الإدارية تعزل أستاذة جامعية نشرت فيديوهات رقص لها: درست للطلاب "إبليس انظلم والآخرة محل نقاش"

11:49 ص الإثنين 12 سبتمبر 2022

مجلس الدولة

كتب- محمود الشوربجي:

قضت المحكمة الإدارية العليا دائرة الفحص، برفض الطعن المقام من الطاعنة (م.ب.أ.ر) كانت تشغل وظيفة مدرس بقسم اللغة الإنجليزية بكلية التربية بجامعة السويس، لما ثبت فى حقها من نشرها عدة فيديوهات لنفسها ترقص فيها على صفحتها بوسائل التواصل الاجتماعى الفيسبوك، مع إصرارها على تكرار نشر مقاطع جديدة، بما يحط من هيبة أستاذ الجامعة ومن رسالته ومسئوليته عن نشر القيم والارتقاء بها.

إعلان

كما نسبت المحكمة للطاعنة خروجها على التوصيف العلمي للمقررات الدراسية، ونشر أفكار هدامة تخالف العقائد السماوية والنظام العام، وذلك لما ألفته على الطلاب بأقوالها في المحاضرات بالطعن في ثوابت الدين بقولها ( لقد تعرض إبليس للظلم وأنه هو الشخصية الأفضل لأنه عبر عن إرادته بحرية و دافع عن اختياره بإرادته دون أن ينساق للتعليمات و الأوامر كما فعل القطيع، وأن مسألة المصير الاُخروى محل نقاش) ونصحتهم بعدم الالتزام بالتقاليد و ما تشمله من أديان لأنها تؤدى إلى التخلف، وقضت المحكمة بعزلها نهائياً من الجامعة المصرية .

صدر الحكم برئاسة المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة وعضوية المستشارين محسن منصور وشعبان عبد العزيز نائبى رئيس مجلس الدولة.

وقررت المحكمة (10) قواعد تعيد القيم الجامعية وتقاليدها وخطورة تأثيرها المجتمعى في نفوس الطلاب وهي : 1- أصرت على عمل عدة فيديوهات بالرقص نشرتها بنفسها على صفحتها بالفيسبوك تفاخر بها، وطعنت في ذات الله بوقوع الظلم على إبليس ووصفت الأخرة بمحل نقاش , وعارضها الطلاب والطالبات المتمسكات بأبسط تعاليم التربية الدينية ونصحتهم بعدم الالتزام بالتقاليد و ما تشمله من أديان لأنها تؤدى إلى التخلف !!.

2- نشرت على صفحتها بالفيسبوك فيديوهات رقصها علناً وصور لها بالمايوه وأخرى وهى ترقص فى أماكن متعددة بمفردها ومع اشخاص آخرین و أمامها زجاجات الخمر ، ووصفت صفحتها بأنها صارت مقصداً لكل وسائل الميديا واعترفت بدخول الطلاب فوق ال 18 عاماً وهى مستغرقة فى إصرارها على نشر فيديوهات الرقص.

3- الرقص مهنة لمن يحترفها يمارس داخل صالات العرض من الممتهنين له، ولا يجوز لأستاذة الجامعة أن تتخذ من الرقص شعاراً لها علانية تدعو به الناس، بما ينال من هيبتها أمام طلابها، ويجرح شعور طالباتها، ويمس كبرياء زميلاتها رفيقات دروب العلم، باعتبارها المثل والقدوة، وقد ضربت للطلاب مثلاً غير صالح للعلم , فبئس الدرس الذى يدعو إلى مستقبل مظلم.

4- الأخلاقيات المهنية الجامعية ليست معتقدات شخصية لأعضاء هيئة التدريس وفق أهوائهم , لكنها مجموعة المبادئ التي يخضع لها الإنسان في تصرفاته وتقييم سلوكه وتوصف بالحسن أوالقبيح , فإذا كانت محمودة كان تأثيرها في السلوك محمودا ، وإذا كانت مذمومة كان تأثيرها ملوماً محسوراً.

5- الحرية الشخصية لا تعنى الإباحية بالمخالفة لقيم المجتمع وتقاليده، وحرية الاعتقاد مكفولة طالما ظلت حبيسة فى النفس دون الجهر بما يخالف الأديان السماوية على الملأ وتلقينها للطلاب على خلاف ثوابت الدين والعقيدة .

6- الحياة الخاصة للمواطنين محمية بالدستور طالما فى إطار السرية والشخصية ، فإذا ما أعلن الشخص ذاته حياته الخاصة ونشرها بإرادته على الملأ فقدت خصوصيتها وحرمتها وسريتها وحمايتها , وأصبحت ملكاً مشاعاً للناس كافة , ويحاسب عليها إذا خالف القانون أو تعارض مسلكه مع قيم المجتمع وتقاليده وأخلاقه التى تعارف عليها .

7- الحرية الأكاديمية لا تعنى الجهر بانكار ما هو معلوم بالدين بالضرورة والطعن فى ذات الله جل علاه مع مخلوقاته , وبث الشك فى نفوس الطلاب بالحياة الأخرة وتعظيم شأن الشيطان بالمخالفة لتعاليم الأديان.

8- البرامج التلفزيونية قامت بدورها الاجتماعى وناقشت الطاعنة فى مدى جواز قيامها بالرقص علناً على صفتحها بالفيسبوك حال كونها أستاذة جامعية وهى برامج ست الحسن بقناة ON TV والعاشرة مساء على قناة دريم و 90 دقيقة بقناة المحور واَخر النهار بقناة النهار وافسحت القنوات صدرها لعرض ومناقشة موضوع مدى جواز رقصها, لكنها دافعت باستماتة عن الرقص علناً.

9- لا يسوغ لأستاذ الجامعة ولـو خـارج نطاق الوظيفة أن ينسي أو يتناسـي أنـه تحوطه سمعة الدولة، وترفرف عليه مُثلها، وأن الكثير من تصرفاته الخاصة قد يؤثر في حسن سير المرفق الجامعى وسلامته أو يعوق سيره ويضر بسلامته ، بما يهز صورة ومكانة المعلم الذى كاد أن يكون رسولاً .

10- واجبات أساتذة الجامعات التفرغ للمحاضرات والإسهام في تقدم العلوم والتمسك بالتقاليد والقيم الجامعية وبثهـا فـي نفـوس الطلاب، لا إشاعة الفوضى والدعوة إلى الرقص علناً على الفيسبوك والطعن فى الذات الألهية بنسبة الظلم إلى ذات الله الملك العدل، والدعوة إلي تعظيم الشيطان وإنـكـار المعلوم من الدين بالضرورة للحساب والجنة والنار، تحت ستار التحليل الأدبي لنصوص مقارنة.

وقالت المحكمة برئاسة المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة، أنه إذا كان الرقص مهنة لمن يحترفه بأنواعه المتباينة ومنها الرقص الشعبي والفنون الشعبية على تنوعها وتفردها وتمازجها باعتباره من الموروثات الشعبية التى تزخر بها الثقافة العالمية , بل أنه أصبح جزءاً من الكثير من العروض المسرحية , فضلا عن تطوير الرقص الشعبي لعناصره ليصبح فيما بعد فنا قائمآ بذاته في تشكيله لعروض راقصة تحت مسميات مختلفة للرقص مثل الباليه والرقص التعبيري والرقص الدرامي وغيره , إلا أن الرقص على اختلاف أنواعه يمارس داخل صالات العرض من القائمين عليه الممتهنين له، وكما أنه لا يجوز لمن تمتهن مهنة الرقص أن تمارس مهنة أستاذة في الجامعة، فلا يجوز لأستاذة الجامعة أن تتخذ من الرقص شعاراً لها علانية تدعو به الناس بحجة أنه مصدر التفاؤل والأمل , بما ينال من هيبتها أمام طلابها، ويجرح شعور طالباتها , ويمس كبرياء زميلاتها رفيقات دروب العلم، باعتبارها المثل والقدوة, وقد ضربت للطلاب مثلاً غير صالح للعلم، فبئس الدرس الذى يدعو إلى مستقبل مظلم.

وأضافت المحكمة إن الأخلاقيات المهنية الجامعية ليست معتقدات شخصية لأعضاء هيئة التدريس حول ما إذا كان السلوك أو العمل الذي يمارسونه أو القرار الذي يتخذونه صحيح أم خطأ وفق أهوائهم , لكنها مجموعة المبادئ والقواعد المجردة التي يخضع لها الإنسان في تصرفاته ويحتكم إليها في تقييم سلوكه وتوصف بالحسن أوالقبيح , فإذا كانت محمودة كان تأثيرها في السلوك السلوك محمودا ، وإذا كانت مذمومة كان تأثيرها ملوماً محسوراً، وذلك من خلال مجموعة القيم والقواعـد السـلوكية ، والمبـادئ والمقـاييس الأخلاقية التـي تـكوِن أسس الاستقامـة التي تعمل ضمن إطار القـيم والقواعـد الأخلاقية , وبعبارة أخرى هى مجموعة المباد ئ التي تقدم إطاراً للعمـل الجامعى , ومنظومة القواعد والمعايير التى تحكم منظومة سلوك أفراد المجتمع تصبح جزءاً من ثقافة المجتمع ، متجسدة فـي عاداتـه وتقاليـده وقوانينه ولوائحه.

وأشارت المحكمة الثابت بالأوراق إلى أن الطاعنة (م.ب.أ.ر) كانت تشغل وظيفة مدرس بقسم اللغة الإنجليزية بكلية التربية بجامعة السويس، ونسب إليها : أولا؛ نشرها عدة فيديوهات لنفسها ترقص فيها وتعرضها بنفسها على صفحتها بوسائل التواصل الاجتماعى الفيسبوك ، مع الإصرار على تكرار نشر مقاطع جديدة ، بما يحط من هيبة أستاذ الجامعة ومن رسالته و من مسئوليته عن نشر القيم والارتقاء بها؛ ثانيًا؛ خروجها على التوصيف العلمي للمقررات الدراسية ، و نشر أفكار هدامة تخالف العقائد السماوية و النظام العام، و ذلك لما ألفته على الطلاب بأقوالها في المحاضرات: ( لقد تعرض إبليس للظلم وأنه هو الشخصية الأفضل لأنه عبر عن إرادته بحرية و دافع عن اختياره بإرادته دون أن ينساق للتعليمات و الأوامر كما فعل القطيع ، و أن مسألة المصير الاُخروى محل نقاش).

وقالت المحكمة إنه عن المخالفة الأولى المنسوبة إلى الطاعنة والمتمثلة في نشرها عدة فيديوهات لنفسها ترقص فيها وتعرضها بنفسها على صفحتها بوسائل التواصل الاجتماعى الفيسبوك ، مع الإصرار بيديها على تكرار نشر مقاطع جديدة ، بما يحط من هيبة أستاذ الجامعة ومن رسالته و من مسئوليته عن نشر القيم والثقافات النبيلة و الارتقاء بها ، فإن الثابت من التحقيقات أنه بمواجهتها بنشر فيديوهات لها وهي ترقص على صفحتها بالفيس بوك اعترفت وأقرت بذلك بحجة أن القانون لا يمنع رقص أستاذة الجامعة ، و أن نشر الرقص على الملأ على صفحات التواصل الاجتماعى لا يتعارض مع صورة أستاذ الجامعة ، واعترفت بنشرها عدة فيديوهات رقص تعرض فيها قيامها بالرقص مع إصرارها علي تكرار مقاطع رقص جديدة لها وفق الثابت بالأوراق وما حـواه القرص المدمج (C D) والذي تضمن فيديوهات وهي ترقص مع العديد من الرجال في منزلها وعديد من الأماكن الأخرى العامة ، وكذا وهي ترقص بجلباب مغربي واضعة حزامـا حـول خصرها على موسيقي وأغنية تدعي (روبي) فوق سطح منزلها، وفيديوهات لبرامج تلفزيونية تناقش الطاعنة فى مدى جواز قيامها بالرقص علناً على صفتحها بالفيسبوك حال كونها أستاذة جامعية وهى برامج ست الحسن بقناة ON TV والعاشرة مساء على قناة دريم و 90 دقيقة بقناة المحور واَخر النهار بقناة النهار وهى القنوات التى افسحت صدرها لعرض ومناقشة موضوع رقص الطاعنة حال كونها أستاذة بالجامعة وقد دافعت باستماتة عما تعتقده موقفاً صائباً .

كما احتوى القرص المدمج على صور لها بالمايوه منشورة على صفحتها على الفيسبوك وكذلك صور أخرى كثيرة وهى ترقص فى أماكن متعددة سواء بمفردها أو مع اشخاص آخرین و أمامها زجاجات الخمر ، وقد أقرت الطاعنة بنسبة هذه الصور إليها، وبأنها هي التي تقـوم بـالرقص وهي التي قامت بنشرها جميعاً وكذا نشرت الفيديوهات علي صفحتها بالفيس بوك بحجة أن صفحتها عامة تقوم بفتحها لكل من يرغب في الدخول إليها، وأن حسابها صار مقصداً لكل وسائل الميديا مرئية ومسموعة ومقروءة وللجمهور , بل واعترفت أنه يمكن للطلبة الدخول إلى صفحتها،فوق سن الثمانية عشر عاماً , ومن ثم تكون تلك المخالفة الأولى الجسيمة ثابتة فى حقها ثبوتاً يقينياً لا مرية فيه , وتكون الطاعنة مستغرقة فى إصرارها على نشر فيديوهات الرقص المشار إليها فى جميع مراحل المحاكمة التأديبية حتى فى تقرير الطعن أمام هذه المحكمة بما يستوجب مجازاتها تأديبياً عنه .

وقالت المحكمة عن المخالفة الثانية المنسوبة إلى الطاعنة المتمثلة فى خروجها على واجبات وظيفتها وعلى التوصيف العلمي للمقررات الدراسية ، و نشر أفكار هدامة تخالف العقائد السماوية و النظام العام ، و ذلك لما ألفته على طلاب الفرقة التي تقوم بالتدريس لهم من أقوال في المحاضرات فى مـادة تـاريخ الأدب الإنجليزي مثل ( لقد تعرض إبليس للظلم وأنه هو الشخصية الأفضل لأنه عبر عن إرادته بحرية و دافع عن اختياره بإرادته دون أن ينساق للتعليمات و الأوامر كما فعل القطيع ، و أن مسألة المصير الاُخروى محل نقاش ) فإنها فإنها لم تنكرها بحجة أنها لم تمدح الشيطان كشيطان و إنما بصورته كما قدمه المؤلف ، و الثابت من أقوال الطالبات بالكلية كل من : (س.أ.ع) و (ف.ز.أ) و(ك.ط.م)و(ي.م.ح) أجمعن أن الطاعنة ذكرت لهم بالمحاضرات أنها تعتبر الشيطان هو أفضل شخصية لقيامه بما يريده بحرية دون أن يكون تابعا ينفذ ما يملى عليه و أن الديانات ظلمته عندما وصفته بأنه شریر و آنها اعتادت قول ذلك ونصحتهم كطالبات وطلاب عدم الالتزام بالتقاليد و ما تشمله من أديان لأنها تؤدى إلى التخلف !! وعندما ناقشها الطلاب والطالبات فيما أوردته الكتب السماوية عن مصير إبليس وأنه في النار، استخفت وسخرت منهم مؤكدة أن مسألة المصير هذه محل نقاش، وهو ما أدى بهم إلي الشكوى لدي الجامعة , ومن ثم تكون تلك المخالفة الثانية الجسيمة ثابتة فى حقها ثبوتاً يقينياً لا مرية فيه , بما يستوجب مجازاتها تأديبياً عنه .

إعلان