إعلان

"ملحقتش ألم فلوس الفرش".. كواليس سقوط مدير مصنع "مخدر الموت" في أكتوبر

04:33 م الأحد 07 يونيو 2020

المتهم

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد شعبان:

مطلع العام الجاري، تبدلت أحوال "محمد.س." تاجر السيارات الذي يقيم في حي مصر الجديدة الراقي. ساءت أوضاعه مع إدمانه للمخدرات ومجالسة رفقاء السوء، وراح يغدق عليها ثروته بحثا عن لحظات سعادة كاذبة وراحة وهمية حتى استفاق على ضائقة مالية اضطر معها إلى طرق عالم الجريمة عبر بوابة "تجارة الكيف" التي كتبت نهايته خلف القضبان.

ذات ليلة، جلس التاجر الأربعيني مع صديق جمعتهما "سهرات المخدرات" يشكو تدهور أحواله المادية وحاجته للمال. لحظات صمت لمع معها بريق عين الصديق حتى خرجت الكلمات من فمه كالرصاص "الحل عندي بس تعمل اللي هقولك عليه".

انتقل "محمد" إلى شقة في منطقة "ابني بيتك" بمدينة السادس من أكتوبر، أملا في أن تكون "وش السعد" ومن ثم استعادة أيام الرفاهية في الحي الراقي.

لم ينتظر صاحب الـ44 سنة طويلا حتى بدأ في تنفيذ خطة صديقه، اتخذ شقته مصنعا لإنتاج مخدر الشابو والمعروف بـ"مخدر الموت" مستهدفا توزيعه على فئة الشباب من قاطني "كومبوند الأثرياء".

في فبراير الماضي احتفت مديرية أمن الجيزة بميلاد منشأة شرطية جديدة لدى افتتاح اللواء طارق مرزوق مساعد وزير الداخلية لأمن القطاع قسم شرطة حدائق أكتوبر؛ لدعم منظومة الأمن في المدينة ذات كثافة سكانية وفقا لاستراتيجية الوزارة التي ترتكز على فرض السيطرة الأمنية بمختلف أنحاء البلاد.

لم يتردد اللواء محمود السبيلي مدير مباحث الجيزة في إسناد مهمة وحدة المباحث إلى الرائد طارق مدحت لما يتمتع به من خبرات ونشاطه الملحوظ في حل العديد من القضايا الشائكة وذات الأهمية طوال فترة عمله في أقسام عدة أبرزها الهرم وبولاق ومنشأة القناطر.

منذ توليه المنصب، عمد الرائد طارق مدحت على دراسة قطاعات المركز، وفحص سجلات العناصر المدرجة بين فئات الإجرام المختلفة، والوقائع التي اعتادوا ارتكابها لإحكام قبضته على الأوضاع الأمنية لاسيما تنسيط مصادر المعلومات السرية.

منتصف الأسبوع الماضي، بدت الأجواء هادئة داخل أروقة القسم، الجميع يباشر عمله كل حسب مهامه ما بين الأعمال اليومية وتنفيذ خطة الانتشار لتطبيق قراري غلق المحلات وحظر تحرك المواطنين الصادرين من مجلس الوزراء حتى تبدلت الأحوال لدى ورود معلومات عن إدارة أحد الأشخاص لمصنع لإعداد مخدر الشابو والمعروف بـ"مخدر الموت".

فريق بحث ترأسه العميد طه فوده رئيس قطاع أكتوبر، وبمشاركة العقيد فوزي عامر، مفتش القطاع، عكف على مناقشة خارطة طريق سريعة للوقوع على نشاط ذلك الوكر وضبط القائم على إدارته.

اجتماع مصغر عقده الرائد طارق مدحت مع معاونه الرائد محمد فهمي لمراجعة الخطوط العريضة في خطة البحث والتي تركزت على مراقبة الوكر المقصود، ورصد تحركات المتهم وعملاءه مع مراعاة الحيطة منعا للفت انتباهه.

72 ساعة واصل خلالها ضباط وحدة مباحث حدائق أكتوبر أعمال المراقبة والبحث حتى بدت الصورة واضحة، المتهم يدير شقته لإعداد المخدر، وبيع الكيس مقابل 150 جنيها.

بالعرض على العميد عاصم أبو الخير مدير المباحث الجنائية، وجه بسرعة ضبط المتهم في حالة تلبس. وتمكنت مأمورية بقيادة الرائد محمد فهمي من ضبطه وبحوزته طبنجة معدلة، 45 كيسا تحوي مادة الشادو المخدر وزنت 2 كيلو و 500 جرام، 9 زجاجات مبيد حشري، جركن معبأ أسيتون وهاتفا محمول ومبلغ مالي.

"أنا غلطان.. ضيعت نفسي".. بهذه الكلمات بدأ المتهم اعترافاته مشيرا إلى أن نشاطه يعود إلى 3 أشهر ماضية "ملحقتش ألم فلوس الفرش بتاع البيت" معللا سبب حيازته للطبنجة "علشان اللي يشتري مني يشوفها ويخاف مني".

وتحفظت القوات على المضبوطات، وتحرر المحضر اللازم بالواقعة، وأحاله العميد دكتور خالد الرفاعي مأمور قسم حدائق أكتوبر، إلى النيابة العامة للتحقيق.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان