إعلان

" إرهابيون": فتاوى الجماعات المتطرفة تنم عن ضحالة فكرية

10:39 ص السبت 11 يوليه 2015

دار الإفتاء المصرية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمود علي:

أطلق مرصد التكفير التابع لدار الإفتاء المصرية العدد الأول من نشرة "إرهابيون.. قراءة تحليلية في فكر الجماعات الإرهابية" والتي تُعنى برصد وتحليل فكر وجرائم الجماعات الإرهابية محليًّا ودوليًّا وعالميًّا، وذلك استمرارًا لدوره الرائد في محاربة الأفكار المتطرفة والتكفيرية التي تصدر عن الجماعات الإرهابية

وأكد الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية، أن النشرة تأتي استكمالاً لجهود مرصد الفتاوى المتشددة والتكفيرية في دراسة العقلية الإرهابية المتشددة وتحليلها من كافة جوانبها، وتتبعًا لكل ما يصدر عنها من جرائم وشبهات وفق قراءة تحليلية معتبرة؛ حيث ترصد "نشرة إرهابيون" تلك الشبهات والجرائم على مدار الساعة في وسائل الإعلام المختلفة، وتقوم بتحليلها من خلال تناول رؤى الكتاب والمحللين وعلماء الدين، لتفنيد كل آرائهم والرد عليها.

وتعتمد النشرة آلية الرصد والمتابعة والتحليل لأكثر من 50 فصيلاً متطرفًا في أنحاء العالم تأتي في مقدمتهم "داعش" وأنصار بيت المقدس وولاية سيناء وبوكوحرام وغيرها من الجماعات المتطرفة.

وقد ألقى العدد الأول من "إرهابيون" الضوء على جرائم وانتهاكات الجماعات المتطرفة، وحصر كافة جرائمهم التي تنوعت بين القتل والتفجير والتفخيخ، إضافة إلى هدم دور العبادة من مساجد وكنائس ومعابد؛ حيث أكدت أن هذه الأفعال لا يمكن أن تصدر عن أناس يدعون زورًا أنهم يمثلون دينًا هو بالأساس يحرم الاعتداء على دور العبادة.

ورصدت "إرهابيون" مجموعة من الفتاوى الخاصة بتلك الجماعات بمناسبة حلول شهر رمضان الكريم، والتي تحتوى على فكر متطرف لا يمت للشرع الحنيف؛ حيث حرمت داعش خروج المرأة من المنزل في رمضان، وضرورة إغلاق المحال التجارية في العشر الأواخر من رمضان لأجل الاعتكاف، وأن من يكره داعش فصومه غير مقبول، كما حرمت العمل في العشر الأواخر من رمضان، وهذا يدل على ضحالة العقلية المتطرفة التي تعادي العمل والبناء اللذين حثَّ عليهما الإسلام، وتبين مدى تعاملها العنيف لكل من يختلف معهم حتى لو كان في الرأي فيكون عقابه إما الجلد أو الضرب وربما وصل الأمر إلى القتل.

وكشف المرصد في "إرهابيون" أن الجماعات المتطرفة تنفذ خططها وسيطرتها على البلاد من خلال غرس الخلاف والفتنة الطائفية والمذهبية بين أبناء الأمة لإشاعة جو من الفوضى والتشكيك وعدم الثقة، فتلك الجماعات تحقق نجاحات فقط في مناطق التواطؤ والخيانة وتفشل أمام قوة عسكرية محترفة منضبطة، وعليه فإن الجهود العسكرية من قبل التحالفات تؤتي ثمارها وتحصد أرواح الجماعات المتطرفة.

وبيَّن مرصد الفتاوى المتشددة والتكفيرية في نشرته أن تلك الجماعات ليس من أولوياتها تطبيق الشريعة، فهذا ستار لها، وحقيقتها أنها تُستخدم كأذرع لدول تنفذ مخططاتها مستخدمة ما أحدثته الثورات من فراغ في تلك الدول، ونصحت النشرة بضرورة القضاء على الطائفية والمذهبية لتفويت الفرصة عليهم، وتوحد الجبهات الداخلية والخارجية.

وأرجعت النشرة أسباب توغل هذه الجماعات في بعض البلاد إلى سيطرتها على مناطق حيوية بها نفط وموارد أخرى تضمن لها الدعم المادي والتمويل الجيد، بالإضافة إلى أنها ابتكرت طرقًا وأساليب جديدة لجمع المال بجانب تهريب النفط والآثار بالابتزاز والخطف وطلب الفدية لتمويل أنشطتها، متجاوزة إجراءات الرقابة والرصد المتزايدة التي تفرضها وكالات الاستخبارات الدولية.

كما كشفت "إرهابيون" أن داعش ومن على شاكلتها تتبنى سياسة غاية في الخبث من أجل التوسع وفق استراتيجية تقوم على أمرين؛ الأمر الأول تجنيد الأجانب من أوروبا وغيرها إلى صفوف مقاتليها، واستمالة بعض القيادات الأمنية والعسكرية والمخابراتية من منظومات أخرى، مثل انضمام قائد "القوات الخاصة" في الشرطة الطاجيكية إليها للاستفادة من خبراتهم. والأمر الثاني تجنيد أفراد لها في الدول العربية للقيام بأعمال تفجيرية لخلق حالة من الفوضى في تلك البلدان وإشغالها بأمورها الداخلية عن محاربتها والوقوف في وجه توسعاتها.

وكشفت "إرهابيون" عن خطورة تجنيد هذه الجماعات للأطفال معتبرة أن ما تقوم به هو جرائم ضد الإنسانية يجب الوقوف ضدها فهم أمل الغد ولا ينبغي أن يستغل في القتل والذبح والتفجير إنما في العمل والبناء.

واختتمت إرهابيون عددها الأول بمجموعة من التوصيات أهمها القضاء على الطائفية والمذهبية، التي تعتبر الداعم الأول للجماعات الإرهابية، وضرورة المواجهة الفكرية لتلك الجماعات وبيان فساد منهجها، والتوعية الجيدة للشباب، فهم أمل الأمة،وعليهم يكون البناء، ولا بد من التأكيد على فكرة توحد كافة الدول لمواجهة إرهاب تلك الجماعات لأنها لا تعترف بالحدود الجغرافية، فالمواجهة العسكرية لابد أن تسير في خط متوازٍ مع المواجهة الفكرية.

فيديو قد يعجبك: