إعلان

عيد القصب والقلقاس والبرتقال.. أبرز المعلومات عن عيد الغطاس لدى الأقباط

10:11 م الإثنين 18 يناير 2021

الكنيسة القبطية الأرثوذكسية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- مينا غالي:

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم بعيد الغطاس، ويترأس البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، قداس الغطاس بالكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية مساء اليوم.

ويُطلق على عيد الغطاس أسماء عديدة منها عيد تعميد المسيح، وعيد الظهور الإلهي، وعيد الثيؤفانيا، وعيد اللقان.

ويعتبر عيد الغطاس من الأعياد السيدية الكبرى الخاصة بالسيد المسيح، ويبدأ عيد الغطاس بالصوم اليوم فيما يسمى بـ"برامون الغطاس"، وهو ثاني أعياد الأقباط بعد عيد الميلاد.

أطلق عليه الغطاس نسبة إلى المعمودية، ويحتفل الأقباط بهذا العيد نظرًا لأن المسيح قَبِلَ العماد فيه بالتغطيس على يد يوحنا المعمدان، بحسب الاعتقاد المسيحي، كما أنه أحد أهم أسرار الكنيسة السبعة، الذي يقوم به القساوسة والكهنة لكل طفل مسيحي.

ويبدأ الاحتفال بإقامة القداس الإلهي من خلال ترتيل آيات الإنجيل ورفع البخور، ومن ثم مباركة المياه التي يتم الاحتفاظ بها كرمز لمياه نهر الأردن، ثم يبدأ القساوسة القداس بصلاة "اللقان".

ومن أبرز مظاهر العيد في المجتمعات الدول ذات الطابع الشرقي الأرثوذكسي إلقاء صليب في البحر ويقوم شاب بالغوص لاسترجاعه والغطس في بِرك المياه المتجمدة، كما يحدث في عددا من البلدان مثل روسيا واليونان وبلغاريا.

ويرتبط عيد الغطاس في الثقافة المسيحية الشرقية بعدد من الطقوس الشعبية ومنها الأكلات المصرية مثل القلقاس والملوخية و"الويكة" وتناول أعواد قصب السكر، والبرتقال.

وعن دلالة هذه الأطعمة، فإن القلقاس مادة سامة ومضرة بالحنجرة فى شكلها الأصلي "المادة الهلامية"، لكن هذه المادة إذا اختلطت بالماء تحولت لمادة نافعة ومغذية، والأمر فى النظرة الدينية لا يختلف عن هذا أيضًا، ومن خلال الماء "المعمودية" يحوز الأقباط سرا من أسرار الكنيسة، وبه يتطهرون من سموم الخطية كما يتطهر "القلقاس" من مادته السامة.

كما أن "القلقاس" كنوع من الدرنيات، يُدفن في الأرض، ثم يصعد ليصير طعامًا، وهو بهذا يشبه سر المعمودية، لأنها دفن أو موت، وقيامة مع المسيح.

والقلقاس لا يؤكل إلا بعد تقشيره فدون تعريته من تلك القشرة السميكة لا فائدة له، ونحن في المعمودية نخلع ثياب الخطية لنلبس -بسر المعمودية- ثيابًا جديدة الفاخرة، ثياب الطهارة والنقاوة، لنصير "أبناء الله".

وفي قصة تاريخية متداولة بالصعيد، ضمن الفولكلور المصرس، يُقال إن مسيحيي الصعيد كانوا يأكلون القلقاس عقب قداس عيد الغطاس، ثم يحملون آنيتهم وأطباقهم إلى سطوح منازلهم، تاركينها للندى والمطر الذي كان يهطل كثيرًا في هذه الفترة، ليغسلها من أثر القلقاس، وإذ أمطرت السماء وغسلت الآنية، كان ذلك تأكيدًا لغسيل الخطية، وقبول السماء، وبشارة بعام خير ومحبة.

أما عن القصب، فالقصب أبيض القلب "حلو الطعم"، وفى هذه المناسبة الدينية الروحية نستحضره، كنبات ينمو فى الأماكن الحارة ذات الأجواء الجافة، ليذكرنا بأن حرارة الروح تُنضج الإنسان، وتجعله ينمو ويتدرج على رحلة الصعود الروحى، ويرتفع باستقامة كاستقامة هذا النبات "القصب".

يتكاثر القصب بطريق "العُقَل الساقية"، إذ تُغرس هذه العُقَل فى التربة، ليخرج منها نبات كامل حى، وهذا رمز آخر للمعمودية، كما ينقسم "القصب" لعقلات، وكل عقلة فضيلة اكتسبها فى كل مرحلة عمرية حتى وصل لهذا العلو، وهو ما يمكن للإنسان أن يتمثّله فى مراحل "عُقلات" حياته.

في عود القصب الممتد في صلابة ظاهرة، يختبئ ليّن طيّب، وطعم أطيب، وقلب أبيض، هكذا لا يبدو ظاهر الشيء دليلا نهائيًا على باطنه، تمامًا كالإنسان الذي مهما فعلت به الحياة أفاعيلها، أو جار الزمان عليه، سيقف صلبًا شامخًا، ربما تتعقد ملامحه ولا تنبسط أساريره، ولكنه سيظل من الداخل، وفي عمق الروح، ليّنا وأبيض وذا طعم إنساني جميل، فجوهر "الحلاوة" والبياض واللين، في قلوب نقية، تخلص ليسوع، وتتطلع لأمجاده السماوية، وتعتصر نفسها من أجل الآخرين، كما كان المسيح الفادي.

وضمن طقوس عيد الغطاس أيضًا، البرتقال الذي يختزن الماء في داخله، فكأنه الطهارة المخبوءة في قلب المؤمن، ومن هذا اللين الداخلي، الذي ينعكس على الخارج أيضًا، تصنع من قشر البرتقال فوانيس يُوضع فيها شمع على هيئة "صليب" محفور في جسد البرتقالة، فكأن هذه القشرة خبز التناول، أو لحم يسوع، وكأن ماءها النبيذ أو دم المسيح الفادي، ويتحول الطعام من مجرد وجبة لسد الجوع، إلى طقس روحاني وإشارات إيمانية، وتجسيد حيّ لتشابه مخلوقات الله في جوهرها، سواء كانت بشرا، أو نباتًا وفاكهة.​

فيديو قد يعجبك: