لوحة المطار فتحت الملف.. مدير متحف الفن الحديث يكشف أزمة الأعمال المعارة

(مصراوي):

أكد الفنان طارق مأمون مدير متحف الفن الحديث السابق؛ أن لوحة محمود سعيد المعروضة بمطار القاهرة الدولي، والتي أثير حولها غلط كبير الساعات الماضية، تم إعارتها من المتحف منذ عام 1974، وتم تشكيل لجنة من قطاع الفنون التشكيلية لبحث هذه القضية.

وحول أزمة إعارة اللوحات من متحف الفن الحديث؛ قال مأمون في تصريحات خاصة: هذه أزمة مزمنة منذ عام 1949 وإلى الآن، ولم تنضبط الإعارات قانونيا وفنيا إلا من تسعينيات القرن الماضي عندما قرر الفنان فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق إنشاء لائحة للإعارات حدد فيها كل شيء يتعلق بهذه القضية، وحدد الإعارات وعودتها بقرار وزاري.

وأضاف: المشكلة لدينا تتمثل في الإعارات خلال الفترة الأولى أي ما قبل هذه اللائحة، مشيرا إلى صعوبة إلغاء الإعارات، وإنما يتم تنظيمها، لأن المتحف الفن الحديث له دور آخر بخلاف العرض المتحفي داخل جدران المتحف، ألا وهو توضيح الوجه الفني المشرق لمصر في عدد من الأماكن الهامة بالدولة المصرية مثل بعض الوزارات والسفارات وغيرها، لأن المتحف يقتني الأعمال الفنية الهامة لا ليعرضها بالمتحف فقط وإنما ليبرز دور القوى الناعمة المصرية ايضا بما يحافظ على الأعمال.

وأكمل: متحف الفن الحديث يعد الجهة الرسمية التي تجمع أهم أعمال الفنانين المصريين لصالح الدولة المصرية، وينظم عرضها، وإلا فمن أين تضع سفارات مصر في العالم أعمالها الفنية، ومن غير المنطقي أن تترك حوائط هذه السفارات دون أعمال فنية، وبالتالي فمن المهم أن تعير الأعمال الفنية وتتابعه وتحافظ عليه.

وتابع: مشكلة عقود طويلة لا يمكن حلها خلال أعوام قليلة، ومنذ أربع أعوام أعدنا ما يقارب من 1500 عمل ولكن ما يزال الكثير في الخارج، وما زلنا نواصل عملنا.

وحول كيفية خروج أعمال الفنان محمود سعيد، قال مأمون: أعمال محمود سعيد وكبار الفنانين خرجت عندما كانوا أحياء وكانوا يعملون وينتجون وكانت قيمة أعمالهم 100 جنيه، بينما الوضع اختلف رأسا على عقب الآن، وأصبحت أعمالهم بمثابة جزء من التراث المصري والإنساني، وأغلب الفنانين الأحياء ينطبق عليهم نفس الأمر الآن، وبعد فترة من الزمن تزداد قيمة الأعمال الفنية بشكل غير مسبوق وأحيانا غير متوقع، بعد الحصول على جوائز دولية أو بعد الحصول على قيمة فنية مع تكريس أعمال الفنان نفسه، ونحن على أتم الاستعداد إلى التعاون مع أي من الفنانين أو النقاد للحفاظ على تراث مصر الفني.