النقابات المستقلة تنتفض ضد الحكومة بسبب "الكتاب الدوري" ( تقرير)

كتبت - نورا ممدوح :

تشهد النقابات المستقلة الفترة الحالية حالة من الغليان بعد ما وصفوه بالهجمة الشرسة التي يوجهونها، عقب صدور الكتاب الدوري الصادر عن مجلس الوزراء بشأن توجيه الاتحاد العام لنقابات عمال مصر لمواجهة النقابات المستقلة وعناصر الإثارة بينهم - وفقاً لما جاء بالكتاب الدوري.

ما هو الكتاب الدوري؟

وكان لاتحاد العمال الخطوة الأولى للإعلان عن هذا الكتاب الدوري الصادر عن مجلس الوزراء، وسط ترحيب كبير من قياداته، والذي جاء فيه أنه في ضوء متابعة محاولات إثارة القطاع العمالي واستغلال المواقف والقرارات والقوانين المنظمة لأحوال العاملين بالدولة وردت توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بأهمية الالتزام بالتواجد الموحد الذي يقره مجلس الوزراء توحيدا لسياسة التعامل بالأمور المالية المتعلقة بالقطاع العمالي بالشركات المتماثلة بمختلف الوزارات

كما تضمن الكتاب، قيام الوزارات المعنية بالتنسيق مع الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، لمساندته في تحقيق مكاسب العمال المشروعة تفعيلا لدوره بالأوساط العمالية في مواجهة النقابات المستقلة والعناصر الإثارية بينهم من خلال تنظيم لقاءات شهرية مع قيادات الاتحاد والنقابات العامة النوعية للرصد المبكر للمشاكل والتشاور في حلها من خلال الزيارات الميدانية للمواقع العمالية وإبراز ذلك إعلاميا ترسيخا لاهتمام الحكومة بالمشاكل العمالية.

وشمل الكتاب، دراسة عقد لقاء موسع يضم قيادات الصف الثاني والثالث بالوزارات والهيئات والمحافظات والشركات لتبصيرهم بأبعاد المرحلة والانجازات التي تحققت تحفيزا لدورهم خلال المرحلة القادمة باعتبارهم عصب العمل التنفيذي - بحسب الاتحاد.

وهو ما رحبت به قيادات الاتحاد العام لنقابات مصر، واعتبروه حل للمشكلات العاجلة والتي تحتاج إلى حل فوري دون اللجوء إلى إغلاق الشركات وتشريد العمال، كما أنهم سيقومون بإعداد قائمة بجميع المشكلات على الساحة العمالية الان لمناقشتها ووضعها في الاعتبار لرفع كفاءة الإنتاج

النقابات المستقلة تنتفض

أبدت عشرات النقابات المستقلة في مختلف المحافظات، غضبهم واستيائهم من هذا الكتاب الدوري، واعتبروه عدم اعتراف بهم وتناقض مع حق العمال في إنشاء نقابات بحرية تدافع عن حقوق العمال وتعمل على تنفيذ مطالبهم. 

ومن جانبه استنكر كمال عباس، منسق دار الخدمات النقابية والعمالية، موقف رئيس الوزراء من مشاكل العمال قائلا " إنه عندما تحدث عن مشاكلهم قال نواجه النقابات المستقلة" وهو ما يعتبر هجوم عليها ولابد من التحدث مع ممثلي العمال الحقيقين الذين يدافعون عن حقوق ومصالح العمال.

وأكد عباس، أن هذا الكتاب سيضع العراقيل أمام النقابين وسيوقف إنشاء النقابات الجديدة، ويتسبب في الضغط على القيادات العمالية، مؤكدا أن إصدار مثل هذا الكتاب فهو إدانة للحكومة التي تظهر الآن بمظهر غير ديمقراطي وأنها لا تسعي لحل مشاكل العمال بالتعاون مع ممثلي العمال الحقيقيين، وأنه لم يوقف الإضرابات والاحتجاجات العمالية، فإنه تم تنظيم 14 اضراب منذ صدوره وهو بذلك لم يؤثر بشيء.

لفت إلى أنهم متمسكون بإصدار قانون الحريات النقابية لإنشاء نقاباتهم بحرية وممارسة المراقبة المالية والأداء العام، ولابد من إصداره بشكل يتوافق مع الدستور المصري ومن ثم نضع أقدامنا على لطريق الصحيح، مشددا على أنه سيتم وضع خطة للتحرك للتصدي على التنكيل بقيادات النقابات المستقلة والتضيق عليهم، ومحاولات إفشال الحركة النقابية.

أول رد فعل

قررت العشرات من الاتحادات والنقابات العمالية المستقلة، تقديم مخاطبات لرئيس الجمهورية والوزراء وتوضيح أهمية تعديل الكتاب الدوري للحكومة لأنه يعتدي على الحريات النقابية وفق الاتفاقيات الدولية التي تعطى للعمال حقوق في التنظيم النقابي.

كما قررت النقابات، تشكيل لجنة ممثلة لكل النقابات المستقلة متنوعة بين المجالات والمحافظات لتنعقد سريعا لبحث الضغط الإعلامي والاحتجاجات، وتأسيس صفحة لتعريف الناس بدور النقابات المستقلة ومدى اختلاف رواتب العاملين في كل القطاعات قبل وبعد انشاء هذه النقابات، ومدى دستوريتها وقانونيتها. 

واعتزمت الاتحادات المستقلة، تنظيم وقفة احتجاجية أمام مجلس الوزراء للتعبير عن موقف النقابات المستقلة، والاعتراض على الكتاب الدوري وسيتم الإعلان عن موعدها، ومن ثم عقد مؤتمر عام لزيادة التصعيد والتسخين ضد موقف الحكومة المعادي للنقابات المستقلة.

كما سيتم تقديم بلاغات للجهاز المركزي للمحاسبات والنائب العام لفضح الفساد المستشري في الاتحاد الحكومي والنقابات العامة.