إعلان

بدأت عبر فيسبوك وانتهت بجثة رضيعة.. قصة 30 يوم حرام في جريمة "الزوجة والعشيق"

08:25 م الجمعة 05 يونيو 2020

تعبيرية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد شعبان:

لم ترض ذات الـ21 ربيعا بحياتها الجديدة مع زوجها رغم ما يقدمه لها للظفر بقلبها. كلمات العشيق الرنانة يتردد صداها كالطيف داخل ردهات عقل "الحسناء" لتلبي نداء الجسد والقلب بغض الطرف عما ستؤول إليه الأمور.

منذ عام ونصف، تزوجت فتاة من مزارع بسيط يكبرها بـ15 سنة، واستقرت في عش الزوجية الذي أعده بعلها في مركز أوسيم شمال محافظة الجيزة بدعم من أسرتها بعد رفض حبيبها.

ظن الجميع أن زواج "الحسناء" بمثابة طي لصفحات الهوى لاسيما أن رُزقت بطفلة لتزداد مسؤولياتها المنزلية ما بين رعاية رضيعتها وتلبية احتياجات "رب البيت" لكن "الحب القديم" لا يزال باقٍ، حالة اشتياق راودتها لاستعادة الأيام الخوالي فجاء الحل عبر "فيسبوك".

يوم تلو آخر، تجدد لهيب الحب بين الزوجة وعشيقها الذي راح ينصب شباكه للإيقاع بفريسته سهلة المنال مستغلا تأثير كلماته المعسولة التي ما كان على قلبي إلا أن يُغرم بها لتتمنى أن يقلها بساط الريح السحري إلى حبيبها.

قبل شهر رمضان بأيام، أخبر العشيق محبوبته أنه بات لا يقوى على العيش وحيدا بعيدا عنها، راح يسرد لها معاناة قلبه ورغبته في مقابلتها لكتابة فصل جديد في علاقتهما، وأنه انتقل للعيش في مركز سمنود محافظة الغربية -تاركا مسقط رأسه في الفيوم- بسبب ظروف عمله.

يوم الأربعاء الموافق 22 أبريل الماضي، هنأ المزارع زوجته بحلول شهر رمضان المبارك، وراح يسألها عن احتياجاتها على وعد بشرائها في الصباح لكن شريكة حياته كانت تعد العدة للرحيل ملبية نداء عشيقها.

مساء اليوم التالي، وصل صاحب الـ36 سنة منزله، وفوجئ باختفاء زوجته وطفلته التي أتمت شهرها الرابع، فأخرج هاتفه للاتصال بها دون جدوى، وتكررت النتيجة لدى سؤال أسرتها "منعرفش راحت فين.. يمكن عند الجيران".

في الصباح، توجه المزارع إلى قسم شرطة أوسيم للإبلاغ عن اختفاء زوجته وطفلته في ظروف غامضة.

30 يوما كاملة اختفت خلالها الزوجة، هاتفها خارج نطاق الخدمة حتى أن زوجها ظن تعرضها للإيذاء سواء بالخطف أو القتل حتى استيقظ ثاني أيام عيد الفطر المبارك على صوت طرق الباب فإذا بها زوجته لكن دون رضيعتها.

جن جنون رب الأسرة مع هدوء الزوجة، ورفضها الإفصاح عن سبب اختفاءها ومكان تواجدها طيلة الأسابيع الأربعة الماضية معللة السبب "زهقت من العيشة معاك".

لاحظ المزارع اختفاء رضيعته فبادر بسؤال زوجته عنها "بنتي فين؟" لتخبرها بأنها تركتها لدى أسرتها. اكتشف الزوج كذب الزوجة بعد تأكيد والدي زوجته "بنتك مش عندنا".

توجه الزوج المغلوب على أمره إلى قسم شرطة أوسيم لتحرير محضر ثان، لكن تلك المرة اتهم زوجته بالتسبب في اختفاء طفلته في ظروف غامضة.

حظي البلاغ باهتمام ضباط البحث الجنائي بمديرية أمن الجيزة بتوجيه رفيع المستوى من اللواء محمود السبيلي الذي شكل فريق بحث لكشف ملابسات الواقعة كاملة.

بالانتقال إلى وحدة مباحث أوسيم، بدت الأجواء غير مألوفة، اجتماع مغلق يترأسه العميد عمرو طلعت رئيس مباحث قطاع الشمال، في حضور العقيد أحمد الوليلي مفتش القطاع والمقدم أمثل حرحش وكيل الفرقة لمراجعة الخطوط العريضة لخطة العمل.

أعقب ذلك الاجتماع آخر مصغر عقده الرائد محمد مجدي رئيس مباحث أوسيم، بمعاونيه لتوزيع المهام التي تنوعت ما بين فحص سجل مكالمات الزوجة وحسابها الشخصي بموقع "فيسبوك" ومراجعة خط سيرها.

جهود البحث والتحري كشفت عن المستور، مفاجآت صادمة حملتها معلومات سرية توصل إليها الرائد وليد كمال والنقيب إبراهيم فاروق، معاوني مباحث أوسيم، أولها أن الزوجة اصطحبت رضيعتها قاسدة شقة عشيقها بمحافظة الغربية، لتمكث برفقته طوال شهر رمضان كان الشيطان ثالثهما.

عقب تقنين الإجراءات واستصدار إذن من النيابة العامة، تمكنت قوة من ضبط المشكو في حقها لمواجهتها بالأدلة بحثا عن الإجابة الأهم "وديتي بنتك فين؟".

بالعودة إلى قسم أوسيم، وصل العميد عاصم أبو الخير مدير المباحث الجنائية بالجيزة، ليباشر التحقيق مع المتهمة التي بدت متماسكة مرددة عبارة واحدة "يابيه معرفش حاجة" لينتقل رجال المباحث إلى الفصل الثاني من المناقشة الذي حمل الضربة القاتلة لها "مكالمات ورسائل بينها وبين عشيقها" لتفقد حينها النطق وتدخل في نوبة بكاء.

بصوت متحشرج ونبرة حزينة روت ذات الـ21 سنة تفاصيل ما جرى في شقة عشيقها "بنتي تعبت وجالها دور سخونة جامد.. كانت بتعيط كتير وعشيقي كان بيضربها علشان يسكتها لما نمارس الجنس".

لحظات صمت حاولت الأم التقاط أنفاسها لتكمل حديثها "البنت ماتت من المرض والضرب.. حطيت جثتها في شنطة ورميتها في الزبالة على الطريق ورجعت البيت" وأرشدت عن الجثة وتم التوصل إليها.

مأمورية من مباحث أوسيم تنسيقا مع قطاع الأمن العام برئاسة اللواء علاء الدين سليم ومديرية أمن الغربية تمكنت من ضبط العشيق الذي أيد أقوال الزوجة؛ ليغلق رجال المباحث صفحة قضية مؤسفة بدأت بكلمات الحب والغرام وانتهت بمقتل رضيعة دون ذنب، وزُج بالعشيقين خلف القضبان انتظارا لمصير ستظهر ملامحه أمام المحكمة.

فيديو قد يعجبك: