إعلان

المحاماة أمانة بين أيديكم.. عطية مخاطبًا المحامين الجدد بعد أدائهم اليمين

03:49 م الإثنين 13 يوليه 2020

نقيب المحامين رجائي عطية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

عقدت نقابة المحامين، اليوم الإثنين، جلستَين لحلف اليمين القانونية لمحامي شبرا الخيمة، وبنها، والقاهرة الجديدة، وحلوان، بقاعة المؤتمرات في اتحاد عمال مصر.

وأدى المحامون الجدد اليمين القانونية، أمام النقيب العام رجائي عطية، وأعضاء مجلس النقابة العامة حسين الجمال وأبو بكر ضوة ويحيى التوني.

وقال رجائي عطية، نقيب المحامين، رئيس اتحاد المحامين العرب، إن هذه اللحظات هي لحظات فارقة في حياتكم، قبلها كنتم خريجي كليات الحقوق، وبعدها ستكونون محاميات ومحامين، مشيرًا إلى أنهم سوف يقسمون في القسم على مبادئ المحاماة؛ التي نهضت عليها المهنة، وهي الشرف والأمانة والمحافظة على سر المهنة، وعلى التقاليد، وعلى استقلال المحاماة.

وتابع نقيب المحامين: "فأنتم مشتاقون منذ شهور لهذه اللحظات، لتبدؤوا مسيرتكم في الحياة، في رحاب المحاماة، هذا الشوق الذي جئتم به، هو ما أريد أن أتحدث به اليوم إليكم، فإن نجاح المحاماة عماده هذا الشوق الدائم إلى المعرفة، فإنه ليس بعالم من ظن أنه عالم، والإنسان إلى أن يلاقي ربه يتعلم كل يوم؛ فيتعلم مما يقرأ، ويتعلم بما يمر عليه من تجارب، ويتعلم بما يتأمله في الكون، وفي حياته، ولكن الناس في تحصيل هذه العبر يتفاوتون".

وأضاف نقيب المحامين: إنكم جئتم اليوم لتحلفوا بقاعة اتحاد العمال بشارع الجلاء، فهناك من يتساءل، ولا يرهق نفسه في جمع المعلومات ليحصل على إجابة، وهناك مَن تدفعه الأشواق إلى المعرفة، فيسـأل أي جلاء يا تري؟! ليتلقى إجابة، مستكملًا حديثه قائلاً: "إن المعني بالجلاء، هو الجلاء الذي تحقق لمصر في أكتوبر سنة 1954، باتفاقية الجلاء التي أدت إلى رحيل المستعمر الإنجليزي عن مصر، فمن كانت أشواقه إلى المعرفة أكثر، فسوف يدرس؛ ما الذي حدث في هذه الاتفاقية، وما الذي سبقها، وكيف كانت تحكم مصر في ذلك الأوان، فأشواق المعرفة تزيد من رصيدكم المعرفي".

وأكد عطية أن المحاماة رسالة الدفاع عن الحق ضد الباطل، ودفاع عن العدل، ودفاع عن القيم والمبادئ، ضد الانحطاط؛ فقوام هذا كله هو الإقناع، وأنه لا يتأتى لأحد، إلا إذا كان صاحب موهبة في الحديث، وهذا الإقناع لا يتوافر إلا من خلال قبضة على كم أكبر من العلوم والمعارف والثقافات، فإذا امتلك هذا الكم من تلك الأشياء، فقد احتاز على أساس مقومات القدرة على الإقناع، وأساس مشروعية المحامي، المطالب في ساحات العدالة، وفي حديثه إلى القضاء، وفي حديثه إلى النيابة، وفي مرافعاته، وفي مذكراته، وتحركه في المجتمع، أن يكون شحنتةً معبرة على هذه الرسالة؛ بحيث حين يقال إنه أستاذ، أو إنها أستاذة، فإنها أستاذة بحق، وهو أستاذ بحق، منوهًا بأنه لن تكوني أستاذة، ولن تكون أستاذًا، بمجرد أن نضيف إليكم هذا اللقب، ولكنكم ستكونون كذلك بما تحصلونه من علوم ومعارف وثقافات، وبما تلتزمون به من مبادئ، فالمبادئ والقيم عصب أساسي للمعارف.

وشدد نقيب المحامين على أن القيم ليست صورًا وأشكالًا، فنحن نعرف أن المحاماة رحاب العدالة، والشكل والزي والمظهر فيها مهمة، والأداء فيها مهم؛ ولكن هذا يرتبط ارتباطاً لزوميًّا بالحرص الواعي على الالتزام بالقيم، مبادئ المحاماة، فالصور متغيرة؛ ولكن القيم خالدة، معرباً عن أن هذا هو الفارق بين من يقرأ السيرة والتاريخ قراءة سطحية، فينجذب للصور والأشكال ولا يستخلص العبر والمعاني.

وطالب عطية المحامين الجدد بالمحافظة على القيم والمبادئ الأساسية للمحاماة، لأنهم مقبلون على رسالة كبيرة، فالمحاماة أمانة بين أيديكم أنتم تحملونها، وقال عنها النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، لصاحبه أبي ذر الغفاري: "إنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا لمن أخذها بحقها، وأدى ما عليه"، متمنياً من شباب المحامين أن يجيبوا رجاءه في أن يكونوا طليعاً، من أجل العودة بالمحاماة إلى سابق عهدها، فنحن نعقد الأمل والرجاء فيكم أن تعودوا بالمحاماة كما كانت في السابق.

فيديو قد يعجبك: