"مشنقة بدائية كشفت المستور".. رحلة مباحث أوسيم لكشف قاتلة "طفلة بشتيل"

06:30 م السبت 11 يوليه 2020

جثة طفلة - أرشيفية

كتب - محمد شعبان:

مساء الأربعاء الماضي، كتب ضباط وحدة مباحث أوسيم الفصل الأخير في اتهام عامل بقتل زوجته؛ بسبب خلاف على مصروفات المنزل بإلقاء القبض على الجاني بعد مطاردة استمرت نحو أسبوع. لم يهنأ الضباط بالتقاط الأنفاس، مع صباح اليوم التالي كانوا على موعد مع قضية جديدة أكثر بشاعة وغموضا لدى العثور على طفلة مشنوقة داخل منور عقار بمنطقة بشتيل.

إعلان

التاسعة والنصف صباح الخميس الماضي، انتشرت قوات الشرطة بشارع الباشا المتفرع من الجمعية الزراعية، كردون أمني ومنع حركة الدخول والخروج من العقار محل الواقعة.

المعاينة جاء فيها أن الجثة لطفلة تبلغ من العمر 4 سنوات تدعى "ريتاج" وشهرتها "هايدي" داخل منور عقار مجاور للعقار سكنها، مُعلقة من رقبتها بسلك كهرباء مربوط بصندوق حديدي، ووجود حز حول الرقبة، وما قررته والدتها أن ابنتها كانت بصحبتها حال عودتهما للمنزل ثم اختفت عن أنظارها وعلمت من الأهالي بالواقعة.

منذ اللحظة الأولى التي عاين فيها رجال المباحث مسرح الجريمة برئاسة العميد عاصم أبو الخير مدير المباحث الجنائية بالجيزة، بدا واضحا أن الجاني "طفل - طفلة" بسبب طريقة إعداد المشنقة التي بدت بدائية وتشير إلى أن صاحبها صغير السن.

خطة بحث أعدها اللواء مدحت فارس نائب مدير مباحث الجيزة، تركزت على تكثيف التحريات وتنشيط مصادر المعلومات السرية وفحص كاميرات المراقبة وسرعة الانتشار بمحيط الواقعة ومتابعة خطوط السير.

عمد الرائد محمد مجدي رئيس وحدة مباحث أوسيم، إلى توزيع المهام على معاونيه الرائد وليد كمال والنقيبين أحمد عادل وإبراهيم فاروق؛ أملا في فك طلاسم القضية سريعا.

قبل غروب شمس اليوم الأول، بدت الصورة واضحة بفضل كمايرات المراقبة التي رصدت عودة الطفلة من محل بقالة بعد شراءها "عصير" في طريقها للمنزل، إذ قابلتها طفلة تلهو بالشارع واصطحبتها إلى العقار محل الواقعة، وخرجت بعدها بمفردها.

تببع الضباط خط سير المشبته بها، وتبين أنها تدعى "حنين" تبلغ من العمر 13 سنة، تقيم في الشارع الي يلي محل الواقعة، ليوجه مدير مباحث الجيزة بتكثيف التحريات.

الطفلة "حنين" تقيم رفقة عمتها بعد انفصال والديها، وتبين أنها اعتادت مشاهدة أفلام عبر "يوتيوب" غالبيتها تحمل طابع العنف من بينها "حول الشنق".

اكتملت الصورة وتجمعت خيوط القضية أمام رجال المباحث الذين التقطوا الأنفاس. باستجواب الطفلة أدلت باعترافات تفصيلية لجريمتها التي استمرت لدقائق.

ذات الـ13 ربيعا قالت إنها حال سيرها بالشارع شاهدت المجني عليها تسير بمفردها فاعتزمت تنفيذ مقطع الفيديو المُشار إليه، ولدى اقترابها منها طلبت منها الأخيرة توصيلها لوالدتها فاصطحبتها إلى العقار محل الواقعة.

وأثناء سيرهما عثرت على سلك (المستخدم في شنق المجني عليها) وما أن دلفا إلى المنور وضعت يدها على فم المجني عليه لبكائها، ثم أعدت السلك على هيئة مشنقة، وربطت أحد طرفيه بالقفص الحديدي الخاص بموتور المياه.

أحضرت المتهمة ضحيتها وأوقفتها على قدميها، ووضعت رأسها داخل الطوق، ثم سحبت قدمها فسقطت في وضع الشنق وتركتها قائلة "روحت البيت عادي وغيرت الترنج بتاعي".

وتحرر المحضر اللازم بالواقعة، وأحاله اللواء محمود السبيلي مدير مباحث الجيزة، إلى النيابة العامة التي باشرت التحقيقات.

إعلان