مكالمة مشؤومة ودهاء سمسار.. حكاية سرقة ممثلة ومحاولة اغتصابها في أكتوبر

كتب - محمد شعبان:

منذ شهرين اشترت الفنانة "عبير.ا." سيارة عبر سمسار مقابل مبلغ 65 ألف جنيه. كانت تلك الصفقة بداية تعارف بين الاثنين. بات باب السمسار أول ما تفكر الممثلة الخمسينية في طرقه حال رغبتها في إتمام أي عملية تجارية. ثقة لم كن في محلها كادت تكلفها أعز ما تملك.

مؤشرات ضبط الوقت كانت تشير إلى العاشرة مساء أول أمس الثلاثاء. طقس بادر ونشاط ملحوظ للرياح خلت معه الشوارع من المارة لكن الأمر بدا مختلفا داخل أروقة قسم شرطة حدائق أكتوبر -حديث العهد داخل منظومة وزارة الداخلية-.

حالة الهدوء التي كانت تطبق على القسم سرعان ما تبدلت لدى حضور الممثلة "عبير" طالبة مقابلة المأمور لأمر "حياة أو موت"، حسب وصفها.

بصوت مبحوح ودموع غالبت عيناها روت إحدى أبطال مسلسل "يا أنا يا جدو" ما تعرضت له داخل مسكنها بكمبوند شهير. فوجئت ذات الـ50 سنة بشخصين زعما أنهما تابعين لشركة الغاز.

هوية زائفة كانت السبيل لدخول هذين الرجلين. حاول أحدهما هتك عرضها لكنها تصدت له. واستوليا على مبلغ 65 ألف جنيه ومصوغات ذهبية ومجموعة إكسسوارات (نظارات - روائح) لافتة إلى أن أحد المتهمين يرتدي كمامة تخفي ملامحه والثاني أدلت بأوصافه.

طمأن المأمور الممثلة واعدا إياها بسرعة إنجاز المهمة بضبط المتهمين وإعادة المسروقات "تقدري تروحي دلوقتي واحنا هنفحص الواقعة".

تحرك سريع من العميد علاء فتحي رئيس قطاع أكتوبر موجها بتشكيل فريق بحث رفيع المستوى يترأسه العقيد محمد ربيع مفتش فرقة حدائق أكتوبر لسرعة ضبط الجناة.

بالانتقال إلى كومبوند الأثرياء -كما يصفه البعض- انتشر رجال المباحث في أرجاء المنتجع السكني. خطة عمل محكمة، تقسيم للأدوار، الاستفادة من التقنيات الحديثة هكذا بدا المشهد.

منذ الوهلة الأولى لوصوله، عمد الرائد طارق مدحت رئيس مباحث حدائق أكتوبر، إلى معاينة مداخل ومخارج الشقة وسماع أقوال أفراد الأمن فضلا عن مراجعة كاميرات المراقبة الراصدة لحركة الدخول والخروج بكل دقة.

سلامة منافذ الشقة دفعت رجال الشرطة إلى البحث في كشوف المترددين على الكمبوند في توقيت متزامن لارتكاب الحادث. أيقن الضباط أنهم أمام عقل مدبر دلف إلى المنتجع بطريقة شرعية.

بات الشك حقيقة. أظهرت الكاميرات دخول 3 أشخاص قبل أن يغادر أحدهم بمفرده. أمسك ضباط المباحث بطرف الخيط لتتجه أصابع الاتهام نحو ذاك الشخص.

تحريات الرائدين محمد فهمي وعمرو الببلاوي توصلت إلى أن المتهم يدعى "إبراهيم" سمسار فأمكن ضبطه واقتياده لديوان القسم.

بهدوء وثقة يحسد عليها أجاب الأربعيني على أسئلة رجال التحقيق مؤكدا "كنت بشوف شقة عرضاها زبونة للبيع على موقع أوليكس".

رغم صدق حديث السمسار -وثبوت معاينته للشقة المشار إليها- إلا أن لحظة مغادرته الكمبوند كانت نقطة تحول في سير المناقشة. توجه ضباط المباحث بسؤاله "فين الاتنين اللي كانوا معاك؟".

تبدل حال السمسار 180 درجة. أصيب بلجلجة في الحديث وبدأ العرق يتصبب من جبينه. بات رجال الشرطة على بعد خطوة من كشف كواليس ما جرى تلك الليلة في شقة الممثلة.

مراوغة بائسة ومماطلة فاشلة اضطر معها السمسار لكشف الحقيقة ليعترف "ايوا يا بيه أنا اللي خططت لكل حاجة".

منذ شهرين باع "إبراهيم" سيارة مستعملة للممثلة مقابل 55 ألف جنيه لكن منذ أسبوع اتصلت به وطلبت منه مساعدتها لشراء سيارة بقيمة 250 ألف جنيه.

"افتكرت انها هتشتري كاش وان معاها فلوس ودهب" كانت المكالمة الفصل الأول من الرواية المشؤومة. جلسة ثلاثية جمعت السمسار بشقيقه "سائق" وعديله "مدير مطعم" اتفقوا على خطة سرقة الفنانة "عبير".

اعتمد السمسار على الدخول بشكل شرعي بل ومعاينة الشقة المعروضة للبيع لإبعاد الشبهة عنه تماما لكنه لم يفطن لكاميرات المراقبة وحنكة رجال المباحث تأكيدا لأنه "لا توجد جريمة كاملة".

24 ساعة لم يذق فيها ضباط المباحث طعم النوم. رحلات مكوكية لجمع الأدلة وسماع أقوال الشهود والمعاينة انتهت بحل اللغز.

عقب تقنين الإجراءات واستصدار إذن من النيابة العامة، تمكن النقيب محمد سمير معاون المباحث من ضبط المتهمين وإعادة المسروقات كاملة وأيدا صحة التحريات وأقوال المتهم الأول.

"يا أستاذة عبير لو سمحت تشرفينا في القسم.. قبضنا على المتهمين" لم تصدق الممثلة ما تلقفته أذناها للتو. استقلت سيارتها مسرعة إلى ديوان القسم.

وتوجهت الممثلة "عبير" بالشكر لرجال الشرطة بمديرية أمن الجيزة ومباحث أكتوبر لسرعة التحرك والاستجابة لبلاغها.