إعلان

"لماذا تحملت الإهانة للنهاية؟".. أسرار معركة عز الدين ذوالفقار ونجيب محفوظ

10:13 م الجمعة 30 أغسطس 2019

نجيب محفوظ

كتب - محمد عاطف:

لاتزال سيرة الأديب الكبير الراحل نجيب محفوظ، زاخرة بالكثير من المواقف التي تثير شهية الكتاب لتناولها في إصدارات وكتب جديدة، تثري الوسط الأدبي بمواقف جديدة لأديب نوبل الذي تحل اليوم ذكرى وفاته الثالثة عشر.

من أهم هذه المواقف التي رصدها كتاب "نجيب محفوظ بختم النسر" للكاتب طارق الطاهر، الذي صدر مؤخرا، ويتناول السيرة الذاتية لصاحب "ميرامار" من واقع الملف الوظيفي له، كانت "خناقته" مع المخرج الكبير عز الدين ذوالفقار، على صفحات مجلة روزاليوسف، وكان محفوظ وقتها يشغل منصب عضو مجلس إدارة ومستشار مؤسسة السينما.

بدأت المعركة بسبب حوار ساخن أجراه ذوالفقار، في مارس عام 1963، مع الكاتب الصحفي عادل الحسيني شن خلاله هجومًا لاذعًا على مؤسسة دعم السينما وعلى وزارة الثقافة، ولم يتحمله "محفوظ"، وجاء رده على سيل هجوم ذوالفقار تحت عنوان "نجيب محفوظ يثور: إذا كانت إهانة فلماذا تحملها عزالدين ذوالفقار".

كان أول اتهام أطلقه عز الدين ذوالفقار متعلق بطريقة توزيع جوائز السينما، مؤكدًا أنها مهينة للسينمائيين، فرد عليه "محفوظ" قائلا: "لقد كانت هناك إجراءات استدعت أن يبقى السينمائيون جالسين بعض الوقت قبل توزيع الجوائز، ولم يحدث خلال هذا الوقت أي تصرف يفهم منه معنى الإهانة، وهل يتفق مع الإهانة أن يقف الوزير ليستقبل السينمائيين ويوزع عليهم 45 ألف جنيه مهنئا مشجعا؟ إن فكرة الإهانة لم تطرأ على ذهن ذو الفقار إلا مؤخرا وإلا فلم اشترك في الحفل إلى نهايته وهو المعروف بشدة حساسيته!".

كما وصف "ذو الفقار" من يطالب بإلغاء جوائز السينما بأنه جاهل بفن السينما ولا يثق به، فرد عليه محفوظ قائلا: "إن الوزارة تشاركك الرأي عن فوائد الجوائز، والدليل أنها أخذت بها أكثر من عام، ولكن أوجه الإصلاح قد تدفع غلى العدول عنها مرة إلى ما هو أولى بالعناية والتقديم على باب التشجيع لايزال مفتوحا في صورة اخرى، فقد تقرر شراء نسخ من الأفلام الجديدة للعرض غير التجاري بأسعار تعتبر جوائز تحت اسم جديد.

فيما تساءل عز الدين ذو الفقار، عن الفوائد التي ستعود علينا من بناء معهد الكونسرفاتور، ويقول "محفوظ" عن ذلك: من الأوفق أن يترك ذوالفقار هذا التساؤل لغيره ممن لا ينتمون للفن والذوق السليم، والوزارة لا تبني الكونسرفاتوار على حساب السينما، ولكن لحساب السينما والفن والإنسان، وستفيد السينما من الموسيقى الراقية كما تفيد اليوم من الموسيقى العادية، كما أن المعهد نفسه سيمثل وجها من وجوه الاستثمار لمؤسسة دعم السينما وسيكون موردا دائما ننفق منه على الحقل الثقافي.

اتهامات عز الدين ذو الفقار لمؤسسة دعم السينما خلال حواره كانت كثيرة ومتعددة وجاءت ردود نجيب محفوظ عليه حادة عنيفة على غير عادته، إلا أنها اتسمت بالرجاحة والعلانية والمنطق كما رأينا نماذج منها.

يشار إلى أن الكتاب يتضمن أكثر من 70 وثيقة من الوثائق الحكومية التي تحمل ختم النسر، علي مدار حياته بدءًا من شهادة إتمام المرحلة الابتدائية، وكذلك شهاداته في المراحل الدراسية المختلفة حتي حصوله على ليسانس الآداب من الجامعة المصرية.

بالإضافة إلي المستندات الوظيفية الخاصة بالراحل الكبير منها: القرارات الوزارية بتقلده رئاسة مؤسسة السينما، إقرارات الذمة المالية، القرار الوزاري بضمه لمجلس إدارة جامعة الثقافة الحرة (الجامعة الشعبية)، بالإضافة إلى العديد من أوراقه الخاصة مثل: كشف الممتلكات، تقارير العمل السرية، والقرارات التي تخص فترة توليه للرقابة علي المصنفات الفنية وأهم القرارات التي اتخذها.

فيديو قد يعجبك: