إعلان

"شد الحزام".. كيف تعاملت 3 أسر مصرية مع ضغوط كورونا الاقتصادية؟

11:44 ص الثلاثاء 07 يوليه 2020

أرشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- دينا خالد:

دفعت تداعيات فيروس كورونا 3 أسر مصرية إلى البحث عن فرص أخرى للقمة العيش بعدما تضرر دخلهم، فكان البحث عن عمل جديد أو التفكير في حيلة لكسب الرزق، هو السبيل الوحيد لتحدي البطالة والفقر.

وتسببت أزمة كورونا، في تداعيات اقتصادية كبيرة على الأسر المصرية، حيث أظهرت دراسة للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ، أن 26.2% من الأفراد المشتغلين فقدوا عملهم نهائيًا بسبب كورونا.

وأشار الجهاز إلى أن الفترة المرجعية للدراسة كانت منذ بداية ظهور الفيروس في نهاية شهر فبراير وحتى مايو الماضيين.

وبسبب كورونا، لجأت فتحية، 32 عاما، أرملة وأم لطفلين، كانت تعمل في تنظيف المنازل، إلى العمل في تنظيف السلالم وتعقيمها بالكلور، لإيجاد مصدر دخل بعدما تقلص تأثرا بأزمة كورونا.

وتقول فتحية، لمصراوي، إنها كنت تعمل بنظام "اليومية" في مجال الخدمة في منازل، مقابل 150 جنيها، ولكن منذ مارس الماضي وبعد أزمة الكورونا أصبح عملائها يخشون دخول أي شخص غريب للمنزل.

"بعد كورونا استغنى الكثير عن خدمتي.. بقيت بمسح سلالم بالكلور، الناس دلوقتي بقت تهتم بنظافة السلالم خصوصا لو عمارة فيها سكان كتير"، بحسب فتحية.

وأضافت فتحية أنها تمسح الدور بنحو 10 جنيهات، ليصبح دخلها الشهري لا يتجاوز 1000 جنيه، مقابل 3000 جنيه قبل الكورونا، بحسبها.

وبحسب الدراسة، فإن 73.5% من المشتغلين في مصر انخفض دخلهم بسبب انتشار فيروس كورونا، وتقول الدراسة إن 33.2% من الأسر المصرية تعاني من عدم كفاية الدخل للوفاء بالاحتياجات.

وتوضح فتحية، أنها تلقت الكثير من المساعدات خلال شهر رمضان، وكثير من شنط رمضان المحملة بالمواد التموينية كالسكر والزيت والأرز والمكرونة، مما ساعدها كثيرا.

أما اللحوم، فتشتري فتحية مرة واحدة في الأسبوع دجاجة أو نصف كيلو لحم، وتلجأ لأكلات أخرى طوال الأسبوع كالمكرونة والكشري والبطاطس والبيض والباذنجان المقلي، بحسب قولها.

أما عبده سعيد، 39 عاما، ولديه 3 أبناء، والذي كان يعمل في مطعم فول وفلافل، بيومية 150 جنيها، اضطر للبحث عن عمل جديد، بعد أن فقد عمله خلال فترة إغلاق المطاعم.

وكانت الحكومة قررت إغلاق المطاعم والمقاهي في مارس الماضي، ضمن إجراءات الوقاية من الفيروس، وعلى الرغم من عودة العمل بها في يوليو الجاري، لكن وضع "سعيد" لم يتحسن.

وتشير دراسة المركزي للإحصاء، إلى أن 55.7% من الأفراد المشتغلين أصبحوا يعملون أيام عمل أقل أو ساعات عمل أقل من المعتاد لهم، وحوالي ربع الأفراد 26.2% قد تعطلوا –أي أصبحوا لا يعملون.

يعمل سعيد حاليا، في محل عصير قصب، لكن بيومية 80 جنيها، أكثر بقليل من نصف يوميته السابقة، على الرغم من زيادة مصروفات الوقاية كبند جديد في ميزانية أسرته.

"بشتري كمامة يوميا بـ 5 جنيهات، وزجاجة كحول شهريا بـ 30 جنيه، يعني 180 جنيه في الشهر، بشيل مصاريف المواصلات والتعقيم وبدي الباقي لزوجتي" بحسب سعيد.

يقول سعيد، إنه لا يعرف كيف تدبر زوجته المعيشة في ظل غلاء الأسعار وتناقص دخله، ولكن الأكيد أنه تم الاستغناء عن الفاكهة واعتبارها من الرفاهيات، كما أصبحت أغلب الوجبات بلا لحوم.

وأضاف سعيد، أنه كان يستكمل جهاز ابنته التي تمت خطبتها العام الماضي، ولكن توقفت كافة التجهيزات إلى حين تحسن الأحوال.

وتظهر الدراسة انخفاض استهلاك الأسر المصرية من اللحوم خلال أزمة كورونا بنسبة 25.7% والطيور بنسبة 22.8% والأسماك بنسبة 17.5% والفاكهة بنسبة 14.5%.

وبدلا من البحث عن فرصة عمل، قرر أحمد سيد، 31 عاما، المخاطرة بالعمل بمفرده، بعدما اضطر إلى ترك عمله بورشة نتيجة أزمة كورونا.

"نتيجة الركود في البيع، وظهور عدد من حالات الإصابة بشارع الورشة اضطر صاحب الورشة لإغلاقها، فكرت في العمل بمفردي واستلفت 5 آلاف جنيه لبداية الشغل" بحسب سيد.

يقول سيد :"اشتريت خامات بسيطة، لعمل أثاث بسيط جزامات أو مكاتب منزليه وترابيزات وبعرض الشغل على موقع أوليكس وعلى المتجر المتاح على الفيس بوك".

وتابع سيد،" أنا قاعد من الشغل بقالي شهرين، كل شهر ببيع قطعة أو اثنين، بألفين أو ثلاثة، وهو مبلغ غير كافي لكن أحسن من مفيش".

وأضاف سيد، أن هناك كثير من المصروفات قلت خلال هذه الفترة كمصاريف المدارس والدروس الخصوصية، وشراء الملابس الجديدة، ولكن ما ارتفع هو الإنفاق على الطعام والشراب نتيجة التواجد في المنزل لفترة طويلة.

"الأولاد بقوا بيزهقوا من القعدة الطويلة في البيت، بقيت ممكن اشتريلهم حاجات حلوة مقابل إن الغدا يكون أي حاجة جبنة وبيض مثلا".

فيديو قد يعجبك: