إعلان

الأسواني يتحدث في ندوة ''مصراوي'' عن ''نادي السيارات'' و''تمرد'' و30 يونيو

11:51 ص الأحد 16 يونيو 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - أحمد حجي وهبة البنا:

حل الأسواني ضيفا على مصراوي أمس السبت بمقر الموقع في بالمعادي.. في واحدة من ندوات مصراوي الثقافية، وتحدث من خلالها عن روايته الأخيرة التي طبع منها ثلاث طبعات قبل مرور شهر على صدورها، كما حدثنا عن توقعاته حول سيناريوهات 30 يونيو وسقوط الرئيس.

الوصول للإبداع

كان الأسواني قد تطرق في الفصل الأول لروايته الجديدة نادي السيارات لاعتماد بعض المبدعين على مخدر الحشيش ظنًا منهم أنه بإمكانه أن يأخذهم إلى حالة من الصفاء الذهني التي تشجعهم على الإبداع، ولكنه أكد خلال حديثه أن المبدع بإمكانه أن يصل لتلك المساحة من الصفاء النفسي حسبما تعود أن يصل إليها ضاربًا المثل على نفسه بأنه يفضل دائمًا الشروع في الكتابة في الصباح الباكر.

الإنسانية أولا

وانتقد الأسواني أسلوب البعض في تكرار مصطلح ''الغرب'' على اعتبار أنه طرف آخر يختلف عنا في كل الأمور، مدللًا على ذلك بأن المظاهرات التي خرجت في دول أوروبية مثل إسبانيا وإنجلترا اعتراضًا على الغزو الأنجلوأميركي للعراق كان عددها أكبر من مثيلاتها في العالم الإسلامي في إشارة منه إلى أن هذه المظاهرات خرجت فقط من أجل إرساء معاني الإنسانية وليس لتبني موقف سياسي بعينه.

وأضاف الأسواني أن الغرب ليس كله شيء واحد فقد تلقى العلم على أيدي أساتذة كثيرين اختلفت دياناتهم ومعتقداتهم ما بين مسلمين ومسيحيين ويهود وملحدين قائلًا: ''ليس بيننا وبين الغرب أي فرق بل إننا حينما نوضع في ظروف مشابهة لظروف المواطن الأوروبي نخرج بنفس النتائج بل ومن الممكن أن نصبح أفضل منهم''.

وذكر الأسواني أنه قد عثر على وثيقة في صورة رسالة بعثها أحد الأمراء الأوروبيين لأمير أندلسي يطلب منه تعليم مجموعة من الأمراء والأميرات الأوروبيين أصول الأدب والذوق لأن التخلف قد طال البيت الملكي لهذا الأمير مشددًا على أن الجاحظ وهو كاتب عربي شهير ينتمي للعصر العباسي قد كتب دراسة أسماها آداب الملوك والأمراء كانت أساسًا لفن الأتيكيت الذي قدمه الفرنسيون بعدما أرساه الجاحظ في كتبه بسبع قرون''.

الزواج في مصر تحول لمشروع

أكد الأديب العالمي أن المرأة المصرية لم تستطع الخروج عن عقلية ''الحريم''، بمعني أنه لا يتصور أحد نجاح إمرأة إلا إذا تزوجت ''جوازة حلوة'' ويعتبر البعض تلك الزيجة مشروعًا تسعى كل الأسرة لتحقيقه خاصة في الطبقات المتوسطة، مدللًا على ذلك بما يحدث خلال حفلات الزفاف والمناسبات العامة من تجهيز للبنات اللائي يكن في سن الزواج لعملية ''صيد العرسان''.

لكن في الوقت نفسه أبدى الأسواني إعجابه بما وصفه بالطفرة التي حدثت في عقلية شباب مصر الذين نزلوا وثاروا على نظام الرئيس السابق حسني مبارك بقوله: ''هؤلاء الشباب لم ينلهم الفساد الفكري الذي طال معظم الأجيال التي سبقتهم''.

لا إساءة للنوبيين

رد الأسواني على اتهامات البعض له بأنه قد أساء إلى النوبيين بين سطور روايته الأخيرة بعرضه شخصية ''الكو'' وهو خادم الملك النوبي المستبد، قائلًا: ''الرواية لا تحمل أي إساءة للنوبيين لأن المستبد كان نوبيًا ومن تحملوا الاستبداد كانوا نوبيين، والأبطال الذين قاموا بالثورة على المستبد كانوا أيضًا نوبيين''.

الخلافة الإسلامية لم تتواجد أصلا

قال الأسواني أنه في أوقات كثيرة لا يكون واضحًا لدى عوام الناس ما هو الفارق بين الإسلام والإسلام السياسي نظرًا لأن هناك بعض الناس اتخذت من الإسلام نموذجًا للحكم وطريقة للوصول إليه وتمثل تلك مشكلة لفهم الواقع السياسي المصري الذي تسيطر عليه تيارات تنتمي للإسلام السياسي منهجًا وفكرة.

وتطرق الأسواني إلى مفهوم ''الخلافة الإسلامية'' التي وصفها بأنها لم توجد من الأساس حتى تعود قائلًا: ''الخلافة الإسلامية في التاريخ الإسلامي كله لم يكن لها نظام حكم متكامل باستثناء 31 سنة هي فترة حكم الخلفاء الراشدين وعمر بن عبد العزيز وهذا لأنهم شخصيات فذة أما في باقي فترات حكم الأمويين والعباسيين لم تكن خلافة إسلامية ولكنها كانت إمبراطورية مترامية الأطراف والتاريخ الإسلامي يذكر ما فعله الحصين بن نمير السكوتي وهو من قادة جيش يزيد بن معاوية حينما قذف الكعبة بالمنجنيق لقتل عبد الله بن الزبير''.

وأضاف أن أصحاب المشروع الإسلامي لا يقرأون في التاريخ ولا في أي شيء وهم فقط يعيشون في وهم الخلافة كما يعيش ذوو الميول الاستعمارية دائما في حلم عودة إمبراطورياتهم البائدة.

وقال إن فكرة المسئولية الجماعية هي فكرة ''قبلية'' وليست فكرة حضارية، وطالب من يدعون باستعادة الأندلس والقدس، أن يستعيدوا السولار أولا.

جماعة ''فاشية''

وتحدث حول حكم الإخوان المسلمين قائلا إن خطورتهم لا تكمن في كونهم يتقلدون السلطة، وإنما هذا أقل شيء خطورة، فالفكرة أصلا ''فكرة الخلافة الإسلامية'' فكرة فاشية مدمرة، إلا أنه قال إنها في أفول وستندثر قريبا ككل الأفكار المتطرفة حتى وإن استمر الإخوان في الحكم.

وعن السيناريوهات المتوقعة خلال الفترة القادمة، قال الأسواني إن جدوى إجراء انتخابات برلمانية في هذا التوقيت ليست فعالة، فهو يرى إن الإخوان المسلمين سيجرون الانتخابات بنفس آليات نظام مبارك الأمني، لأنه من وجهة نظره ذات الجهاز لم يتغير.

''سحب الثقة'' وسيلة دستورية

وأشاد الأسواني بحركة تمرد منذ الفكرة، قائلا إنها فكرة عظيمة وأنها هي من سيستعيد سطلة الثورة التي سلبت منها يوم 11 فبراير 2011، متنميا أن لا تحدث سيناريوهات وطنية يوم 30 يونيو، وسط الدعوات بالخروج للتظاهر في هذا اليوم.

وقال إن قوة تمرد تكمن في شكلها التي يتسق مع القانون والدستور، فهي تطعن في شرعية الرئيس بسحب الثقة وهي وسيلة دستورية معروفة، مؤكدًا ''المفروض المحكمة الدستورية هي التي تثتوثق الاستمارات دي ولا أعول كثيرا على قضاتها ولكني اتمنى أنهم يأخذون هذا الموقف التاريخي''.

وقال إنه يرى أن ''تمرد'' لا تفرق بين ثوري و''فلول'' فهي لا تكشف عن اتجاهات أو هوية من يوقع على استمارتها، فهي لجميع المصريين، كما أنه مع العزل السياسي لمن استفادوا من النظام السابق، وليس للشعب العادي وإن كان مؤيدا لنظام مبارك.

وأشار إلى رفضه التام عودة المجلس العسكري للحكم تحت أي ظرف من الظروف، مضيفا أن الجيش وظيفته حماية الوطن والمحافظة على سلامة أراضيه ''لما الجيش يعمل كده مش هنعمله تمثال دي وظيفته''.

واستكمل الجيش نزل في بورسعيد لمنع انهيار الدولة نزول الجيش لو الموضوع وصل لجرائم في الشارع لازم ينزل عشان دا واجبه.

إخراس للمبدعين اليساريين

وقال الأسواني ''السياسة فن الممكن والثورة تتعامل مع أحكام، لكن لو ترك الإخوان في النظام لانتهاء الأربع سنين الأربع سنين دول لو حضرتك سبتهم لن يتبقى لك ما تتصارع عليه، ففرنسا مثلا رئيسها اشتراكي جاب الوزراء كلهم اشتراكيين، وهكذا سيفعل الإخوان، لكن في صورة مناداه بالتطهير يتحول في الواقع إلى أخونة، مثلما حدث في القضاء ويحدث الآن في وزارة الثقافة''.

وزارة الثقافة فاسدة انما هو جايب الشخص دا عشان يخرس طبقة من المبدعين والمثقفين كلهم يساريين، فكل مرة يرفع شعار من شعارات الثورة يفرغه من مضمونه ويقلبه لصالحه النظام القضائي قطعا محتاج إصلاح وكذلك الثقافة لكن المناداة بإصلاحهم حق يراد به باطل''.

واختتم الأسواني حديثه قائلا: ''إنه لن يحدث تغيير في البلد إلا إذا حكم البلاد من صنعوا الثورة''.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان