إعلان

ماعت: المساعدات الإنسانية طريق تركيا للتوغل في القرن الأفريقي

04:39 م السبت 29 يونيو 2019

مؤسسة ماعت للسلام والتنمية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد نصار:

أصدرت وحدة تحليل السياسات بمؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان، دراسة بعنوان "المساعدات الإنسانية.. طريق تركيا للتوغل في القرن الأفريقي".

وتسلط الدراسة، الضوء على إحدى القضايا الهامة التي تشغل الرأي العام في القارة الأفريقية والمتعلقة بالتوغل التركي في منطقة القرن الأفريقي عبر استغلال وتوظيف المساعدات الإنسانية من أجل تحقيق أهداف ومكاسب سياسية واقتصادية وأمنية على حساب الأبعاد الإنسانية ذاتها، وتم التركيز على منطقة القرن الأفريقي لكونها نقطة انطلاق تركيا نحو مزيد من التوغل داخل القارة السمراء.

ويؤكد أحمد صلاح، كبير الباحثين بمؤسسة ماعت، أن الدراسة تكشف عن تعرض الدول الأفريقية لاستنزاف واستغلال ثرواتها خلال فترات الاحتلال التي دامت لعشرات السنين، وما لبثت أن بدأت تخرج هذه الدول من كبوتها، حتى تكالبت عليها دولًا أخرى بنوع جديد من الاحتلال، عبر توظيف المساعدات الإنسانية لتحقيق نفس الأطماع وأكثر، تحت ستار تقديم العون والإغاثة، وغيرها من المساعدات الإنسانية، وجاءت تركيا من بين عدد آخر من الدول التي حولت أنظارها نحو منطقة القرن الأفريقي كنقطة انطلاق نحو تعزيز تواجدها في القارة الأفريقية ككل.

وكشفت الدراسة عن الأدوات التي تستخدمها تركيا من أجل تحقيق الانتشار والتمدد داخل أفريقيا تحت غطاء المساعدات الإنسانية، وخاصة المؤسسات الخيرية الحكومية وغير الحكومية، والتي تسعى أنقرة من خلالها إلى تمهيد الطريق أمام الحكومة التركية للتواجد بشكل رسمي داخل هذه الدول التي زادت أهميتها لدى كثير من الدول حول العالم، وخاصة فيما يتعلق بالملاحة في منطقة البحر الأحمر، فضلًا عن استغلال الثروات الطبيعية التي تتمتع بها هذه الدول.

كما سلطت الدراسة الضوء على المكاسب التي حققتها أنقرة داخل دول القرن الأفريقي وخاصة داخل الصومال وجيبوتي، كما كشفت الدراسة عن الاتفاقيات التي نجحت تركيا في توقيعها كنتيجة للتمدد والانتشار داخل هذه الدول لتحقيق أكبر قدر ممكن من الاستفادة على كافة الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية.

ويؤكد الباحث، أن أنقرة ستعمل خلال الفترة القادمة على التوسع في استغلال أدواتها المختلفة وخاصة المنظمات الإنسانية والخيرية، من أجل الانتشار والتمدد في جميع مناطق القرن الأفريقي، والتدرج لمزيد من التوغل داخل القارة السمراء بأكملها، نظرًا لوجود الكثير من الفرص المفتوحة أمام تركيا لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية وعسكرية، وزيادة نفوذها في القارة ككل وفق خطتها التوسعية وذلك عن طريق هذه النوعية من المساعدات التي ستكون فقط مجرد بذور هذا المخطط.

فيديو قد يعجبك: