلادي على يد القديس مارمرقس الرسول واستشهد في مدينة الإسكندرية ونالت الإسكندرية الإيمان بالمسيح وصارت أول كنيسة في قارة أفريقيا تنال هذا الإيمان، وعاش المسيحيون في مصر عصورًا كثيرة وكان من أشدها عام 284م وهو العام الذي اعتلى فيه الملك دقلديانوس عرش الإمبراطورية الرومانية، وكان طاغية ومضطهدًا شديدًا للمسيحين، على يديه استشهد المئات ويقال في زمنه استشهد حوالي 800 ألف مسيحي في مصر وخارج مصر، ولأن تاريخه كان حاسمًا في مسيرة المسيحية على أرض مصر اختار الأقباط السنة التي اعتلى فيها العرش 284م وجعلوها بداية السنة القبطية الجديدة."

وأضاف البابا: "ويعرف هذا التقويم بتقويم الشهداء أو التقويم القبطي، صارت السنة القبطية وأسماء شهورها مأخوذه من أسماء التقويم المصري القديم (توت - بابه - هاتور....إلخ)، وتمتاز السنة القبطية بأنها سنة حسابية، فالسنة الميلادية والهجرية سنة فلكية ولكن السنة القبطية سنة حسابية وعدد الأيام الموجودة بكل شهر من شهورها 30 يومًا، وأضيف شهر صغير سمي بأيام النسئ ويكون 5 أو 6 أيام."

وتابع البابا: "وعاش التقويم حتى اليوم وهذا يفسر لنا لماذا يكون مواعيد الاحتفالات لدينا مختلفة عن الغرب، لأننا نسير على هذا التقويم وأعيادنا مضبوطة على هذا التقويم القبطي، نحتفل بعيد النيروز في بداية السنة القبطية ويستمر احتفالنا بالطقس الفرايحي حتى 17 توت (عيد الصليب) الذي نحتفل به لمدة ثلاثة أيام، وتمضي مسيرة السنة الكنسية بكل أعيادها ومناسبتها وتذكارتها."

وواصل: "ونحن نحتفل بعيد الشهداء قد نظن أنه عيدًا قديمًا، ولكن الله أنعم في الأزمنة المعاصرة أن نسمع عن وجود شهداء وأن نراهم ونعرفهم، فصار هناك شهداء معاصرين ولذلك اختارت الكنيسة أن تعيد مرة أخرى للشهداء الجدد واختارت يوم (15 فبراير) من كل عام وهو تذكار دخول السيد المسيح إلى الهيكل، واختارت هذا اليوم لأنه تذكار شهداء ليبيا، واختارنا هذا اليوم ليمثل كل الشهداء ونحتفل به ويكون يوم فرح."

وقال البابا تواضروس: "أريد أن أتكلم معكم عن نوعيات من الشهداء وأقصد نوعيات روحياتهم:

النوعية الأولى: الشهداء الذين سفكوا دمائهم، هؤلاء الشهداء قدموا الحياة كلها مثل القديس مارمينا والقديسة دميانة والكثير من الشهداء، هؤلاء هم شهداء الدم، وشهادة الدم في التاريخ القبطي كانت لسببين: شهداء من أجل الإيمان، شهداء من أجل العفاف والقصص كثيرة جدًا مثل قصة القديسة ثيؤدورة والقديس ديديموس هؤلاء وغيرهم هم شهداء الدم، وشهداء الدم موجودين في كل زمن وفي زماننا أعطانا الله أن نحيا لمحات من عصور الاستشهاد مثل شهداء كنيسة البطرسية وشهداء طنطا وشهداء المرقسية وشهداء نجع حمادي وشهداء العريش وشهداء ليبيا، وشهادة الدم أثمن شيء.

النوعية الثانية: شهداء العرق، رمز للجهد والتعب والبذل والتضحية، وهم المعلمين المدافعين عن العقيدة الذين تحملوا آلام كثيرة ونسميهم المعترفين، وقد يكون الخادم أو الخادمة أو الراعي الذي يبذل نفسه وللقديس يوحنا ذهبي الفم عبارة خالدة " الشهيد يموت مرة واحدة من أجل سيده، والراعي يموت كل يوم من أجل قطيع سيده" "كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «إِنَّنَا مِنْ أَجْلِكَ نُمَاتُ كُلَّ النَّهَارِ." (رو 8: 36). والأب والأم ينالون إكليل التربية وإذا أهملوا لا ينالوا هذا الأكليل، فشهداء العرق هم الذين يبذلون جهدًا ويقدمون وقتًا وفكرًا.

وأوضح البابا أن خدمة الافتقاد شكل من أشكال الشهادة، وقيسوا على هذا نوعيات متعددة، فالإنسان الأمين في حياته وعمله ودراسته هذا يعتبر شكلا من أشكال الشهادة أيضًا والنوعيات تتعدد في مجال الأسرة والدراسة والعمل والمجتمع.

وأضاف: "النوعية الثالثة: شهداء الدموع، والدموع تعبر عن المشاعر الداخلية.. دموع الإنسان المصلي تغلب الله، الدموع تعبير عن روح الصلاة العميقة التي يقدمها الإنسان وقد تكون دموع التوبة وطلب الرحمة ودموع الحياة النقية، والدموع التي ترافق كلماتك وصلواتك، هؤلاء الذين يقضون أوقاتًا في الصلاة والتسبيح والترنيم هؤلاء يقدمون الدموع من أعماق قلوبهم ويرفعوا هذه الدموع توسلًا أمام الله ليقبل توبتهم و يحفظ نقاوتهم، ولذلك يا أخوتي نحن نحتفل بعيد النيروز على مدار 17 يومًا في بداية العام لا تظنوا أن الشهداء فقط هم شهداء الدم ولكن نوعيات الاستشهاد عديدة جدًا، والشهيد في عرف الكنيسة مكرم، والشهداء لهم مرتبة متقدمة في صلوات الكنيسة، لذلك وأنت تحتفل بعيد النيروز تسأل نفسك ماذا قدمت وماذا أقدم حبًا في مسيحي الذي صلب من أجلي ؟ أقدم دم أم دموع أم عرق ماذا أقدم؟ فيجب أن تقدم تعبيرًا عن المحبة الموجودة بداخل قلبك."

فيديو قد يعجبك: