إعلان

كشفتها الداخلية.. قصة الطفلة المتهمة بإشعال الحرائق في منازل قرية "الشراقوة"

08:12 ص الجمعة 21 فبراير 2020

حريق _أرشيفية

كتب ـ محمد الصاوي:

على مدار ما يقرب من شهرين عاش أهالي قرية الشراقوة بكفر الشيخ أيامًا ثقيلة ملأها الذعر؛ جراء الحرائق المتتالية التي نشبت بالمنازل دون سبب واضح، لما يقرب من 40 يومًا قضوها بين إطفاء حريق هنا ومحاصرة نيران اشتعلت هناك، الأزمة كانت في عدم وجود سبب واضح وراء هذه الحرائق، إلى أن أعلنت وزارة الداخلية القبض على المتسبب أمس الخميس.

طيلة الأيام الماضية وخاصة يوم الأربعاء من كل أسبوع يحبس أهالي القرية أنفاسهم يترقبون أيًا من المنازل ستشتعل به النيران بعدما أصبح الأمر حتمي الحدوث، يبيت معظم الرجال أمام المنازل لمراقبة المنازل وسرعة التصرف في حال اشتعال النيران في منازل القرية، أصبح الأمر مرهقًا للجميع؛ كثرة الحرائق في هذه القرية دفعت الأهالي إلى الاستعانة بعدد من رجال الدين من أجل تقديم المساعدة بعدما شك عدد من أهالي القرية في وجود دور للجن في إشعال المنازل بالقرية، ولم يكن ليتوقع أحد أن وراء كل هذا المصائب طفلة.

بات أمر الحرائق لغزًا يستعصي على الحل، تصاعد ألسنة اللهب في القرية بدا مشهدًا معتادًا لقاطنيها؛ الأمر دفع المسؤولين للتدخل حيث وجه محافظ كفر الشيخ اللواء جمال نور الدين قافلة دعوية بمديرية الأوقاف في كفر الشيخ، إلى قرية الشراقوة 45، تضم 15 خطيبًا من رجال الأزهر الشريف، التابعين للمديرية، لفحص أسباب الحرائق المجهولة التي تشتعل في منازل المواطنين بالقرية، دون معرفة أسباب اشتعالها، كما وجه مركز العمليات وإدارة الأزمات بديوان عام المحافظة، بالتواصل مع الجهات المعنية، الأمن، والأوقاف، والتضامن الاجتماعي، والوحدة المحلية لمركز ومدينة الحامول، لمتابعة تداعيات اشتعال حرائق مجهولة بمنازل مواطنين في قرية الشراقوة 45..

يقول أحد "محمد. س"، أحد أهالي القرية:" مكناش فاهمين مين ورا الحرائق اللي كل يوم تاكل بيت في القرية، كل يوم تقريبا في مصيبة في بيت واحد من أهالينا، الرعب ملأ قلوب الناس في البلد لدرجة إن في ناس فكرت تسيب البلد بعد ما انتشر كلام عن إن الجن وراء الموضوع وللأسف في مشايخ أيدت الكلام ده.. في ظل عدم وجود رواية رسمية أو سبب منطقي حول الأزمة".

ويضيف: "الناس في البلد لم تكن تنام من الخوف حتى أمس.. المباحث توصلت إلى أن طفلة من البلد هي من تقف وراء ارتكاب المصائب كلها.. حتى الآن لا نقدر على أن نستوعب كيف لطفلة صغيرة أن تستطيع القيام بمثل هذا العمل؟.. الطفلة طبيعية جدًا وأهلها أناس طيبون وبسطاء.. ولا يظهر عليها أي علامات غريبة مثلها مثل أي بنت.. كما أنها أشعلت النار في بيوت كثيرة لأناس من أقاربها".

وقال مصدر أمني: تم التوصل إلى الطفلة المتهمة في الوقائع، بعدما شاهدتها إحدى زميلاتها في المدرسة وبحوزتها "ولاعة" لحظة إشعال النار في حقائب زملائها، وبإبلاغ القائمين على المدرسة أبلغوا رجال المباحث.

فيما قالت وزارة الداخلية في بيان لها، إنه عقب تكرار نشوب عدة حرائق محدودة بمحتويات عدد من المنازل بقرية "الشراقوة 45" بمركز الحامول بكفر الشيخ، والسيطرة على تلك الحرائق وإخمادها بمعرفة الأهالي، ومعاودتها الاشتعال مرة أخرى بصورة غامضة، إضافةً إلى عدم قيام الأهالي بالإبلاغ عن تلك الوقائع، واستعانتهم بعدد من المشايخ.. ظناً بوجود "قوى غير طبيعة" تتسبب فى ذلك.

وأثناء سير تحقيقات أجهزة البحث للوقوف على مسببات هذه الحرائق.. أبلغ مدير إحدى مدارس التعليم الأساسي عن نشوب حريق محدود فى عدد 3 حقائب مدرسية لتلميذات بالصف السادس الابتدائي حال تواجدهن بفناء المدرسة.

وبالفحص توصلت الجهود إلى ارتكاب تلميذة (مقيمة بذات القرية) للواقعة، وبمناقشتها أقرت بارتكابها للواقعة مستخدمة "قداحة" كانت تخفيها داخل حذائها، وإشعالها لكافة الحرائق بقرية الشراقوة 45 على سبيل اللهو والعبث وشغفها بردود أفعال الأهالي بتلك القوى غير الطبيعية، وبمراجعة الوقائع التي شهدتها القرية تبين أن معظمها بمنازل أقارب التلميذة المُشار إليها.

وبإحالة الطفلة إلى النيابة أصدرت قرارا باستدعاء أسرتها وعددًا من الذين تضرروا من الحرائق التي تسببت فيها، كما تم استدعاء عدد من زملائها والعاملين بالمدرسة الذين أبلغوا عنها؛ واعترفت الطفلة بتسببها في الحرائق بقريتها والتي بلغت 12 واقعة.

وبعد الاستماع إلى أقوالها؛ أمرت النيابة بتسليم الطفلة البالغة من العمر 11 عامًا، والمُقيدة بالصف السادس الابتدائي بإحدى المدارس، والمنسوب لها تهمة التسبب في حرائق قرية الشراقوة 45 التابعة للمركز، لذويها وأخذ تعهد عليهم برعايتها.

فيديو قد يعجبك: