"واقعية سياسية".. ما تأثير دعوة مستشار السيسي لزيارة القدس؟

07:00 ص الجمعة 21 سبتمبر 2018

الدكتور أسامة الأزهري

كتب- محمد نصار:

أطلق الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، دعوة طالب فيها بإعادة النظر في الزيارة إلى المسجد الأقصى ومدينة القدس.

إعلان

وقال الأزهري، في دعوته، إن زيارة القدس فيها منافع تعود بشكل مباشر على الفلسطينيين الذين يعانون الحصار والاضطهاد من قبل دولة الاحتلال الإسرائيلي.

واختلفت ردود الفعل حول هذه الدعوة من قبل عدد من السياسيين، بشأن ما إذا كانت هذه الدعوة تعد تطبيعًا للعلاقات مع إسرائيل أم أنها محاولة فعلية لمساعدة الشعب الفلسطيني المحتل.

واعتبر الدكتور سعيد صادق، أستاذ السياسة بالجامعة الأمريكية، أن هذه الدعوة تعبر عن واقعية سياسية، بعيدًا عن الشعارات الحنجورية التي تدعو لمقطاعة زيارة القدس تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي.

وقال صادق، لمصراوي، إن من يدعون إلى مقاطعة زيارة القدس ويعتبرون أنها تطبيع مع إسرائيل، هم أنفسهم من يطالبون بتحرير فلسطين دون أن يتخذوا خطوة واحدة نحو تحقيق هذه المطالبات.

وتابع أستاذ العلوم السياسية: "حينما أوقفت الولايات المتحدة دعمها لمنظمة الأونروا شاهدنا الكثير من الدول العربية والإسلامية التي تشجب وتدين دون أن نشاهد دولة واحدة تتبرع للمنظمة لدعم اللاجئين الفلسطينيي".

وأكد الدكتور سعيد صادق، أن هناك 57 دولة إسلامية، من بينها 22 دولة عربية، فشلوا منذ عام 1948 في تحرير فلسطين بقوة السلاح، ودخلوا الكثير من الحروب الخاسرة، لافتًا إلى أن العرب قتلوا القضية الفلسطينية بشعارات فارغة ونعرات كاذبة.

وأوضح الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن هذه الدعوة تأتي تكميلية لدعوات سابقة أطلقها رئيس السلطة الفلسطينية لزيارة القدس، وبالفعل استجاب للدعوى الأولى عدد من وزراء الخارجية والشخصيات العامة.

واعتبر نافعة، في حديثه لمصراوي، أن هذه الدعوة لن تؤدي إلى أي تحسن في أوضاع الشعب الفلسطيني بشكل عام وأهل القدس بشكل خاص، ولن ترفع الظلم الواقع عليهم أو حملات الاضطهاد التي يتعرضون لها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الشعب الفلسطيني نفسه منقسم داخليًا بشأن دعوات زيارة القدس، فالبعض يرى أنها مهمة وتصب في صالحهم، بينما يرى آخرون أنها تأتي دعمًا لإسرائيل التي تبسط نفوذها بالقوة الجبرية على الشعب الفلسطيني وأراضيه.

وأضاف الدكتور حسن نافعة، أن هذه الدعوة أو غيرها لن تساهم في تغيير الوضع على الأرض، أو تتصدى لسياسة تهويد القدس التي تنفذها إسرائيل بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية.

وطالب نافعة، بضرورة أن يعتمد العرب على أساليب بديلة لدعم القضية الفلسطينية بعيدًا عن الزيارة، ومنها توجيه دعم مالي لمنظمة الأونروا لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين المشردين حول العالم، واقتراح آليات جديدة تمكن الشعب الفلسطيني من مواصلة صموده بوجه الاحتلال الإسرائيلي.

ومن حين لآخر يتجدد الجدل حول مقاطعة زيارة مدينة القدس المحتلة من عدمه، وهذه المقاطعة تعود إلى ما يزيد عن 40 عامًا منذ احتلالها ضمن الضفة الغربية في عدوان يونيه عام 1967، اعتراضًا على احتلال إسرائيل للمدنية كباقي مدن فلسطين.

وكان الجدل يتجدد دائمًا، ولعل أرز محطاته حينما دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، في مؤتمر الأزهر لنصرة القدس، لزيارة القدس، وهذه الدعوة لم تكن الوحيدة إذ سبقها دعوات أخرى لمسئولين فلسطينيين بزيارة المدينة المقدسة تأكيدًا على عروبتها، ولمنع الاحتلال الإسرائيلي من الانفراد بها ومواصلة تهويدها.

إعلان