بعد شهر من الدراسة - أولياء الأمور: "مفيش كتب".. والتعليم: الدولار السبب - (تقرير)

07:05 م الأحد 23 أكتوبر 2016

الدكتور الهلالي الشربيني

كتبت - ياسمين محمد:

"دراسة بلا كتب" هاشتاج دشنه أولياء الأمور، عبر صفحات التواصل الاجتماعي، مستنكرين عدم استلام أبنائهم لبعض الكتب حتى الآن، رغم تأكيدات الدكتور الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، على تسليم الكتب المدرسية لجميع الطلاب قبل بدء العام الدراسي.

إعلان

يقول خالد صفوت منسق رابطة أولياء أمور المدارس الخاصة، إن هناك نقصًا في الكتب الدراسية، حيث لم يتسلم الطلاب الكثير من الكتب، رغم مرور شهر كامل على بدء الدراسة، واقتراب موعد امتحانات منتصف الفصل الدراسي "Mid term".

وكانت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، قد أصدرت بيانًا قبل عشرة أيام، تؤكد فيه، انتهائها من طباعة وتوريد 95% من كتب التعليم العام، و96% من كتب التعليم الفني، و99.5% من كتب اللغات.

وعلق صفوت على بيان الوزارة، مؤكدًا أنه غير صحيح، فهناك نقص حقيقي في الكتب المدرسية خاصة بمدارس اللغات، فلم يتسلم الطلاب بمختلف المراحل، كتابي الرياضيات والعلوم باللغة الانجليزية والفرنسية "بالنسبة لطلاب المدارس القومية التي تدرس باللغة الفرنسية" حتى الآن.

وأضاف أنه بالنسبة لمدارس التعليم العام التي تدرس باللغة العربية، فهناك عجز في كتب "التربية الدينية – اللغة الإنجليزية – الدراسات الاجتماعية – اللغة العربية – الكيمياء - الأحياء"، ولكنه يختلف بين المحافظات والإدارات التعليمية، وليس عجزًا كليًا.

وللتغلب على الأزمة يتجه بعض الطلاب لطباعة الكتب على تكلفتهم الخاصة، أو شراء الكتب الخارجية، فيقول حازم حامد منسق اتحاد معلمي مصر، إن الطلاب يضطرون لطباعة الكتب التي لم يتسلموها على تكلفهم الخاصة، مشيرًا إلى أن تكلفة طباعة الكتاب الواحد تصل إلى 80 و90 جنيهًا.

ويضيف حامد، أن هناك بعض الطلاب الذين لا يستطيعون تحمل تكلفة طباعة الكتب، ما يجعل المعلم غير قادر على تكليفه بأي واجبات، سواء مذاكرة ما تم دراسته، أو التحضير.

وتابع إيهاب زكي، بأن تأخر وصول الكتب لبعض الطلاب، أدى إلى اعتماد أولياء الأمور على الكتب الخارجية، التي تحمل الأسرة أعباءً إضافية، ولا تستطيع بعض الأسر شرائها، مستنكرًا تصريحات الوزارة بشأن وجود الكتب بصيغة الـ"PDF" على موقعها الرسمي، قائلًا: "بعض المناطق بالمحافظات لا يوجد بها انترنت".

وعلى الجانب الآخر، قالت مروة محمد إحدى أولياء الأمور بمنطقة حلوان، إن ابنيها تسلما الكتب المدرسية كاملة خلال الأسبوع الأول من الدراسة.

التعليم تعترف

من جانبه اعترف عبده عبد الشافي مدير عام شؤون الكتب بوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، بوجود عجز بالكتب الدراسية، موضحًا أن العجز بكتب اللغات خاصة.

وأوضح عبد الشافي أن الوزارة سلمت كافة الكتب التي طلبتها المديريات التعليمية وفقًا للحصر الذي أجرته لأعداد الطلاب، مع بداية العام الدراسي، إلا أن قطاع الكتب تلقى حصرًا جديدًا من المديريات التعليمية في 18 أكتوبر الجاري، وتعمل المطابع حاليًا على إنجازه بحيث يتم توريده خلال الأسبوع الجاري.

ومع اشتعال أزمة الدولار، التي أثرت على العديد من المجالات، بعد وصول سعر صرفه في السوق السوداء إلى 15.80جنيهًا، رغم استقراره في المعاملات البنكية على 8.88 جنيهًا، كان للكتب الدراسية نصيبًا من الأزمة.

فيؤكد مدير عام شؤون الكتب، أن أزمة ارتفاع سعر الدولار أثرت كثيرًا على طباعة الكتب، حيث طالبت المطابع وزارة التربية والتعليم بمبالغ إضافية، قائلًا: "من الصعب أن تستجيب الحكومة لمطالب المطابع لأن العقد المبرم بينهم وبين الوزارة في شهر يناير الماضي أي قبل ارتفاع سعر الدولار، حدد سعر الورقة بـ29.5 مليمًا، والعقد شريعة المتعاقدين".

وأكد مدير عام شؤون الكتب أن المطابع لم تتوقف عن طباعة الكتب رغم ذلك، لشروط ينص عليها العقد لا يمكن مخالفتها.

وأضاف أن أزمة الدولار قد تؤدي إلى عجز في طباعة الكتب خلال الفصل الدراسي الثاني والأعوام المقبلة -في حالة استمرارها- حيث يوجد عجز شديد في صناعة الورق، ولا ينتج مصنعي "قنا وإدفو" سوى 40 ألف طن سنويًا، في الوقت الذي تستهلك فيه الوزارة 250 ألف طن من الورق، موضحًا أن الدولة كانت تستورد ما يفوق قدرة المصنعين، ولكن بعد وصول الدولار في السوق السوداء إلى 15.80 جنيهًا، ستتضاعف الأسعار.

وقال عبد الشافي إنه رغم ذلك، بدأت الوزارة في طباعة كتب الفصل الدراسي الثاني، ووصل إلى مخازن الوزارة بعض الكتب التي سيتم توريدها إلى المديريات التعليمية بعد الانتهاء من الطباعة.

إعلان