إعلان

حياة المنسي.. أجاد عزف النشيد الوطني في الإذاعة المدرسية (أسرار جديدة لأول مرة)

10:00 م الجمعة 01 مايو 2020

كتب- محمد سامي:

فترة الطفولة في حياة أي شخص هي الفترة التي يتشكل فيها شخصيته، وتؤثر في تكوينه بشكل كبير، وفترة الطفولة في حياة الشهيد "أحمد صابر المنسي" كانت منبئة بتميزه وتفرده، خاصة أنه عاش فترة طفولته المبكرة في قرية سنهوت مركز منيا القمح محافظة الشرقية، حيث كان يعمل والده طبيبًا في الوحدة الصحية بالقرية في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، ما استلزم انتقال الأسرة للعيش هذه الفترة في استراحة الوحدة الصحية بسنهوت، فيما التحق الأبناء بمدرسة الشهيد فتحي عبدالعظيم حتى الحصول على الشهادة الابتدائية.

ثلاثون عامًا مرت على ترك الأسرة لقرية سنهوت بعد انتهاء فترة عمل الأب الدكتور صابر المنسي بالقرية، ورغم ذلك مازال رفقاء الشهيد أحمد المنسي في هذه المرحلة يتذكرون كل تفصيلة جمعتهم به، ويذكرون تأثيره عليهم وتصرفاته معهم والضحكات التي انطلقت من تجمعاتهم والأماكن الشاهدة على كل ذلك، والتي مازالت موجودة حتى الآن رغم بصمات الزمن عليها.

اسمه كان دائمًا يزين لوحات الشرف للطلبة المتميزين في كافة المجالات، ففي الصحافة المدرسية كانت صورته تزين لوحة شرف زيلت بجملة "أطفال اليوم.. رجال المستقبل"، حيث قال صديق طفولته أحمد علي في تصريحات لـ"مصراوي" إن المنسي كان يشارك في كافة الأنشطة التي تنظمها المدرسة، وكان عضوًا في أسرة الصحافة المدرسية، وكان يجري حوارات صحفية مع مسئولين.

يقول علي: "كان الشهيد المنسي سابق عصره، وكان دائمًا يشارك في مسابقات الأوائل، وكان الوحيد الذي يعزف موسيقى نشيد بلادي على الأوكرديون، وكان حينها يوجد بالمدرسة 3 آلات موسيقية، هي الأوكرديون والأكسليفون والطبلة".

لم يترك الدكتور صابر والد الشهيد المنسي منزله بقرية سنهوت، إلا ووضع فيه رصيد من الحب، بروحه الخفيفة هو وابناءه، يقول علي: "لم نشعرهم يومًا أنهم غرباء في قريتنا، ولم نشهد منهم أي تكبر أو تعالي في المعاملة".

"المنسي كان عضوًا دائمًا في كل الأنشطة التي تنفذها المدرسة، لتفرده بصفات لم تتوافر في باقي زملاءه".. يقول حسام عبدالعزيز البكري مدرس اللغة العربية بمدرسة الشهيد فتحي عبدالعزيز، ومعلم الشهيد المنسي في المرحلة الابتدائية.

ويحكي "البكري" عن المواقف التي جمعته بالطفل أحمد المنسي، فيقول إنه اختاره ليجري أهم الحوارات التي ضمتها مجلة المدرسة، وكانت مع قيادات تنفيذية مثل مدير الإدارة التعليمية بمنيا القمح ومدير التعليم الابتدائي وموجهي المواد الدراسية المختلفة، لأنه كان لديه من الإقدام والشجاعة، ما يمكنه من محاورة الكبار وهو طفل صغير، موضحًا أن الأعداد التي شارك فيها حصلت على جائزة الصحافة المدرسية من وزارة التربية والتعليم عام 1987.

"صفات أخرى كانت واضحة على شخصية الصغير".. يقول معلمه، مثل الحسم والصرامة والجرأة وهي صفات تنطبق على رجل عسكري.

فيديو قد يعجبك: