إعلان

عامان من البطالة حولته إلى قاتل.. أسرار ذبح مُسن على يد نجله بالهرم

02:04 م الأربعاء 05 مايو 2021

جثة أرشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد شعبان:

طوال عامين كاملين، عكف "محمد" على الاعتناء بوالده المريض. تولى الابن رعاية أبيه المسن الذي لا يفارق المنزل بعدما أنهكته أمراض مزمنة في سيناريو يومي سئم معه الشاب العشريني سوء معاملة والده ومعايرته له كونه عاطلا.

لم يتحمل الشاب حديث والده الحاد. كلماته القاسية كانت كسكين مدبب يغرزها في جسده مع تذكيره "انت عالة علينا"، ليكتب الابن الفصل الأخير من تلك الحكاية.

كانت الأجواء روحانية مع استقبال أولى الليالي الوترية في العشر الأواخر من الشهر الكريم. سكينة وهدوء لم يكن لـ"محمد" منهما نصيب ذاك المساء.

كعادة علاقته بأبيه، وقع خلاف بينهما بسبب عصبية رب الأسرة واعتياده تذكير نجله بفشله طيلة الفترة الماضية في الحصول على فرصة عمل.

لم تكن تلك المرة كسابقيها، ثورة غضب كانت ترتفع أصواتها داخل أحشاء الشاب. سرعان من تطور النقاش الحاد إلى مشاحنة انتهت بقتيل مدرجا في دمائه على الأرض.

مع عودة الابن الأصغر للعجوز من عمله كفران، اكتشف الطامة الكبرى. عثر على أبيه الستيني جثة هامدة وسط بركة من الدماء فأبلغ شرطة النجدة "أبويا اتقتل".

دقائق قلائل كانت كفيلة بانتشار رجال البحث الجنائي بمنطقة كفر المنفي. كردون أمني فرضته حول مسرح الجريمة مع منع حركة الدخول والخروج والتحفظ على كاميرات المراقبة القريبة.

فور وصوله، عمد العقيد محمد الصغير مفتش فرقة الهرم، إلى معاينة مداخل ومخارج مسرح الجريمة. لا توجد آثار عنف بالنوافذ والباب ما يشير إلى أن الجاني دخل بطريقة شرعية فضلا عن عدم وجود بعثرة بمحتويات المنزل ليبدو الأمر بعيدا عن السرقة وترتفع أسهم "الانتقام".

استمع المقدم حسن الصبان وكيل فرقة الهرم، لأقوال المبلغ -الابن الأصغر للمجني عليه- لتلتقط أذنه جملة بمثابة طرف الخيط للإجابة عن السؤال الأبرز "من قتل ذاك المُسن؟".

يقيم المجني عليه رفقة زوجته ونجليه بعد زواج ابنته وانتقالها لعش الزوجية بمحافظة الفيوم، والتي تصادف مبيت والدتها عندها في تلك الليلة.

في المقابل، يخرج المُبلغ قاصدا محل عمله "الفرن" تاركا والده المسن رفقة أخيه "محمد 28 سنة" عاطل. يتولى الأخير رعاية والده كونه مريضا بتليف الكبد وأمراض الضغط والسكر جعلته أسير الفراش.

اختفاء "محمد" شكل علامة تعجب للرائد أحمد عصام الذي وجه بتفريغ كاميرات المراقبة المطلة على العقار أملا في الإمساك بدليل يقودهم إلى الجاني.

صدقت شكوك المباحث، أظهرت الكاميرات مغادرة المشتبه به للمنزل في توقيت متزامن لارتكاب الجريمة -حسب تقرير مفتش الصحة- لتكتمل الصورة بررواية شهود عيان "كان بيجري زي المجنون وشكله متبهدل".

بالعرض على اللواء عاصم أبو الخير مدير المباحث الجنائية بالجيزة، وجه بسرعة ضبط المشتبه به بنشر أكمنة في الأماكن التي يتردد عليها.

انتهى كل شيء، تمكن الرائد عبد الباقي أمين والنقيبين أحمد فراج ومحمد سلطان معاوني مباحث الهرم، من ضبط المتهم واقتياده إلى ديوان القسم للتحقيق.

وقال المتهم إن والده يعايره بشكل مستمر بسبب عدم حصوله على فرصة عمل لدرجة شكلت عقدة نفسية بات يعاني منها "بيعايرني ديما لأني مش شغال".

وعن يوم الجريمة، أوضح المتهم العشريني أن مشادة كلامية وقعت بينه وبين والده، استشاط خلالها غضبا من كلمات الأب فأزاحه بقوة ليسقط على الأرض - نظرا لكبر سنه وتدهور صحته- ثم أجهز عليه بسكين "افتكرته لسه ممتش فجبت السكينة دبحته".

مأمورية شرطية تحت إشراف العميد محمد نبيل اصطحبت مأمورية المتهم إلى النيابة العامة التي أمرت بحبسه على ذمة التحقيقات تمهيدا لمرافقته وإجراء المعاينة التمثيلية للجريمة.

فيديو قد يعجبك: