جثة في مكتب رئيس المباحث.. كواليس 3 ساعات كشفت جريمة "الأم والرضيع" ببولاق

05:38 م الإثنين 26 أبريل 2021

تعبيرية

كتب - محمد شعبان:

تفاصيل جديدة كشفتها تحريات إدارة البحث الجنائي بالجيزة برئاسة اللواء محمد عبد التواب مدير المباحث في اتهام ربة منزل بقتل رضيعها ببولاق الدكرور.

إعلان

المتهمة "إصلاح" 26 سنة، هي الزوجة الثانية لوالد الرضيع، تقيم في منزل واحد مع ضرتها بمنطقة صفط اللبن وذلك بعد انفصالها عن والد أطفالها الثلاثة.

3 ساعات من مناقشة أهل المنزل كشفت المستور، لاسيما ارتكاب العشرينية لجريمتها مستغلة تواجدها بمفردها بالمنزل آنذاك وعلامات الزرقة بالوجه والشفاه التي تشير إلى نقص الأكسجين الناتج عن تعرض الرضيع للخنق.

وتبين أن والد الرضيع "موظف" ارتبط عاطفيا بالمتهمة أثناء زواجها من والد أطفالها الثلاثة، وأنه بادلها مشاعر الإعجاب مبديا رغبته في الزواج منها مانحًا إياها وعود بضمان حياة أفضل لها وأبنائها.

وأشارت التحريات تحت إشراف العقيد محمد أمين مفتش غرب الجيزة، والمقدم هشام بهجت إلى أنه مع تفاقم خلاف العشرينية مع زوجها الأول، انتهى الأمر بالطلاق لتتزوج بعدها من الموظف بحي الدقي منذ عام و3 أشهر.

كانت صاحبة الـ26 سنة هي الزوجة الثانية للموظف الثلاثيني، وأقاما في شقة بشارع الرشاح بمنطقة صفط اللبن ببولاق الدكرور، ورُزقت منه برضيع منذ شهرين انتهت حياته بشكل مأساوي.

داخل مكتبه بالطابق الثاني بقسم بولاق الدكرور، كان يباشر المقدم محمد طبلية بعض الأعمال الإدارية في ظل ارتفاع درجات الحرارة خلال شهر رمضان. صوت طرق الباب أوقف ما ينجزه فإذا بأمين شرطة يخبره "في حد عايز يقابلك ضروري يا فندم".

ثمة شعور راود رئيس المباحث -القادم حديثا من قسم البدرشين- بأن ذاك الشخص سيحمل معه الجديد. ثوان معدودة تحققت معها نبوءة الضابط. دلف موظف بحي الدقي حاملا جثة رضيع لم يكمل شهره الثاني بعد قائلا "ابني راح مني.. مراتي قتلته".

ما أن فرغ الأب المكلوم من روايته حتى طمأنه رئيس المباحث "البقاء لله.. متقلقش كل حاجة هتبان وهنجيب حقه وحقك".

اجتماع مغلق عقده المقدم محمد طبلية مع معاونيه الرائدين أحمد مندور وأيمن سكوري بحثوا خلاله الخطوط العريضة لخطة البحث التي تركت على فحص علاقة والد الرضيع وزوجته لاسيما أنها الثانية، وسماع شهود عيان من الجيران.

جهود البحث والتحري تحت إشراف اللواء عاصم أبو الخير مدير المباحث الجنائية، توصلت إلى صحة رواية الزوج. تبين أن زوجته الثانية وراء ارتكاب الواقعة، وأنها كتمت أنفاس رضيعها انتقامًا من زوجها.

عقب تقنين الإجراات، تمكن الرائدان أحمد مندور وأيمن سكوري من ضبط المتهمة واقتيادها إلى القسم للتحقيق في حضور العميد طارق حمزة.

في البداية تظاهرت المتهمة بالحزن على موت رضيعها "هعمل كده في ضنايا.. دا لسه مفرحتش بيه" إلا أنه بتطوير مناقشتها ومواجهتها بأقوال زوجها أقرت بما حدث تفصيليا.

اتصال جمع ذات الـ26 سنة وطليقها -والد أطفالها الثلاثة- طالبته بمنحها أموال لتغطية مصروفات أبناءه ما أثار حفيظة زوجها الذي أجبرها على توقيع إيصالات أمانة لتوضح المتهمة "كان بيضربني ويبهدلني.. كتمت نفس ابنه علشان انتقم منه زي ما ظلمني".

وتحرر المحضر اللازم، وأحاله اللواء رجب عبد العال، مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة، إلى النيابة العامة التي باشرت التحقيق.

إعلان