إعلان

على غرار الطفل ريان.. حكاية ملحمة الـ24 ساعة لإنقاذ شاب سقط بحفرة 15 مترا بالجيزة

02:17 م الثلاثاء 16 أغسطس 2022

حفرة

كتب- محمد شعبان:

مطلع فبراير الماضي، عاش العالم أجمع لحظات صعبة لدى محاولة رجال الدفاع المدني استخراج الطفل المغربي "ريان" عقب سقوطه داخل بئر. مهمة شاقة تحمل رجال الإنقاذ أعبائها على مدار 5 أيام متواصلة لكن النهاية لم تكن سعيدة.

من بلاد أسود الأطلسي إلى أرض المحروسة تحديدا قرية برقاش مركز منشأة القناطر شمال الجيزة تكرر المشهد ذاته إلا أن المشهد الختامي جاء سعيدا في أمر أشبع بالمعجزة.

أول أمس، عاشت مصر ليلة حزينة بسقوط 41 متوفيا بينهم 18 طفلا وأصيب 12 أخرون جراء حريق شبَّ بكنيسة أبي سيفين بالمنيرة بمنطقة إمبابة.

يوم شاق ود رجال الحماية المدنية مروره بسرعة البرق بعد مواجهة مرعبة أمام جحيم النيران حتى أن ضابطين و3 أفراد أصيبوا في أثناء عمليتي الإخلاء والإخماد إلا أن مهمة بطولية كانت في انتظارهم.

الثانية عشرة والنصف ظهرًا، تلقى اللواء هشام أبو النصر مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة إشارة من إدارة شرطة النجدة بانهيار رمال حفرة على شاب داخل مزرعة حمدو ناصر بجوار كارتة المحاجر بقرية برقاش.

Capture

توجيهات سريعة من مدير الأمن لمساعده للحماية المدنية اللواء جابر بهاء تنسيقًا مع فرقة شمال أكتوبر بقيادة العقيد تامر صالح.

دقائق معدودة احتاجتها فرق الإنقاذ البري وصولا إلى محل البلاغ في الوقت الذي فرضت الشرطة طوقًا أمنيا بمحيط المنزل تحت إشراف اللواء عصمت هريدي مدير قطاع أكتوبر.

المعاينة المبدئية التي أجراه المقدم محمد الجوهري رئيس مباحث منشأة القناطر، بينت انهيار حفرة بعمق 15 مترًا "رأسي" و5 أمتار "عرضي" قطرها 2.5 متر بداخلها شاب يبلغ من العمر 35 سنة في أثناء تنقيبه عن الآثار.

مفاجأة سارة كشفتها المعاينة لتلهب حماس الجميع "الشاب لسه حي ودماغه ظاهرة" لتدق حينها ساعة العمل دون هوادة.

فريق عمل مكبر ضم الأجهزة الأمنية (الدفاع المدني - مباحث) والتنفيذية ممثلة في مجلس المدينة عكف على وضع خطة محكمة لاستخراج الشاب على قيد الحياة حتى لا يلقى مصير الطفل المغربي "ريان".

بحرفية وقة شديدتين، رسم قائد أطقم الحماية المدنية خطة الإنقاذ وتركزت على حفر حفرة موازية لتلك التي علق بها الشاب الثلاثيني باستخدام معدات مجلس المدينة.

الأمر ليس مجرد آلات حفر حديثة، بل حذر وحيطة في أثناء الحفر لاسيما ابتعاد الحفرة نحو مترين عن الأولى منعًا لحدوث أي تصدعات تزيد صعوبة المهمة فضلا عن السؤال الأبرز "هيتنفس تحت إزاي؟".

قبل كل شيء، أمد رجال الإنقاذ الشاب بالأكسجين عبر خرطوم موصل بأسطوانة بالأعلى نزولا إلى مكان احتجاز الشاب لإبقائه على قيد الحياة مع تزويده بالماء؛ أملا في نجاح المهمة وألا يتكرر سيناريو المغرب مجددًا.

عمل متواصل وإشراف قيادي من مسؤولي الحماية المدنية ومجلس المدينة كللت جهوده بنجاح. مع شروق شمس اليوم التالي تحديدا السادسة صباحا نجح رجال الإنقاذ في استخراج الشاب على قيد الحياة لترتسم ملامح السعادة وتسود الفرحة الجميع الذين تحولوا بين ساجدا لله ورافعا أكف الضراعة للسماء شكرا وحمدا.

سيارة إسعاف مجهزة نقلت الشاب إلى مستشفى مبارك المركزي للاطمئنان عليه، وبالفحص لم يتبين وجود إصابات ظاهرية، واستقرار حالته الصحية، واصطحبته مأمورية إلى قسم شرطة منشأة القناطر للتحقيق.

مع نقل الشاب الناجي، التقط رجال الحماية المدنية أنفاسهم وسط إشادة من مدير الأمن بجهودهم طوال اليوم ما بين حريق كنيسة إمبابة صباحا، ومهمة بطولية في برقاش حتى مطلع الفجر "أنتم أبطال بجد".

فيديو قد يعجبك: