المشاط تزور محطتي تحلية المياه ومعالجة مياه مصرف بحر البقر بشرق بورسعيد

كتب- مصطفى عيد:

زارت رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، وبعثة الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، كلا من مشروع إنشاء محطة تحلية مياه البحر شرق بورسعيد، ومحطة معالجة مياه مصرف بحر البقر، خلال جولة لها أمس الاثنين بمشروعات تنمية سيناء في شرق بورسعيد.

وتأتي هذه الزيارة في مستهل زيارات بعثة الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية إلى مشروعات تنمية سيناء، والتي تستمر حتى 9 مارس الجاري، وتشمل عددا من مشروعات تنمية سيناء التي يساهم الصندوق في تمويلها بقيمة 1.1 مليار دولار، على رأسها مشروعات في شرق بورسعيد ومدينة دهب ورأس سدر.

كما ستعقد بعثة الصندوق الكويتى للتنمية، اجتماعات مع وزارة التعاون الدولي والوزارات المعنية بمشروعات تنمية سيناء، لبحث مساهمة الصندوق في المرحلة الثانية منها.

وتفقدت رانيا المشاط وبعثة الصندوق الكويتي للتنمية، مشروع محطة تحلية مياه البحر لمدينة شرق بورسعيد والذي يموله الصندوق الكويتي للتنمية بقيمة 182 مليون دولار.

ويهدف المشروع إلى تلبية الطلب المتزايد على مياه الشرب في المدينة الجاري إنشاؤها في شرق بورسعيد لمواجهة التوسعات العمرانية واحتياجات الوديان وتشجيع الاستثمار في هذه المنطقة، والتي تتسع إلى 1,5 مليون نسمة إضافةً إلى حوالي مليون سائح آخر.

وتبلغ الطاقة الإنتاجية للمحطة 150 ألف متر مكعب يوميا، منها 100 ألف متر مكعب لتلبية احتياجات المدينة، و50 ألف متر مكعب لخدمة المنطقة الصناعية بميناء شرق بورسعيد، ويمكن زيادة إجمالي الطاقة الإنتاجية للمحطة إلى 250 ألف متر مكعب يوميا.

وأجرت الوزيرة جولة تفقدية بالمحطة بدءا ممن المأخذ البحري بطاقة 750 ألف م3/يوم شاملة التوسعات المستقبلية، وأيضا المنشآت الفنية وتشمل"وحدات إزالة الزيوت والشحومات، ووحدة التنقية الفائقة التي تعد ثاني أكبر وحدة في العالم، ووحدة التحكم، و10 وحدات تحلية مياه بطاقة 15 ألف متر مكعب لكل وحدة ، و4 خزانات للمياه سعة 15 ألف متر مكعب.

وعقب ذلك، تفقدت الوزيرة وبعثة الصندوق الكويتي للتنمية، مشروع محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر، والتي تعد أكبر محطة معالجة مياه في العالم، بطاقة إنتاجية 5 ملايين متر مكعب يوميا، ويتم إنشاؤها على مرحلة واحدة فقط.

ويعتبر المشروع من أهم المشروعات التي تنفذها الدولة بهدف تحقيق الاستغلال الأمثل للموارد المائية المتاحة بمصر من خلال نقل ومعالجة مياه مصرف بحر البقر عن طريق إنشاء محطة معالجة.

ومن المخطط أن يتم استخدام المياه المنتجة من هذه المحطة لاستصلاح حوالي 330 ألف فدان تقريبا شرق قناة السويس، بالإضافة إلى 70 ألف فدان يتم زراعتها حاليا بمنطقتي سهل الطينة والقنطرة شرق ليصبح إجمالي الأراضي المزروعة إلى 400 ألف فدان.

ويهدف المشروع إلى تلبية الطلب على مياه صالحة للاستخدامات المختلفة وخاصة في التوسع في الإنتاج الزراعي والاستغلال الأمثل للموارد المائية المتاحة والمساهمة في حماية بحيرة المنزلة بيئيا.

وأشارت الوزيرة إلى أن مشروعات تنمية سيناء تأتي تعزيزا لرؤية القيادة السياسية في تنمية سيناء وتأكيدا على العلاقات السياسية والاقتصادية بين مصر والكويت، موضحة أن مشروع محطة تحلية مياه البحر بشرق بورسعيد يتسق مع أهداف التنمية المستدامة، وهي الهدف السادس والذي يهدف إلى توفير مياه نظيفة، والثامن وهو العمل اللائق ونمو الاقتصاد.

ويهدف المشروع لتوفير عدد من فرص العمل المتنوعة للشباب، كما يعد شراكة بين القطاعين العام والخاص في إطار مشاركة كل من شركة أوراسكوم للإنشاءات وشركة ماتيتو لإدارة ومعالجة المياه في إنشاء المحطة.

وذكرت الوزيرة، أن مشروع محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر يتسق مع الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة والذي يتعلق بتوفير بالمياه النظيفة، والهدف الحادي عشر المتعلق بإعداد مدن ومجتمعات محلية مستدامة والتي توفر حياة أفضل وحياة آمنة للمواطنين.

كما يتسق المشروع مع الهدف الرابع عشر من أهداف التنمية المستدامة والمتعلق بالحياة تحت الماء من خلال إدارة وحماية النظم الإيكولوجية البحرية والساحلية على نحو مستدام من التلوث، والهدف السابع عشر المتعلق بالشراكات والتعاون على المستوى الدولي، وفقا للوزيرة,

وأشادت الوزيرة بالدور الهام للصندوق الكويتي في دعم جهود التنمية بمصر، وبصفة خاصة تنمية شبه جزيرة سيناء، والتي يساهم الصندوق الكويتي للتنمية في تمويل مشروعاتها بقيمة 1.1 مليار دولار.

وقالت إن هذه المشروعات تتضمن مشروع إنشاء 5 محطات لتحلية مياه البحر بمحافظة جنوب سيناء، ومشروع محطة تحلية مياه البحر شرق بورسعيد، ومشروع تطوير منظومة مياه الشرب بمدينة العريش، ومشروع إنشاء منظومة مياه مصرف بحر البقر، ومشروع تنمية شمال سيناء باستصلاح 400 ألف فدان.

وأضافت الوزيرة أن من بين هذه المشروعات أيضا مشروع طريق عرضي (4)، ومشروع طريق النفق – شرم الشيخ، والذي يهدف لتكامل شبكة الطرق في شبه جزيرة سيناء ورفع مستوى سلامة استخدامها وتخفيض تكاليف التشغيل وزمن الانتقال مما يسهم في خدمة جهود التنمية في شبه الجزيرة بصفة عامة وفي مدن عيون موسى، ورأس سدر، وأبو زنيمة، وأبو رديس، والطور بصفة خاصة.

وذكرت أن هذا المشروع يهدف إلى خلق فرص عمل بهذه المدن وتيسير الحصول على الخدمات التعليمية والصحية للسكان، فضلاً عن زيادة حركة التجارة المستقبلية بين مصر والدول المحيطة.

وأشادت بعثة الصندوق الكويتي للتنمية، بالإنجاز الذي تحققه في تنفيذ مشروعات تنمية سيناء، مؤكدين أن الصندوق يضع في أولوياته المساهمة في المرحلة الثانية من مشروعات تنمية سيناء لأن تحقيق عملية التنمية الشاملة في هذه المنطقة يتطلب المزيد من الجهد والتعاون مع الحكومة المصرية.

وأكد محمد صادقي، ممثل الصندوق الكويتى للتنمية، عمق الشراكة الاقتصادية بين مصر والصندوق الكويتي للتنمية، وأهميتها في مساندة الاقتصاد المصري وتنفيذ مشروعات تنمية سيناء ومشروعات أخرى في قطاعات مثل النقل والمياه والزراعة والصناعة.

وأشار صادقي إلى أن الصندوق الكويتي للتنمية يتباهى بمشروع محطة تحلية مياه البحر بشرق بورسعيد، مشيدا بدور وزارة التعاون الدولي في متابعة المشروعات التنموية.

وبدأت علاقات التعاون بين الصندوق الكويتي ومصر في عام 1964، وساهم الصندوق في تمويل 52 مشروعا ضمن قطاعات متنوعة، منها برنامج تنمية شبه جزيرة سيناء (المرحلة الأولى) من خلال 7 مشروعات في قطاعات التحلية ومعالجة المياه والطرق وإنشاء منظومة مياه بحر البقر، وإنشاء 9 محطات تحلية مياه البحر بجنوب سيناء.