إعلان

"النول لو اتساب يدوب".. كيف أثر كورونا على الأعمال اليدوية والأسر المنتجة؟

03:38 م الثلاثاء 07 يوليه 2020

الأعمال اليدوية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت– شيماء حفظي:

تهدد تداعيات أزمة كورونا، بوقف "أصوات النول" في مشغل الأعمال اليدوية، بسبب توقف المبيعات وإلغاء المعارض، والاضطرار لتسريح العمالة الماهرة.

وفي مارس الماضي، أعلنت الحكومة منع إقامة المعارض والتجمعات، ضمن إجراءات مكافحة انتشار فيروس كورونا، ما أثر على أصحاب الحرف اليدوية، التي تعتمد في بيعها بشكل أساسي على هذه الفعاليات.

ويصل عدد الأسر المنتجة لنحو 2.9 مليون أسرة منذ نشأتها، ويرتفع عددها سنويا بمعدل يتراوح بين 11 و12 ألف أسرة، تنتمي لنحو 27 جمعية أسر منتجة، و71 مركزا مهنيا و432 مركز تدريب، بحسب بيان من وزارة التضامن يناير الماضي.

وفي ظل تحديات متنوعة، يضطر أصحاب "النول" للعمل به للحفاظ عليه، فيما اضطرت عاملات بالتطريز والخياطة إلى تغيير نشاط عملهن والاتجاه لـ "خدمة المنازل" كعمل بديل لتوفير دخل.

يقول صلاح السوهاجي ""بقالنا 4 شهور حالنا يعلم به الله وحده، لولا الوظيفة مكنش الواحد يبقى مستور، واللي عنده بيت بيحاول يمشي أموره، لكن بنشتغل على النول علشان لو اتساب يدوب.. لازم نلف بكرة الخيط".

يعمل صلاح، وإخوته الخمسة في أعمال النول اليدوي (كوفرتات وأطقم السفرة والملايات)، وهي صناعة متوارثة في عائلته السوهاجية منذ التسعينات، وفي حين يملك هو وظيفة في وزارة التربية والتعليم، ضمن تعيينات الأشخاص ذوي الإعاقة، لا يملك إخوته أي مصدر رزق بخلاف الأعمال اليدوية.

"النول ده وارثينه أبا عن جد، العيلة كلها بتشتغل فيه، والشغل حسب التساهيل، فيه كوفرته تخلص في يوم أو أكتر.. ملناش غير المهنة دي لكنها عاوزة إمكانيات".

كورونا وقفت الحال

تسببت أزمة كورونا، في توقف جميع المعارض، سواء الداخلية أو الخارجية، والتي يعتمد عليها مئات الأسر المنتجة في كسب رزقهم.

تقول نجلاء محمد، مسؤولة تسويق في "موتيفة" وهو مشروع لخدمة ودعم الحرفيين بالتل والكروشيه والتطريز، إن مبيعات الأعمال اليدوية تعتمد بشكل أساسي على المعارض التي تنظمها وزارتي التضامن والاستثمار.

"كان فيه معرض يتم في شهر مارس لكنه ألغي بسبب كورونا، كنا نجهز لمعرض دولي في إيطاليا لكنه اتلغى أيضا، كما منعت الأيام التي كانت تخصص للبيع التي تعرف بالأوبن دايز"، بحسب نجلاء.

وأضافت"حركة البيع تأثرت بشكل كبير، خاصة وأن هذه المنتجات ليست من السلع التي تلقى رواجا عبر منصات التواصل أو البيع أون لاين أو حتى المحلات التجارية، ويعتمد زبونها على روادي المعارض".

يقول صلاح، "كنا بنبيع شغلنا لناس تاخده توديه المعارض، وكمان الزوار لبلدنا كانوا يشتروا وكان أهل البلد يشتروا لقرايبهم أويجيلنا زبائن من بحري، لكن كل ده وقف بسبب كورونا، عندنا شغل من شهر 9 متباعش وفيه حاجات ليها سنة".

وترتبط مبيعات الأعمال اليدوية، بالمعارض، لأنها ليست سريعة الاستهلاك والتبديل، كما أن أسعارها مرتفعة.

"الهاند ميد أسعاره مرتفعة لأنه بياخد مجهود، مش كل الناس بتفهم ده، وكمان القطعة اللي بتتنفذ مش هتكون موجود منها كتير وأحيانا بتتعمل بالطلب، علشان كده زوار المعارض بيكونوا فاهمين ده ورايحين علشانه"، بحسب نجلاء.

وتضيف "المعارض بيتجهز لها قبلها بـ 6 شهور تقريبا، لأن الهاند ميد بياخد شهور في التنفيذ، فلما الدنيا وقفت ضاع المجهود ده من غير مقابل، وبسبب الأزمة مفيش حد عارف يشتري خامات".

تسريح عمالة

يتضمن مشروع "موتيفة" 30 مجموعة ترأسها مصممات، وتتضمن هذه المجموعات نحو 150 سيدة، تعمل في أعمال التُلّي، وتعتمد بشكل أساسي على هذا العمل كمصدر للدخل.

تقول نجلاء إن المجموعة بينها "سيدات متزوجات، لكن أزواجهم من العمالة اليومية، ناس كتير فاتحة بيوتها من الشغل ده، وفعلا اتأثروا، حاولنا تعويضهم من خلال تقديم دعم ومساعدات في رمضان".

"الواحدة كانت بتاخد أجرة ايديها في الشال مثلا 100 جنيه أو 150 جنيه، لما تعمل شالين في الشهر، ده مبلغ كويس ليها كسيدة عايشة في قرية بيساعد، فيه بنات دخلها كان بيوصل لـ 800 جنيه شهريا" بحسب نجلاء.

اضطر صلاح أيضا، للاستغناء عن "صنايعية" كانوا يعملون لديه، بسبب توقف البيع، وعدم قدرته على توفير سيولة مالية.

يقول صلاح، إنه يعمل بنفسه على النول بمساعدة أولاده "في مثل هذه الظروف مع توقف البيع، لا يمكنه تحمل يومية عامل تتراوح بين "60 إلى 80 جنيها" للفرد الواحد.

"إخوتي أيضا يعمل كل واحد في نوله، لا أحد يستطيع تحمل صنايعي بيومية من غير بيع، كفاية مصاريف الشغل نفسها" بحسب صلاح.

يستلزم العمل اليدوي لإنتاج كوفرته، شراء قطن مصري (غالبا ما يشتريه صاحب المشغل بالكيلو) ويستلزم إنتاج قطعة واحدة بين 70 إلى 150 جنيها فقط لشراء القطن.

خطر مستقبلي

يواجه صاحب المشغل، أزمة مزدوجة فيما يتعلق بالعاملين لديه، فإما أن يحافظ على وجودهم، ويضطر إلى دفع يومياتهم بشكل متواصل حتى وإن لم يكن هناك عمل أو طلبات، أو يتوقف عن دفعها ويتعرض لخطر فقدهم بعد عودة البيع.

تقول نجلاء :"الصناعة محتاجة حرفي شاطر ولازم تحافظ عليه، صاحبة مشغل لديها 200 عاملة، اضطرت لدفع يومياتهن لفترة، لكنها لم تستطع الاستمرار في ذلك، نتيجة عدم وجود إيرادات".

"الظرف صعب على كل المستويات، فيه ناس بتحاول تغير شغلها وتدور على حاجة تاني مثل الخدمة بالمنازل، خاصة السيدات المعيلات" بحسب نجلاء.

فيديو قد يعجبك: