إعلان

"محرقة الأبناء".. القصة الكاملة لمقتل طفلين حرقًا على يد والدهما في الشرقية

12:02 م الأحد 28 نوفمبر 2021

ارشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - سامح غيث:

كل شيء متوقع حدوثه، غير أن يُكبل أب ابنيه ويحرقهما أحياء، بزعم تأديبهما، أمر يثير الاستغراب والتساؤل عن الأسباب التي دفعته لذلك.

"مصراوي" انتقل إلى موقع الجريمة بقرية سنهوت التابعة لمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، حيث يُقيم المتهم والمجني عليهما؛ للوقوف على دوافع مقتل طفلين على يد والدهما.

المتهم "ش" يعمل "عربجي" في الأسواق؛ منذ 19 سنة تزوج من إحدى فتيات عزبة مجاورة لقريته، وأقام في منزل قديم من الطوب الأبيض، رُزقا بثلاثة أطفال (إبراهيم وشديد- المجني عليهما، وفتاة تكبرهما)؛ في البداية كانت حياة الأسرة هادئة، تسير على وتيرة واحدة، الأب يعمل بعربة "كارو" في الأسواق، والأم ترعى شئون بيتها وأبنائها.

مرت السنوات؛ كبُر الأب وأصيب بمرض مُزمن في القلب أبقاه في المنزل لفترات طويلة، بينما الطفلين صارا يافعين، أحدهما "17 سنة" يعمل سائق "توك توك" والآخر " 14 سنة" بدون عمل.

شيئا فشيئا، تعرف الشابين على رفقاء السوء من شباب القرية والقرى المجاورة، أدمنا المخدرات، وأصبح الابن الأكبر يرفض الخروج للعمل، واعتادا السرقة من مساكن جيرانهما وافتعال المشكلات معهم.

حاول الأب كثيرا إثناء المجني عليهما عن تعاطي المخدرات وإقناعهما بالخروج للعمل بصورة منتظمة دون جدوى، فتحامل على نفسه وخرج للعمل رغم مرضه، يقول أحد الجيران لمصراوي.

ظهر الخميس قبل الماضي، وأثناء عودة الأب من عمله، أوقفه أحد الجيران وشكى له من سلوك نجليه، وأنهما سرقا بعض المنقولات من مسكنه.

ضاق الأب ذرعًا بسلوك نجليه؛ بدء يفكر في وسيلة للتخلص من أفعالهما، حتى هداه تفكيره إلى قتلهما. انتظرهما حتى رجعا من الخارج، عنفهما وحذرهما من فعل ذلك مرة أخرى، ثم دس مادة مُخدرة لهما في مشروب، حتى يتمكن من السيطرة عليهما، أدت إلى فقدانهما الوعي، ثم قام بتوثيقهما بالسلاسل الحديدية لتأديبهما.

ما إن شاهدت الأم طفليها موثقين بالسلاسل، صرخت في وجه زوجها، محاولة إقناعه العدول عن موقفه ومنحهما فرصة أخيرة، لكنه رفض وطردها خارج المنزل، فتوجهت للعيش في منزل والدها.

عقارب الساعة تُشير إلى العاشرة مساء الخميس قبل الماضي، أفاق المجني عليهما من آثار المادة المخدرة، فنقلهما الأب إلى حجرة النوم ثم وثقهما في السرير، وأحضر كومة من القش، وضعها بجوار السرير، وأشعل النيران فيها، وأغلق باب المنزل بالمفتاح من الخارج.

علا صراخ وعويل الطفلين مستغيثين بالأهالي؛ لمحاولة إنقاذهما، إلا أن المتهم رفض فتح الباب والسماح بدخولهم المنزل، مُدعيا أنه لا يعلم شئ عن المفتاح، فكسروا الباب لكنهم فشلوا في السيطرة على النيران التي أتت على محتويات المنزل بأكمله، بحسب أحد أهالي القرية لمصراوي.

أبلغ الأهالي شرطة النجدة، فانتقلت قوات الحماية المدنية وسيطرت على الحريق بمساعدة الأهالي، وعثروا على جثتي الشقيقين متفحمتين.

تم التحفظ على الجثتين تحت تصرف النيابة العامة بمنيا القمح، وتمكن الرائد أحمد الخولي رئيس مباحث مركز شرطة منيا القمح من ضبط المتهمين و بمواجهته اعترف بارتكابه الواقعة على النحو المشار إليه، بزعم تأديبهما.

قررت نيابة منيا القمح العامة، بحبس المتهم على ذمة التحقيقات، ووجهت له تهمة القتل العمد.

فيديو قد يعجبك: