تحريض أنثى ومكالمة مثيرة.. لماذا فتح "هاني" النار على أشقائه الثلاثة وقت الفطار؟

كتب - محمد شعبان:

مع غروب شمس الثلاثاء الماضي، قرر "هاني" كسر صيامه بشكل دموي. وساوس الزوجة وتحريضها لبلعها على عدم مساعدة شقيقيه دفعتا الموظف لارتكاب مذبحة أضحت حديث أهالي حي الوراق شمال الجيزة.

دقيقتان كانتا كفيلتين بإنهاء كل شئ، أمطر "هاني" شقيقاه بـ8 طلقات حولت جسدي أخويه مصفاة -بعدما أحدثت فتحتي دخول وخروج- لكنه لم يكتف بفعلته وشرع في قتل الثالث لكن العناية الإلهية كتبت له النجاة بطلقة بالفخذ بعيدة عن الشريان الموصل للدم.

مشهد الدماء المتناثرة بين الجدران والأرضية أربك حسابات موظف السكة الحديد فترك سلاحه الناري وفر هاربًا دون إخبار أقرب الناس إليه -زوجته- بمكانه على وعد بتجدد اللقاء "هبقى أشوف أتواصل معاكي ازاي".

مع تأزم الأوضاع بمنزل العائلة، تجمع قاطنوه لنجدة الناجي الوحيد بنقله إلى مستشفى الموظفين بإمبابة. هناك بين حسرة على فقيدين وآمال بنجاة الثالث رنَّ جرس هاتف الأخت فأسرعت لتجيب على الجاني الذي باح لها بسر إقدامه على تلك المذبحة وقت الإفطار "أبوكي السبب.. كان هيحصل ايه لو وزع الميراث علينا".

4 أيام من الترحال حاول خلالها "هاني" الهروب من ملاحقة الشرطة تحت إشراف العميد هاني شعراوي رئيس قطاع الشمال، التي كانت تطارده أينما حطت قدماه. رحلة هروب ظنها ستطول إلا أن أساليب شرطية كتبت نهايته ليسقط في قبضة المقدم هاني مندور ومعاونيه الرائدان محمد حربي وحسان الدجوي والنقيب أحمد ماهر بعد صلاة تروايح يوم أمس الأحد، واقتياده إلى القسم للتحقيق.

تلقى العميد محمد سلامة مأمور قسم الوراق، إشارة من إدارة شرطة النجدة بسماع دوي إطلاق نار بشارع الجمعية الزراعية بمنطقة وراق العرب ووقوع قتيلين ومصاب.

وجه اللواء عاصم أبو الخير نائب مدير مباحث الجيزة بسرعة الانتقال إلى محل البلاغ بقيادة فرقة الشمال تنسيقا مع الأدلة الجنائية والأمن العام.

التحريات التي أشرف عليها العميد هاني شعراوي رئيس مباحث قطاع الشمال، بينت أن موظفًا بالمعاش لديه 9 أبناء (7 ولاد - بنتان)، ساهم في تزويج 5 رجال مع منح شقة للك من ابنتيه بعقار ملكه، وأنه يقيم ونجلاه -لم يتزوجا بعد- في شقة بالطابق الأرضي.

خلال الفترة الأخيرة، طالب الشابان أبيهما "عايزين نتجوز.. ساعدنا يا أبويا زي ما عملت مع اخواتنا" فجاء الرد "عملت اللي عليا خلي اخواتكم يساعدوكم"، وذلك في إشارة للخمسة المتزوجين.

تحريات العقيد مروان مشرف مفتش الفرقة، بينت أن أحد الأشقاء الخمسة يدعى "هاني" موظف بهيئة السكك الحديدية، عارض حديث الأب بتحرض من زوجته التي أخبرته "مالناش دعوة كفاية علينا مصاريف العيال" ليرفض مساعدة شقيقيه قائلا: "الدنيا بقت غلا والحياة صعبة" في حين وافق آخر على مد يد العون لهما "هنشوف ممكن نساعدكم إزاي".

أمس الثلاثاء، أمطر "هاني" 3 من أشقائه برصاص بندقية آلية -فأردى اثنان قتيلين والثالث مصاب- ولاذ بالهرب خشية ضبطه من قبل الشرطة التي فرضت طوقًا أمنيا بمسرح مذبحة أسرية أضحت حديث الساعة يتناقلها سكان الحي الشعبي.

المقدم هاني مندور رئيس مباحث الوراق، ومعاونيه الرائدان محمد حربي وحسان الدجوي والنقيب أحمد ماهر أعد أكمنة ثابتة ومتحركة في الأماكن التي يتردد عليها الجاني لضبطه حتى أمكن ضبطه في إحداها.

جرى إيداع الجثتين مشرحة زينهم تحت تصرف مصلحة الطب الشرعي ونقل المصاب إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم تمهيدا لسماع أقواله.