إعلان

عضو الإفتاء بدبي: الثراء الفقهي المنقول منهل لا ينضب لكل مستحدث من قضايا العصر

11:07 ص الأربعاء 16 أكتوبر 2019

الدكتور أحمد بن عبد العزيز الحداد

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

القاهرة- أ ش أ:

أكد الدكتور أحمد بن عبد العزيز الحداد كبير المفتين ومدير إدارة الإفتاء بدائرة الشئون الإسلامية والعمل الخيري وعضو مجلس الإمارات للإفتاء، أن الله تعالى أكرم هذه الأمة بفقهاء مجتهدين، وأئمة يهتدى بهم في كل وقت وحين، أنار بهم سبيل الرشاد إلى رب العباد.

وقال الحداد - في كلمته أمام فعاليات الجلسة الأولى لمؤتمر الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم في يومه الثاني، المنعقد بالقاهرة بعنوان "الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي" برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي - إن هؤلاء الفقهاء أوضحوا الأحكام في ضوء ما لديهم من أدلة وإسناد، فكان منهم هذا الفقه الواضح بأصوله وفروعه وإجماعاته واختلافاته وظاهره وخفيه، وواقعه ومتصوَّره، حتى أضحى منهلا لا ينضب، ومعينا لا يتغير، مهما اختلفت الأزمان وتعددت البلدان وتجددت الوقائع وتغيرت الملابسات، فإن الثراء الفقهي المنقول والمتجدد فيه وفاء لكل مستحدث من قضايا، كما كان لوقائعه.

وأضاف "قد مثل الاختلاف الفقهي المؤصل ثراءً عظيما لسعة الشريعة الإسلامية فعاش العلماء والفقهاء والعامة في رحابها، وكأنهم جميعا أبناء أسرة واحدة، لا يزيدهم اختلاف وجهات النظر إلا تماسكا، وما عرف من أحد أن جعل الخلاف سببا للتناحر والافتراق، بل كان سببا للتواصل والاتفاق، حيث كان يدار الخلاف الفقهي بأخلاق إسلامية عالية، حتى انتفعت الأمة بهذا الخلاف في ماضيها وحاضرها، ويتعين أن يكون كذلك لمستقبلها".

وأوضح أن من أخلاقيات إدارة الخلاف الفقهي والوصول إلى نقطة توافق واتفاق والحكم الشرعي الصحيح، حينما يكون الخلاف بين الفقهاء العلماء الذين ينشد كل منهم الحق ويتبعه، حيث الكل يسعى لفهم ما عند الآخر ليعلم وجه الحق منه أو خلافه، تطلبها عدة أمور هي كيفية إدارة الخلاف، تحرير محل الخلاف وشبهته، معرفة وجهة نظر المخالف، مناظرة المخالف، قبول رأي المخالف أو رده، وجعل الخلاف نقطة للتواصل.

ولفت الحداد إلى أن من بركة الاختلاف الفقهي في المسائل الفرعية سعة الشريعة الإسلامية ومرونتها لتتنَزَّلَ أحكامها على الوقائع والأحداث المتجددة وغير المتناهية، فيكون في نصوص الشريعة وعلى ألسنة أئمتها المجتهدين ما يضمن تطبيق الأحكام في ظل الشرع الحنيف، وهذا ما فهمه الصدر الأول من هذه الأمة المتمثل بالصحابة الكرام رضي الله عنهم، فإنهم كانوا يختلفون في فهم النصوص فتختلف تطبيقاتهم للأحكام فيكون الجميع عاملا بالنص ومتسربلا بالشرع، كما تقدم من حالهم في فهمهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم "لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة" فقد كان اختلافا في تطبيقه اختلافا سائغا، كل فريق كان له مشربه الصحيح فيه، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فأقر الجميع.

وتابع قائلا "يجب أن يكون الاختلاف الفقهي جامعا للأمة غير مفرق لها، وكما قال سيدنا عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه "ما سرني لو أن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لم يختلفوا؛ لأنهم لو لم يختلفوا لم تكن رخصة".​

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك: