إعلان

أبو الغيط: الإعلام جزء من الأزمات العربية والوفاق الوطني ضرورة

02:38 م الأربعاء 17 يوليو 2019

الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبوالغيط

كتب- مصطفى علي:

أكد أحمـد أبوالغيـط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن الإعلام العربي قد يكون جزءًا من الأزمات العربية وقد يكون الطريق لحلها قائلا: "إن الخيار في أيدينا، فالإعلام الطائفي والتحريضي والمروج للعنف والكراهية هو جزء من أزمتنا من دون شك وعلى الجانب الآخر، فإن الإعلام التنويري الباحث عن نقاط الالتقاء، والذي ينطلق من نشر المعارف والحقائق ويدعو لثقافة الحلول الوسط، والوفاق الوطني هو طريق مهم ورئيسي للخروج من أزمتنا.

جاء ذلك في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لمجلس وزراء الإعلام العرب الدورة العادية (50) التي عقدت اليوم بالقاهرة برئاسة تركي الشبانة - وزير الإعلام بالمملكة العربية السعودية الذي تسلم الرئاسة من السيد حسان رابحي وزير الاتصال بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية.

وأضاف أن الإعلام هو مفتاح مهم لتغيير الواقع العربي، منوها بأن أفكار داعش الإرهابية هي "أفكار فيروسية"، مثل الداعشية والطائفية، بالمجتمعات العربية خلال الأعوام الماضية، موضحا انها فيروسات حقيقية تصيب الأدمغة وتنتقل بسرعة رهيبة كالأوبئة.. وتحتاج –كما تحتاج الفيروسات البيولوجية- إلى ناقل تجده في بعض الوسائط الإعلامية التي خرج الكثير منها عن السيطرة.

وأكد أنه ليس العالم العربي استثناء في هذا المجال فالواقع أننا نعيش ثورة هائلة في الإعلام على صعيد عالمي، سواء على مستوى الوفرة غير المسبوقة في المنصات، والتنوع اللامحدود في الوسائط أو من حيث اتساع دائرة المشاركة الجماهيرية في الإعلام، فلم يعد الجمهور مستقبلًا سلبيًا للرسالة الإعلامية.

وقال إنه في خضم هذه الثورة الإعلامية العالمية تشتد حاجتنا في العالم العربي إلى سبر أغوار ما يجري، والتمييز بين النافع والخبيث، فما من ثورة إعلامية في تاريخ العالم إلا وحملت بين طياتها خيرًا وشرًا في ذات الوقت.

وأضاف أن حاجتنا تشتد أكثر من أي وقت مضى إلى الوصول إلى نقطة توازن بين العزلة والفوضى، وبين الجمود الضار والانفتاح المؤدي للاضطراب.

وأكد أن الرسالة الأولى لإعلامنا العربي هي ترسيخ المواطنة وتعزيز الانتماء إلى الدولة الوطنية الحاضنة لكافة مواطنيها، بلا تفرقة أو تمييز على أساس الدين أو الطائفة أو العرق، وبما يُرسخ لمبادئ وقيم جوهرية في الوجدان العام وعلى رأسها التسامح وسيادة القانون، مشددا علي أن هذه المواطنة هي الضامن لوحدة المجتمعات، والحامي لها من عواصف التفتت وثمة أجيال جديدة لابد أن تصلها رسالة المواطنة والهوية الوطنية الجامعة بلغة تفهمها وتتفاعل معها، وتقتنع بها.

ودعا الاعلام العربي لأن يقطع الطريق على منصات أخرى تقتات على القضية، وتحركها وتتلاعب بها لأغراض لا تخدم سوى مصالح أطراف بعينها، ليس من بينهم الفلسطينيون أو العرب، مؤكدا أن فلسطين قضية عربية وستبقى كذلك إلى أن تُقام الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشرقية.

وأكد ضرورة دعم خطة التحرك الإعلامي العربي في الخارج، فما زلنا عاجزين إلى اليوم عن التحدث إلى الآخر بصوت يقنعه، ولغة تقترب من عقله ووعيه، ورسالة قادرة على النفاذ إلى ضميره، مضيفا: "مازال خطابنا مع الخارج صدى لحوارنا مع أنفسنا وما نحتاج إليه حقًا هو تعزيز وتطوير الرؤية الاستراتيجية والخطة الشاملة للعمل الإعلامي العربي بالخارج حتى يعمل الجميع في إطارها، فتنتظم الجهود في مسار واحد وتصل رسالتنا بصورة فعّالة وبلغة يفهمها الآخر ويتفاعل معها.

فيديو قد يعجبك: