إعلان

"عشان الأطفال".. ماذا حدث في 72 ساعة عمل لترميم معهد الأورام؟ (صور)

11:57 ص الخميس 08 أغسطس 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد عبدالناصر:

يد تخرب، وألف يدٍ تبني وترمم وتُعمر، هذا ملخص ما حدث بعد ساعات قليلة من الحادث الإرهابي بمحيط معهد الأورام، فجر الإرهابيون سيارة مفخخة مساء الأحد الماضي، وفي الساعات الأولى من صباح الاثنين، بدأ رجال "المقاولون العرب"، إصلاح ما أفسده المخربون، في رسالة إصرار واضحة من الدولة على المضي في البناء مهما كانت التحديدات.

72 ساعة، والعمل يسير في المعهد القومي للأورام؛ لإعادته أفضل مما كان، زيارات متتالية من المسؤولين، لمتابعة ما ينفذه العمال، الذين لم يهدأوا منذ الاثنين وحتى الآن.

"خلية نحل"

بمجرد أن تطأ قدمك محيط المعهد، تجد زحامًا شديدًا في كل مكان، "عمال ومشرفون ومهندسون"، غير موظفي المعهد والمترددين عليه.

مصراوي، التقى المهندس طه محمد دياب، مدير إدارة صيانة القصور والآثار بشركة المقاولون العرب، والذي أكد أنه منذ تولت الشركة ترميم وتجديد معهد الأورام، بدأ تقسيم العمال والمهندسين إلى فرق، وورديات، كل منهم له مسؤولية ومهمة محددة ووقت محدد أيضًا للانتهاء منها.

وأضاف دياب، لمصراوي: "العمل مقسم لـ3 ورديات، الأولى والثانية بهما 1000 عامل وفني ومهندس، والثالثة بها ما يقرب من 200 عامل، موضحًا تقسيم العمل إلى جزءين؛ الأول لأعمال الترميم الداخلية في المبنى الرئيسي، وتشمل أعمال الدهانات الكهرباء، والأسقف المعلقة.

وتابع: "الهالة الانفجارية الناتجة عن الانفجار تسببت في تحطيم الزجاج والنوافذ لكثير من الغرف في الداخل لكنها لم تؤثر على حالة المبنى من الداخل ولا يوجد أي انهيارات، ومن المتوقع الانتهاء من هذا الجزء نهاية الأسبوع المقبل".

وأكد دياب: "استطعنا في أول يومين رفع مخلفات الحطام من الممرات الرئيسية والمكاتب والأبواب، وبدأنا العمل في الأسقف المعلقة والدهانات، ونبدأ تركيب أجهزة التكييف وإصلاح المصاعد الكهربائية ليكون المبنى الأول جاهزًا لاستقبال المرضى مرة أخرى دون أي عائق بعد إجازة عيد الأضحى بأيام قليلة".

وأوضح أن الجزء الأكبر الذي به تلفيات هو واجهة المبنى، وهي الأكثر تأثرًا بالهالة الانفجارية، مشيرًا إلى تنفيذ الشدات المعدنية لبدء ترميم الواجهة، لكنها ستأخذ وقتًا أكبر، بجانب أعمال الترميم وإعادة هيكلة المبنى الإداري الداخلي.

وسط زحام شديد من الموظفين والمترددين على المعهد وقف أحمد محمود، الشاب الثلاثيني، أمام بوابة المعهد الرئيسية، يجهز الشدات المعدنية التي يجرى استخدامها في ترميم الواجهة الرئيسية للمعهد.

ويقول محمود: "إحنا كنا موجودين هنا من أول يوم بعد الانفجار، وبصراحة المشهد ما ينفعش يتوصف، الأدوار العليا كلها كانت متكسرة، وبقية العمال فضلوا يوم كامل عشان ينضفوا مخلفات التفجير".

وأشار محمود، والعرق يتساقط من على وجهه ضاحكا: "الحمد لله في البداية على نعمة العمل، نحن في المقاولون العرب أصبح لدينا خبرة كبيرة للتعامل مع مثل هذه الظروف، ولا يمكن أن نستغنى عن عملنا مهما كان العمل صعبًا وشاقًا".

الجهد والمثابرة

"الجهد والمثابرة أساس عملنا" شعار يبدأ به بعض عمال نقل المكاتب والأثاث وتنظيف مخلفات التفجير، رحلتهم اليومية داخل معهد الأورام، هؤلاء العمال جاءوا من كل مكان في مصر للمشاركة في ترميم المبنى.

وأكد محمد إبراهيم، عامل بمشروع ترميم وإصلاح مبنى معهد الأورام: "إحنا هنا بنشتغل بحب، وعارفين حجم الكارثة اللي حصلت في المكان، لكن كل العمال لديهم حماس كبير للانتهاء من المشروع في أسرع وقت، لو مش عشان دي طبيعة الشغل أو مصدر رزقنا يكون عشان الأطفال والناس اللي بتتعالج هنا".

وأشار إبراهيم، إلى أن كل العمال في المشروع لديهم خبرات سابقة، ومعظمهم عمل في مشروعات كبرى مثل العاصمة الإدارية والكوبري المعلق بروض الفرج، لكن العمل في مثل هذا المشروع له إحساس آخر، يكفينا أننا نعمل في مشروع يستخدمه الأطفال المرضى.

وطبقا لآخر إحصاء بلغ عدد المترددين على المعهد 306477 سنويًا، وعدد العمليات التي يجرى تنفيذها سنويًا بالمعهد بلغ 4804، وعدد حالات قسم الأشعة 61242، كما أن عدد حالات قسم الطب النووي 6571، وعدد حالات الكيماوي مجاني بالمعهد 21621 حالة، وعدد حالات الكيماوي تأمين بالمعهد 7319، وعدد حالات كيماوي الأطفال 15347، ومرضى الرعاية جراحة بالمعهد 675 مريض سنوياً، إذ يضم المعهد 313 سريرا حاليا.

فيديو قد يعجبك: