إعلان

بعد رده على الهجوم.. القصة الكاملة لأزمة جورج بباوي مع الكنيسة حتى السماح بمناولته

09:27 م الثلاثاء 25 أغسطس 2020

جورج بباوي

مصراوي

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي حالة من الجدل، خلال الأيام القليلة الماضية؛ حيث تعرض البابا تواضروس، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، إلى هجوم حاد بعد سماحه بتناول الدكتور جورج حبيب بباوي، من الأسرار المقدسة، باعتبار أنه معزول من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية منذ عام 2007 بقرار من المجمع المقدس برئاسة البطريرك الراحل البابا شنودة الثالث، في الوقت الذي دافع فيه البعض عن قرار البابا، مبررين إياه بدور الكنيسة المهم في دعم التوبة من أي شخص أخطأ.

كان المجمع المقدس قد أصدر قرارًا بعزل الدكتور جورج حبيب من الكنيسة عام 2007 بإمضاء من البابا الراحل البابا شنودة الثالث، و66 أسقفًا آخرين.

وجاء في قرار العزل: "إن المجمع المقدس قرر فرزه وعزله من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية؛ بسبب انحرافاته واللاهوتية والعقائدية والطقسية ونشرها وتشويه فكر الآخرين بها وتشبثه بأخطائه وتنقله بين المذاهب المختلفة، وفرز وعزل كل مَن يؤمن بنفس أفكاره المنحرفة، وبالتالي لا يسمح له ولهم بالاشتراك في أي سر من أسرار الكنيسة القبطية الأرثوذكسية".

وأصدر بباوي، بيانًا، مساء أمس، ردًّا على الهجوم الذي تعرض له، قائلاً: "دُهشتُ للعاصفة الإعلامية التي أهاجها البعض بخصوص تناولي من الأسرار الإلهية، دون سبب معقول؛ ولكن متى كان للشر سبب معقول؟ أول كل شيء، أسجل الشكر، كل الشكر للأب محب أولاده قداسة البابا تواضروس الثاني، عطية الله، الذي طلب من نيافة الأنبا سيرافيم، فتفضل بزيارتي وفي معيته الأب إسطفانوس، حاملين معهما الكلمة المتجسد".

وأضاف بباوي: "كنت أعتقد أن هذه الزيارة هي خاتمة أحداث طالت في الزمان حتى بلغت ما يزيد على أربعين عاماً، ولكن حَرِصَ الذين اعتادوا على اختراع الشر ألا تفلت الفرصة من أيديهم فأهاجوا من جديد عاصفة الأحقاد، وإن كانت قد طالت هذه المرة قداسة البابا تواضروس الثاني؛ لذا فإني أعتذر لقداسته عما سببته له من هجوم داس على أبسط الحقائق، وهي أنه أبٌ يرعى أولاده، وأنه حُر في تصرفاته؛ لا سيما تلك التي تراعي المحبة والأمانة، وأقدم شكرًا خاصًّا لنيافة الحبر الجليل الأنبا رافائيل الذي قَبِلَ المصالحة ومد يده بالسلام، مؤكداً أنه وضع المسيح فوق كل اعتبار".

وتابع بباوي: أؤكد أن كل الفرقاء لهم نفس الإيمان وذات العقيدة، وهو ما سبق وأن كتبته بيدي عدة مرات، إيمان الأب متى المسكين هو ذات إيمان البابا شنودة الثالث، وهو هو ذات إيماني أنا أيضاً، فإذا اختلف الشرح أو التأويل، فإن الحكم بالهرطقة لا يجب أن يصدر إلَا بعد محاكمة يتاح فيها للمتهم أن يدافع عن نفسه، ذلك هو قانون الكنيسة.

وتابع: قد شرحتُ إيماني بكل وضوح في ما يزيد على أربعين كتابًا، وعدد من المحاضرات والمقالات -جميعها في متناول اليد- لا تسمح لمتقول باللجاج في أن إيماني هو ذات إيمان الآباء الذي تقدمه صلوات أم الشهداء، من كل قلبي أطلب غفراناً لكل من أبدى عداوةً، ولكل من تلفظ بشتيمة ظنًّا منهم أنهم بذلك يحجزون لأنفسهم أماكن ضمن المدافعين عن الإيمان، وما كان الدفاع عن الإيمان يومًا إلا رحابة صدر ورجاحة عقل، ولنا في كتابات أثناسيوس وكيرلس مثلاً يُحتذي.

وأنهى بيانه قائلًا: أرجو من الجميع مراعاة سلام الكنيسة، آملاً أن تنحسر هذه العاصفة الهوجاء، فلا يفيد منها شيطان الانقسام، لا داعي للشتائم، لأن ما فعله قداسة البابا تواضروس هو من أجل الإيمان، وكل ما أطلبه هو سلام وهدوء الكنيسة.

من جانبه، كشف الأنبا رافائيل أسقف عام كنائس وسط القاهرة، تفاصيل قصته مع الدكتور جورج حبيب بباوي، قائلًا: المحبة فوق كل فضيلة، بالطبع كلنا يحب السلام، ويحب عودة الخاطئ إلى حضن المسيح والكنيسة، وكلنا يتمنى خلاص كل إنسان، مهما اختلفنا.

وأضاف الأنبا رافائيل: لكن عندما يكون الموضوع يخص الإيمان وسلام الكنيسة، يجب أن يوضع في الاعتبار أمور كثيرة، ولم يكن في نيتي كتابة شيء يخص الدكتور جورج حبيب بباوي، حتى تفاجأت بذكر اسمي في البيان الذي أصدره حضرته منذ قليل، الذي يوحي بأنني قبلت المصالحة، ومددت يدي بالسلام، دون إيضاح أنني طلبت منه مرارًا كتابة اعتذار واضح، عن جميع ما أشاعه عن الكنيسة وآبائها.

وتابع الأنبا رافائيل: تهالت علىّ رسائل الأحباء يستفسرون عن حقيقة الأمر، وهل أنا السبب في تناوله من الأسرار المقدسة؟ وهل أنا مددت يد التصالح دون شرط تراجعه عن موقفه المعادي للكنيسة؟ وهل بهذه السهولة نتنازل عن إيمان كنيستنا الذي طعنوا فيه هو وتلاميذه على مدى عقود؟

واستطرد الأنبا رافائيل، لذا كان لزامًا علىَّ أن أذكر تفاصيل ما يخصني في هذا الأمر، وأنا لا أعرف ماذا يجري في الدهاليز.

وجاءت نص الحكاية مع الدكتور القس جورج حبيب بباوي كالآتي:

من عادتي قفل التليفون لفترات طويلة لانشغالي.

يوم ٣١ يوليو و١ أغسطس لاحظت ٧ رنات missed calls من رقم غريب لا أعرفه من أمريكا.

يوم ٢ أغسطس اتصلت بالرقم، لأعرف مَن هو صاحبه؟ وما الداعي للإلحاح في الاتصال؟ ولكن لم يرد.

وبعدها وصلني ٦ missed calls من نفس الرقم نفس اليوم وبعدهم الرسالة التالية:

Sorry I missed your call. Please call again

I testify that there is nothing between us except the divine love of God.

Looking forward to hearing from you.

George

وبعد الرسالة 3 missed calls ثم الرسالة التالية:

Your grace

Please note that I am in the last days of my le

I have seen you singing the Tasbeha and this our comm ground for praising the mercy of God

Please forgive all misunderstanding

Thank you

George

طبعًا يقصد my life وليس my love

ثم missed call واحدة

بعدها لقطت مكالمته، وتفاجأت أنه د.جورج حبيب بباوي، بصوته المعروف في كل الفيديوهات التي نشرها، يهاجم الكنيسة، ويهاجمني شخصيًّا ويتهكم علىَّ، (بالإضافة للكتاب الضخم الذي أصدره هذا العام يتهمني فيه بالهرطقة ويسيء إلى البابا شنودة، وأنبا بيشوي، وأنبا موسى، وضعفي).

أشهد أمام الله أنني فرحت جدًّا بمكالمته، وللحظة نسيت كل ما اتهمني به، وتهكم علىَّ به، خصوصًا أنه بدأ مكالمته بكل احترام، وقدم اعتذارًا خجلت من كلماته، وطلب مني المسامحة عن كل الأخطاء التي فاه بها في حقي، واعتبار أن ما قاله هو من باب سوء الفهم، misunderstanding حسب تعبيره، وطلب الحل، وطلب مني أن أعتذر باسمه لقداسة البابا تواضروس عن كل ما بدر منه بحق الكنيسة، وطلب أن نذكره في الترحيم في القداس، ولم يتكلم إطلاقًا على موضوع التناول من الأسرار المقدسة.

وكان ردي له بكل تأدب أنني خجلان من هذا الاعتذار؛ لكن لا بد من إعلان هذا التراجع للناس.

وكتبت للدكتور جورج:

سعدت جدًّا بمكالمة حضرتك.. الرب يجعل السلام والمحبة والإيمان المستقيم يسود الكنيسة بصلواتكم.

فكان رده

Please pray for me

George

ثم

I never lost hope that we will be united with choirs of heaven

Today is a feast for our Lord

George

تواصلت كتابةً مع قداسة البابا، الذي كلفني بدوره أن أتواصل مع د.جورج، لكتابة هذا الإعلان ونشره.

وفعلًا كتبت الرسالة التالية للدكتور جورج:

تواصلت مع قداسة البابا بخصوص حضرتكم.

مطلوب فقط أن حضرتك تكتب كلمة طيبة في حق الكنيسة، يفرح بها قلب المسيح، ويشعر الناس بطمأنينة من جهة إيمان الكنيسة، بعد موجات من الاضطراب.

بعد الكتابة ممكن طبعًا قداسة البابا يمنحكم الحل وتتناول ونرجع تاني واحد في المسيح الواحد الذي أحبنا وبذل نفسه من أجلنا.

(طبعًا في هذه الرسالة، نضع اعتبارًا لحالته الصحية المتأخرة، وإحساسه أنه قريب من الانتقال، وأنه يريد أن نصفح عن أخطائه ضد الكنيسة، ولا مجال في حالته الصحية الحرجة، للدخول في مناقشات كبيرة، كان يكفينا فقط كلمة أنا أخطأت في حق الكنيسة، ونادم على هذا الخطأ).

فكان رده:

God will remember your love as a great sacrifice and making peace as a child of God

George

وكتبت له:

صدقني يا أستاذي الحبيب، شهوة قلبي، أن يجتمع كل أولاد الكنيسة في حضن مسيحنا الواحد.

أثق أن كل واحد هو مخلص للمسيح.

وما أثير من اختلافات هو لا يمس خلاص الناس، خصوصًا البسطاء منهم.

ولكنه بالعكس يشكك شعب الله، ويشغلهم بقضايا فرعية، ونظريات فلسفية، تلهيهم عن الصلاة والتسبيح والفرح بالمسيح، وتوجد جوًّا من الصراع، وكله يصب في صالح الإلحاد.

حضرتك عمود مهم في لمّ شمل أبناء الله، لو كتبت أي مقال يخدم المصالحة، واستعادة أبنائك وتلاميذك ثقتهم في كنيستهم، التي ستظل باقية خالدة، بسبب حضور الله فيها، وبسبب الليتورجيا الثمينة، بغض النظر عن نظريات اللاهوت والفلسفة.

واتفقنا أنه يكتب رسالة للاعتذار وانتظرت أن يكتب شيئًا فلم يكتب، فأرسلت له إيميل في ٦ أغسطس يتضمن البنود الواجب كتابتها في الرسالة تتعىق بالتشكيك في صحة الإيمان وتتضمن ١٤ بندًا.

في نفس اليوم، أرسل إليّ الميل التالي، وهو يبدو من صياغته أنه موجه إلى قداسة البابا المعظم الأنبا تواضروس.

Your holiness Pope Anba Tawadros،

I ask for your blessing،

I have sent a detailed letter، asking for reconciliation and peace، Please let us start a new chapter in the life of our Church.

I have not ever trespassed the Teaching of the Church but is I have any personal trespass، I ask for forgiveness.

Pray، please for me as a am on the leg of my life.

George Bebawi

بعدها اتصل بي الدكتور جورج عدة مرات على الفايبر؛ لكنني لانشغالي بنهضة العذراء لم أكن فاتح الموبيل.

وفي يوم ٩ أغسطس أرسل العبارة التالية على الإيميل:

Peace is what i expect from you as a gift from GOD.

George

فكتبت له

God bless you

فكتب

Thank you pray for me

May the love of CHRIST unit us so to see his glory as Lord

Georgr

ويوم ١١ أغسطس

Thank you honorable ABBA and truly father

George

ويوم ١٧ أغسطس ٣ missed calls

ثم تفاجأت أن الصحافة والميديا، تحمل خبر تناول د.جورج حبيب من الأسرار المقدسة.

وانقطعت الاتصالات بالدكتور جورج.

ويوم ٢٣ أغسطس أرسلت إليه على الفايبر:

أستاذنا الفاضل:

انتظرت طويلًا كتابة مقال على coptology حسب وعدكم؛

لتهدئة النفوس وعمل المصالحة.

أرجو أن يكون المانع خيرًا.

فاتصل بي، وقال إنه داخل جراحة خطيرة في القلب يوم الإثنين ٢٤ أغسطس، وأنه جهز المقال المتفق عليه.

اتصلت به مساء يوم الإثنين للاطمئنان على صحته بعد الجراحة، فكلمني وطمأنني، ثم فوجئت بالبيان الذي أصدره، الذي يوحي بأنني قبلت المصالحة، ومددت يدي بالسلام، دون إيضاح أنني طلبت منه مرارًا كتابة اعتذار واضح، عن جميع ما أشاعه عن الكنيسة وآبائها.

وقبل يومين، أكد الأنبا أغاثون، أسقف مغاغة والعدوة للأقباط الأرثوذكس بمحافظة المنيا، أن قوانين الكنيسة لا تسمح برفع الحرم أو مناولة المهرطقين إلا بعد إقراراهم علنًا بأخطائهم ردًّا على مناولة الكنيسة لـ"بباوي".

فيديو قد يعجبك: