إعلان

"أضاحي القمامة".. هل تسبب خطرًا على صحة الإنسان؟

12:53 م الجمعة 09 سبتمبر 2016

أضاحي القمامة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

 

كتبت- عبير القاضي:

"إحنا غلابة والدولة مالهاش دعوة بينا ولا بتسأل عنّا، كمان المسؤول عن مقلب القمامة يتقاضى مبالغ شهرية منا للسماح بالدخول لإطعام الخراف والماعز"، يعترف عبدالله محمد، راعي أغنام، صراحة، أنه يدفع لصاحب مقلب القمامة مبلغا شهريا من أجل السماح لماشيته وأغنامه بالدخول والأكل من أكوام القمامة؛ فـ"الأعلاف غالية جدًا"، على حد قوله.

يضيف "محمد"، "رعي الغنم هوّ أكل عيشنا والناس بتخاف تاخد مننا الماشية بتاعتنا، فبعد ما يتم إطعامها ناخذها لمكان بعيد عن مقلب القمامة، حتى نوهم الناس أننا نطعمهم أعلافًا وليس قمامة، والكثير يصدق ذلك"، منوها إلى أن الكثير غيره من رعاة الأغنام المنتشرين في شوارع القاهرة الكبرى والجيزة يقدمون على نفس الفعل.

فمع اقتراب عيد الأضحى والانتشار الكثيف لمراعي الأغنام والماعز، التي قد تكون تتغذى على أكوام القمامة، دون أن تلتفت لها الجهات الرقابية؛ أجاب خبراء في الدين والصحة عن سؤال "ما مدى حرمانية وضرر هذه الأضاحي على الصحة العامة".

"حرام شرعًا"

يقول خالد عمران، مدير الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الأضحية لابد أن تكون فيها جانب للعبادة، لأنها سنه مشروعة ومؤكدة، وبالتالي فشروط الأضحية تتمثل في أن تكون مناسبة من ناحية اللحم ونفع الناس، وأن تكون خاليه من الأمراض، حتى لا تضر الفقراء.

يضيف عمران، "لا يصح أن نشتري أضحية منقول لها عدوى أو مشكوك أن بها أمراض، لأن الأساس في الأضحية أن تكون طيبة وطاهرة، لأن الله تعالى طيب لا يقبل إلا الطيب"، مشيرًا إلى أن من شروط قبولها أن تكون طاهرة ليس بها عيب أو أمراض.

يتايع مدير الفتوى بدار الافتاء، "الأضحية عبادة أمر روحي بين العبد وربه ويقول الله تعالي: كلوا من طيبات ما رزقناكم. وفعله ذلك بعلم منه يؤكد أنها ليس فيها إخلاص لله عز وجل"، لافتًا إلى أن للأضحية شروط لابد أن تتوافر فيها، منها أن يكون لحمها ودمها سليم خالي من الأمراض، وأن لا يذبح أمامها أي ماشية أخرى، فضلا عن استقبال القبلة والتسمية، وأهم شىء الرحمة بالحيوان.

يؤكد عمران أن "الأضحية التي تتغذى على القمامة" سلوك غير شرعي ولا يجوز مطلقاً، مكررا "الله طيب لا يقبل إلا الطيب".

"لا تسبب الأمراض"

وفي السياق ذاته؛ يقول محمد بيومي، عضو مجلس نقابة الأطباء البيطريين، إن تناول الماشية التي تتغذى على القمامة لا يسبب الأمراض مطلقًا، مشيرًا إلى أن القمامة معظم مكوناتها من الخيرات، ولا يمكن أن تنقل الأمراض للإنسان، لأن الخراف والماعز ينتقون ما يتناولون من أطعمة على عكس البقر والجاموس، من الممكن أن يأكلوا مسامير وأخشاب وأشياء من هذا القبيل.

ويوضح بيومي، أن رعاة الأغنام لا يعتمدون بشكل أساسي على مقالب القمامة، ولكنهم يلجؤون لها في منتصف اليوم أثناء بحثهم على زبائن فقط، بينما يطعمون أغانمهم وجبات يومية من العلف والخبز البلدي.

ويؤكد بيومي أن القمامة وحدها لا تزيد من وزن الغنم، وكل ما يتأثر به الخراف والماعز من تناولهم من مقالب القمامة، هو تكوين بعض أنواع الديان في جدار المعدة، ولكنها لا تؤثر على الإنسان بأي شكل من الأشكال لأنها تموت جميعها أثناء عملية الطهي.

ويشير عضو مجلس نقابة الأطباء البيطريين، إلى أن الماشية التي تأكل من القمامة، يظهر عليها بعض الأعراض الظاهرية، كالهزال والضعف العام، ولون الصوف، وتساقط الشعر وإصفرار العين، ويكون طعم لحمها مختلف عن تلك التي تُرعى بالعلف، لافتاً إلى أن الادارة العامة للطب البيطري، تقوم بعمل إرشادات للمواطنين وحملات توعية مكثفة عن طريق المنشورات ومواقع التواصل الاجتماعي"فيسبوك" و"تويتر"، كما أن هناك تطعيمات دورية مجانية للماشية بشكل عام ضد الديدان والحمى القلاعية.

"تأثر على اللحوم"

من جانبه، يقول علاء الطحان، وكيل معهد بحوث الإنتاج الحيواني، إن مشكلة القمامة، أن بها مخلفات الأسمدة والمبيدات، وعندما تتناولها الأغنام؛ تتراكم تلك المخلفات في الكبد، مما يؤثر على اللحوم بشكل عام، لأن أغلبها "عناصر ثقيلة"، لافتًا إلى أن الأمراض التي تصيب الحيوان لا تظهر خارجياً للمواطنين غير المتخصصين.

يضيف الطحان، "المتخصصون يمكنهم معرفة إذا كانت الأضحية تتناول من القمامة أم تعلف بشكل جيد"، مؤكدًا هو الآخر على أن المشاكل التي تعاني منها الماشية والأغنام التي تتغذى على القمامة "إصفرار العين وسقوط الشعر وعدم الاتزان في السير ومشاكل في الجلد الخارجي".

ويؤكد وكيل معهد بحوث الإنتاج الحيواني، أن المعهد بالرغم من أنه غير معني بحملات التوعية، إلا أن هناك قسما للإرشاد داخل المعهد، كما أن هناك دورات تدريبة يقوم بها المعهد لنشر ثقافات مختلفة.

بينما رفض سامي طه نقيب البيطريين السابق، التعليق على ظاهرة "أضحية القمامة" معلنًا "لا يجوز تناول هذا الموضوع الخطير من خلال وسائل الإعلام، لأنه يُرهب المواطنين من شراء الأضحية".

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان