إعلان

خبير آثار: العلاقات التجارية بين مصر وإثيوبيا تعود إلى 1500 عام

02:01 م الإثنين 23 مارس 2015

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

القاهرة - (أ ش أ):

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بسيناء ووجه بحري بوزارة الآثار أن هناك موقعًا أثريًا مكتشفًا بجزيرة فرعون بطابا يؤكد أن العلاقة التجارية بين مصر وإثيوبيا عمرها 1500 عام عبر البحر الأحمر وخليج العقبة.

وأشار ريحان في تصريحات له اليوم الاثنين إلى أن الموقع هو فنار لإرشاد السفن التجارية في خليج العقبة أنشأه الإمبراطور جستنيان في القرن السادس الميلادي قبل إنشاء قلعة صلاح الدين الأيوبي بالجزيرة.

وقال إن الهدف من إنشاء هذا الفنار كان لخدمة التجارة البيزنطية عن طريق أيلة (العقبة حالياً)، وخاصة تجارة الحرير ذات الأهمية الكبرى بالنسبة للكنائس لاستخدامه في الستائر المزركشة، حيث كان الكثير منها مطرز بالذهب والفضة وكذلك استخدامه في أكفان للموتى..

وأضاف أنه في السنوات الأولى بعد تأسيس القسطنطينية كان بها خمس نقابات لا تتعامل إلا في الحرير كصناعة وتجارة، وكان يحتكر تجارة الحرير الفرس، بينما تخصصت مملكة أكسوم (إثيوبيا) في تجارة التوابل والتي ظهرت في القرن الأول الميلادي ودخلت المسيحية في القرن الرابع الميلادي، وكانت تجارة التوابل تنقل من مملكة أكسوم على البحر الأحمر إلى سيلان.

وأوضح أن الإمبراطور جستنيان حرص على أن يحرر التجارة البيزنطية من اعتمادها على الفرس فأسس اتصال مباشر مع الهند عن طريق الميناء البيزنطي على خليج العقبة، وهو ميناء أيلة، ولذلك أنشأ فنارًا للسفن بجزيرة فرعون المواجهة لأيلة، وكان للبيزنطيين نشاط تجاري كبير في القرن السادس الميلادى واستوردوا الحرير من الهند وإثيوبيا،

وتابع: "كان تجار إثيوبيا يجلبون هذه البضائع لميناء (Adule) على البحر الأحمر، وهي عاصمة مملكة أكسوم، ومنها تنقل السفن البيزنطية البضائع إلى جزيرة إيتاب
(جزيرة تيران الحالية التي تقع عند قاعدة خليج العقبة تجاه رأس محمد)، وتتجمع في إيتاب أيضًا المراكب البيزنطية التي تتاجر في التوابل مع الموانئ العربية على الشاطئ الشرقي للبحر الأحمر".

واستطرد "إنه كان في إيتاب محطة الجمارك الإمبراطوري لتحصيل الضرائب عن التجارة القادمة من الهند إلى الموانئ البيزنطية، حيث تبحر السفن إلى أيلة أو القلزم (السويس حاليًا) ومن القلزم برًا إلى النيل ومنه للإسكندرية، ومنها يتم توزيع منتجات الشرق لكل حوض البحر المتوسط.. وكانت التجارة المتبادلة في عهد البيزنطيين تشمل البردي والتوابل من مصر، وكانت التوابل تأتي لمصر من الشرق الأقصى".

ولفت ريحان إلى أن مساحة الفنار البيزنطي المكتشف بجزيرة فرعون 22 مترًا من الشرق للغرب، و13 مترًا من الشمال للجنوب، وبني من الحجر الجرانيتي المقطوع من نفس التل وبلاطات من الحجر الجيري في الأسقف، ويتوسط الفنار مبنى مساحته 7.5 مترً طولًا و4.8 مترًا عرضًا يشمل سكنًا خاصًا لقائد الحامية البيزنطية وغرف حراسة وإقامة للجنود، مبينًا أنه أعيد استخدام هذا المبنى في عهد صلاح الدين كتحصين جنوبي لقلعته وأحاطه بسور دفاعي.

كما تم الكشف عن كنيسة بيزنطية بوسط جزيرة فرعون مرتبطة بالحامية البيزنطية المتواجدة لحراسة الفنار، وحافظ عليها القائد صلاح الدين حين بناء قلعته الشهيرة بجزيرة فرعون 567 هجريًا، و1171 ميلاديًا ولم تمس بسوء، واكتشفت كاملة بأحجارها التي تحوي كتابات ورموز مسيحية.

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان