إعلان

لماذا أقدمت أوبر وكريم على إغلاق "كريم باص" و"أوبرايتس"؟

03:36 م الثلاثاء 05 مايو 2020

أوبر وكريم

كتب- علاء حجاج:

اتخذت شركتا أوبر وكريم خطوات جريئة أمس لمواجهة تداعيات أزمة فيروس كورونا المستجد على أعمالهما، فيما يبدو أنه يأتي ضمن خطة لإعادة الهيكلة لتقليل الخسائر والحفاظ على وجود الشركتين في مواجهة الظروف الحالية، بحسب خبراء في مجال الاستثمار.

وأعلنت شركة أوبر أمس إيقاف خدمة "أوبر إيتس" لطلب وتوصيل الطعام في 8 دول حول العالم منها دول منطقة الشرق الأوسط "السعودية- الإمارات- مصر"، فيما أعلنت شركة كريم تسريح 31% من العمالة، وإيقاف خدمة "كريم باص".

وكانت شركة كريم قالت في بيان لها أمس، إن وقف كريم باص وتسريح جزء من العاملين سببه أنها تعطي الأولوية لأمن الشركة، وإن الشركة الأم أوبر لا تزال لديها الثقة في نموذج عملها وملتزمة تجاه المنطقة.

وقال الرئيس التنفيذي مدثر شيخة في تدوينة على موقع كريم الإلكتروني "إن الأزمة الناجمة عن كوفيد-19 وضعت حلمنا وتأثيرنا المستقبلي في خطر كبير"، مشيرا إلى أن النشاط انخفض بأكثر من 80%، ومن غير المعروف "على نحو مثير للإنزعاج" متى سيتعافى.

بينما قالت أوبر، أمس أيضا، إن قرار وقف خدمة "أوبر إيتس" في هذه الدول تم اتخاذه "استناداً على فحص دقيق لمقاييس الأعمال في السوق التنافسي لخدمات توصيل الطعام".

وأضافت: "هذا القرار يسمح لنا بإعادة توجيه الموارد إلى أسواق أخرى في أوروبا وحول العالم، حيث تنمو أوبر إيتس بسرعة كبيرة".

وقال خالد إسماعيل الرئيس التنفيذي والمؤسس لصندوق "HIMangel" للاستثمار المخاطر، إن الخطوات التي اتخذتها شركتا أوبر وكريم بإيقاف خدمتي "أوبر ايتس" و"كريم باص"، يرجع إلى سعي الشركتين لوقف نزيف الخسائر في ظل ظروف استثنائية لا يمكن فيها تحمل المزيد من الخسائر بسبب جائحة كورونا.

وأضاف إسماعيل لمصراوي، أن الشركتين كانتا تضخان استثمارات بهدف تحقيق الانتشار بغض النظر عن الخسائر، ولكن مع الآثار السلبية لجائحة كورونا أصبح لا يوجد مبرر لمزيد من الخسائر وخاصة إذا كانت هذه الخسائر لا يصاحبها الانتشار.

وذكر أن خدمة "أوبر إيتس" تأثرت بتقلص مشتريات المستخدمين للطعام من خارج المنزل، كما تأثرت خدمة "كريم باص" بابتعاد الناس عن استخدام النقل الجماعي بشكل كبير بسبب التخوف من تفشي فيروس كورونا.

ويرى إسماعيل أن الشركتين تتعرضان لضغوط كبيرة من جانب المستثمرين، بسبب استمرار الخسائر، وبالتالي كان لابد من إعادة هيكلة خططهم الاستثمارية وإيقاف الأنشطة التي تحقق خسائر في ظل الظروف الحالية.

وأشار إلى أنه ليس مقبولا بالنسبة للمستثمرين في أوبر استمرارها في تحقيق الخسائر كل هذه الفترة، وبالنسبة لكريم أيضا التي حصلت على استثمار 3.1 مليار دولار مؤخرا مع إتمام صفقة استحواذ أوبر عليها.

وأعلنت أوبر في يناير الماضي بشكل نهائي عن استحواذها على شركة كريم مقابل 3.1 مليار دولار.

ويعتقد إسماعيل أن القرارات الأخيرة لأوبر وكريم لن تكون آخر الخطوات في إطار الهيكلة التي تقوم بها الشركتان ولكن قد تشهد الفترة المقبلة خروجهما من بعض الأسواق كتخارج كامل أو خروج من بعض الخدمات.

وكانت شركة أوبر تكبدت إجمالي خسائر بلغ 8.5 مليار دولار خلال عام 2019، بينما كان مجموع ما جنته الشركة من العملاء، قبل دفع أي رسوم بما فيها نسبة السائقين على الرحلات، هو 18.1 مليار دولار بنمو سنوي وصل 28%.

وقال هشام عبد الغفار العضو المنتدب لصندوق الاستثمار "مينا جوروس" لرأس المال المخاطر، لمصراوي، إن الظروف الحالية التي يعاني منها العالم بسبب جائحة كورونا ستغير الأوضاع في العالم، وتسببت في قيام العديد من الشركات حول العالم بإعادة النظر في استراتيجيتها الاستثمارية.

ويرى عبد الغفار أنه كان من الطبيعي أن تعيد الشركتان النظر في خططهما لوضع آليات لتقليل الخسائر، وخاصة أن الوضع غير مستقر على مستوى العالم ولا أحد يعلم متى ستنتهي هذه الجائحة وتعود الأمور لطبيعتها.

كما أن العديد من المستثمرين اتجه إلى ضخ استثماراتهم لحلول خاصة بالتعليم والصحة في ظل الظروف الحالية، وبالتالي تتقلص فرص "أوبر" و"كريم" في الحصول على استثمارات جديدة ما يستدعي توجيه استثماراتهما بشكل ذكي وحريص خلال الفترة المقبلة، بحسب عبد الغفار.

فيديو قد يعجبك: