"ألدو مانياتو".. الأوبرالي عاشق مصر قتيل المرض
كتب- محمد عاطف:
"عاشق مصر.. الأب الروحي لكل الأصوات الأوبرالية المصرية".. هكذا وصفت الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، ألدو مانياتو، أحد أشهر الفنانين الإيطاليين، الذي رحل عن عالمنا أمس، بعدما قضى جل حياته في القاهرة، على فترات متقطعة.
كانت زيارته الأولى لمصر عام 1965 ليقضي بين جدران دار الأوبرا القديمة بضعة أعوام إلى أن احترقت الأوبرا عام 1971، كما أكد "مانياتو" في فيلم "حرق دار الأوبرا" الوثائقي الذي أخرجه كمال عبدالعزيز، وبعد حريق الأوبرا الشهير، عاد إلى إيطاليا، ومازال حب القاهرة مشتعلًا في قلبه، إلى أن وجد الفرصة مواتية للعودة مرة أخرى بالتزامن مع افتتاح دار الأوبرا الجديدة في مقرها الحالي، وكان من أوائل الفنانين الذين وصلوا القاهرة مرة أخرى قبيل افتتاحها.
50 عامًا قضاها "مانياتو" بين جدران الأوبرا، عمل خلالها مدرب أصوات وقائدًا للكورال في دار الأوبرا القديمة والجديدة، وظل بها حتى أجبره المرض أخيرًا عن الابتعاد عن المسرح، ترك أثرًا واضحًا، لكل من تعامل مع دار الأوبرا عن قرب، سواء من المسؤولين أو من الفنانين أو حتى من الجمهور الذي دأب على أن يستمتع بالمقطوعات الموسيقية العالمية الفريدة التي تقدمها دار الأوبرا المصرية.
شارك المايسترو الإيطالي، خلال عمله في دار الأوبرا المصرية، بالعديد من الأعمال الضخمة والاحتفالات الكبرى، منها عروض أوبرا عايدة العالمية في الأقصر ومنطقة الأهرامات، ودرس البيانو والتأليف الموسيقي وقيادة الأوركسترا، وعمل في عدد من مسارح دور الأوبرا الإيطالية في باليرمو وفينسيا ومانتوفا، كما شارك في عروض فنية في عدد من دول العالم، منها الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا وهولندا.
بعد ثورة يناير، حاول البعض أن ينتزع مكان مانياتو، كما حدث مع الفنان اللبناني العالمي، وليد عوني، إلا أن طلبته وفنانوه الذين عملوا معه، وتتلمذوا على يديه، لم يمنحوا هذه الفرصة لهم، وظلوا متمسكين به.
فيديو قد يعجبك: